• Sunday, 22 December 2024
logo

كيف تعاقب طفلك؟

كيف تعاقب طفلك؟
السؤال ليس كيف تعاقب طفلك ولكن لماذا تريد معاقبته؟ العقاب بالنسبة للطفل هو آخر ما يُلجأ له أثناء التعامل مع الأطفال، فليس كل طفل يستحق العقاب وليس كل طفل يجدي معه العقاب. هناك فروقات نفسية جوهرية حتى بين الإخوة والأخوات المتقاربين في السن ولا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع. لو وحدنا آلية العقاب فكأننا نقول أننا وحدنا آلية الثواب أيضا وكأن الذي يعجب طفل واحد بالضرورة يعجب إخوته.

قبل أن نلجأ للعقاب علينا أن نفكر ما هو العقاب من وجهة نظر الطفل؟ في الغالب يمارس الآباء والأمهات العقاب دون علمهم ذلك أن العقاب بالنسبة للطفل مختلف تماما عما يعتقده البالغون. عندما تجبره على تناول طعام معين ربما أنت تعاقبه دون أن تدري، أو عندما تريده أن يلعب لعبة تعتقد أنها ستنمي عقله، فهو قد يراها عقابا بلا مبرر. الضرب عقاب مفهوم بالنسبة لنا ولكن بالنسبة للطفل هو إعتداء صارخ وظلم ما بعده ظلم. في الغالب نحن نعاقب أطفالنا بطرق شنيعة من وجهة نظرهم على أعمال لا يدركون ما العيب فيها. يصبحون كالأطرش في الزّفة، وهذا ما يجعل نفسياتهم تسوء.

أيضا العقاب يختلف من بيئة إلى أخرى. لا يمكن تطبيق نفس نظريات العقاب على كل البيئات الثقافية. كل بيئة وكل بيت له ثقافة مختلفة عن البيت الآخر وهذا تحدده العلاقة بين الوالدين ومستوى وعيهم والبيئة التي ينحدران منها. الطفل الذي يتربى في بيئة قوية يختلف عن الطفل الذي يتربى في بيئة ضعيفة، والطفل الذي ينشأ في بيئة قاسية يختلف عن الطفل الذي ينشأ في بيئة وادعة، والطفل الذي يتربى في عائلة ضاحكة باسمة يختلف عن الطفل الذي يتربى في عائلة جادة أو صامتة.

هناك أطفال أذكياء وهناك أطفال حساسين وهناك أطفال لديهم قدرات حدس قوية وأطفال بلا قدرات ولا شخصية ومليون تصنيف وتفريع آخر لا يمكن حصرها فكيف سيتم التعامل مع كل تلك الإختلافات بنمط واحد كما يروج بعض خبراء التربية الحديثة؟ علينا أن نكون واقعيين في نظرتنا للتربية ولا نصدق أي شيء يقال فقط لأن شخصا ما يدعي أنه يعرف الأطفال أكثر منا. مع ذلك فهذا لا يلغي دور خبراء التربية أبدا ولكن علينا أن ننتقي ما يناسب البيئة التي ننتمي إليها ودرجة إدراك الطفل الذي نتعامل معه. وإليك بعض المبادىء الأساسية للتعامل مع طفلك. هذة خطوط عامة تمثل نقطة تفاهم جيدة بينك وبين طفلك ومنها تكتشف طبيعته وعلى ضوء ذلك تحدد التصرف الأفضل والأنفع.
Top