• Sunday, 16 March 2025
logo

حلبجة الشهيدة… الجرح الذي لايندمل

حلبجة الشهيدة… الجرح الذي لايندمل

د.ضياء عبدالخالق المندلاوي

 

معظم المدن العراقية تعرضت للسياسات القمعية من قبل الانظمة العراقية المتعاقبة التي أستثمرت النقمة العامة لكي توقد شرارة التطلعات القومية والمذهبية والعشائرية ولاسيما المدن الكوردستانية التي تعرضت لابشع صور المآسي .

ومدينة حلبجة احدى تلك المدن، التي تعرضت لأبشع جريمة في تاريخ العصر والإنسانية، اذ قام النظام الشوفيني الحاكم في العراق باستهداف المدينة وقصفها بلا رحمة مستخدماً الغازات السامة في صباح يوم 16/ 3/ 1988 فتحولت سماء المدينة لغيوم سوداء في ذلك اليوم الحزين الذي قصفت فيه طائرات النازيين العنصريين حلبجة ونشروا فيها رائحة التفاح المبطن بالموت بهدف حملة الاستسلام والصهر في بودقة القوى الشوفينية الحاكمة التي لم تتورع بان تقتل بسمومها خمسة الآف ما بين طفل وامرأه وشيخ وآلاف من المعاقين بالعاهات النفسية ودمروا البلدة بالكامل وانعدمت فيها مظاهر الحياة بصورة تامة وحتى الذين نجوا من الموت قضوا حياتهم في المستشفيات بسبب جراحهم البليغة وحالاتهم الصحية السيئة والعيوب الخلقية الناتجة عن تلك المواد السامة التي استعملت في تلك الهجمة المهلكة على الأهالي العزل دون أي ذنب ولا خطيئة.

القلم يعجز عن وصف ذلك المنظر الحزين ولا أستطيع ان افترض إن أولئك من البشر ، فشرط الإنسان ليس فقط إن يكون منتصب القامة وحر اليدين وطليق اللسان وغيرها من الصفات التي يميز بها البيولوجيون الإنسان عن الحيوان، إنما شرط الإنسانية ان يتصرف المخلوق في اطار من القيم التي تشكل قاسماً مشتركاً بين الرسالات السماوية وتعبر عما أتفق عليه البشر في كل زمان ومكان ، وشروط الإنسانية هو ان لا تتعالى امة على أمة ولا إنسان على إنسان أنما أن تترفع الأمم والإفراد عن كل ما يلحق الأذى بالغير ويسيء اليه بالمصلحة والمعتقد والشعور.

وشرط الانسانية أن تعيش وان تترك غيرك يعيش بسلام بل ان تمد لأخيك الإنسان يد العون عند الاقتضاء، لكن انعدمت الإنسانية وغاب الضمير عن أولئك المجرمين كل ذلك لأنهم يملكون أظافر وأنياب يستطيعون أن يفعلوا ما يفعله الحيوان بل فعلوا أسوأ من ذلك.

وأرادوا بسوء نواياهم محو الهوية الكوردية وإطفاء شعلة نوروز الخالدة لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل فكل التضحيات التي قدمها شعبنا الكوردي طوال مسيرته النضالية مبيناً ما تعيشه كوردستان اليوم ما هو الا ثمرة تلك التضحيات وأرواح الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل التحرير والاستقلال.

وستبقى ذكرى شهداء حلبجة وسائر حملات الإبادة الجماعية ضد شعب كوردستان خالدة في وجدان كل الشرفاء والاحرار في العالم، وستضل وصمة عار على جبين النظام المقبور للأبد ليبين للعالم بأجمعه مدى صمود ومعاناة شعبنا الكوردي.

واليوم وبعد مرور 37 عام على فاجعة حلبجة التي اعتبرت دولياً جريمة ابادة جماعية، نطالب الامم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية والمجتمع الدولي على اعتبار السادس عشر من آذار يوماً عالمياً لمكافحة الأسلحة الكيماوية ومنع استخدامها ضد الدول والشعوب والجماعات بهدف إجراء ، تطهير عرقي أو إحداث تغيير ديموغرافي .

 

 

 

باسنيوز

Top