• Tuesday, 11 February 2025
logo

هل النظام الغذائي للآباء يمكن أن يكشف عن احتمالية إصابة الأبناء بالسمنة؟

هل النظام الغذائي للآباء يمكن أن يكشف عن احتمالية إصابة الأبناء بالسمنة؟

قال موقع «نيوز ميديكال» إن التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة تمهد الطريق لبقية حياة الفرد، فيما توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية خلال الأشهر الستة الأولى، يليها إدخال التغذية التكميلية مع الرضاعة الطبيعية حتى سن عامين على الأقل، لتعزيز الصحة والنمو والتطور الأمثل.

 
وخلال هذه الفترة غالباً ما يتم تأسيس عادات وأنماط الأكل المستقبلية للأطفال، فيما يمكن أن تؤدي أنماط الأكل غير الصحية إلى السمنة وزيادة الوزن لدى الأطفال، التي زادت عالمياً في السنوات الأخيرة، مما يزيد في النهاية من خطر الإصابة بأمراض غير معدية.

وذكر الموقع أن الآباء يؤثرون بشكل كبير على سلوكيات الأكل لدى أطفالهم لأنهم يتخذون قرارات رئيسية تتعلق بطعامهم ويصبحون قدوة لهم، حيث يراقب الأطفال أنماطهم الغذائية وخياراتهم.

وتقدم الدراسات التي وجدت أن أجسام الوالدين تتنبأ بأجسام وسلوك أكل أطفالهم دليلاً على ذلك، حيث وجدت دراسات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن الأطفال من الأسر التي تعاني من زيادة الوزن أو السمنة هم أكثر عرضة لتفضيل الأطعمة الدهنية، وتناول الوجبات الخفيفة بشكل متكرر، واستهلاك الوجبات الخفيفة العالية الطاقة، وأقل عرضة للاستمتاع بالخضراوات.

ولفت الموقع إلى دراسة حديثة نشرت في مجلة «Nutrients»، استكشف خلالها الباحثون كيف ترتبط عادات الأكل لدى الأطفال الإيطاليين في سن ما قبل المدرسة بالحالة الغذائية لوالديهم.

وخلصت الدراسة إلى أن الأطفال الذين يعاني آباؤهم من زيادة الوزن أو السمنة يستهلكون المزيد من الكربوهيدرات.

وتم استخدام الاستبيانات لجمع البيانات حول سلوك الأطفال في أثناء أوقات الوجبات، بما في ذلك تفضيلاتهم ومهاراتهم في التغذية والامتثال السلوكي كما قدم الآباء معلومات حول شعورهم تجاه إطعام أطفالهم وأوقات الوجبات، والتفاعلات الأسرية.

وكان أكثر أنواع الطعام شيوعاً المعكرونة، حيث أبدى 46 في المائة من الأطفال تفضيلهم لها، وكانت ثاني أكثر العناصر شيوعًا هي الشوكولاتة والحلويات الأخرى، بما في ذلك الأطعمة المخبوزة.

وكانت الخضراوات، والأسماك، من بين أكثر الأطعمة التي رفضها الأطفال، ولم يرفض سوى 16 في المائة من الأطفال أي طعام.

وفضل 37 في المائة من الأطفال الماء بعدّه مشروبهم الأكثر شعبية، وفضل 21 في المائة المشروبات التي تحتوي على الكولا، ولم يشرب سوى 13 في المائة المشروبات المحلاة بالسكر، وكان استهلاك عصير الفاكهة مرتفعاً بشكل ملحوظ، بمتوسط تناول 3.2 مرة في الأسبوع، على الرغم من التوصيات بالحد من المشروبات السكرية لدى الأطفال الصغار.

ووجد الباحثون أن ما يقرب من 10 في المائة من الأطفال معرضون لخطر الإصابة بمشاكل الأكل؛ ومن هذه المجموعة، كان لدى 65 في المائة منهم والد واحد على الأقل يعاني من السمنة أو زيادة الوزن، ولكن 35 في المائة لديهم آباء لديهم مؤشر كتلة جسم طبيعي.

وهذا يشير إلى أنه في حين أن الحالة الصحية ووزن الوالدين عاملان مساهمان، فقد تلعب التأثيرات البيئية أو الوراثية الأخرى دوراً أيضاً.

وبدأ الأطفال الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن في شرب الحليب في وقت مبكر مقارنة بأولئك الذين لم يكونوا كذلك؛ كما استهلكوا المزيد من الدهون وكميات أقل من الكربوهيدرات.

وعلى النقيض من ذلك، استهلك الأطفال الذين كان آباؤهم يعانون من السمنة أو زيادة الوزن المزيد من الكربوهيدرات، ولكن كان لديهم إجمالي تناول أقل من البروتين مقارنة بأولئك الذين لديهم آباء يتمتعون بوزن طبيعي.

وبالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن الأسر التي لديها عدد أكبر من الأطفال تميل إلى تقديم حليب في وقت مبكر وكان لديها استهلاك أعلى للمشروبات المحلاة بالسكر قبل سن 24 شهراً.

وتظهر هذه النتائج كيف يرتبط وزن الأطفال وحالتهم الغذائية بوزن والديهم، حيث كان لدى أكثر من نصف الأطفال في الدراسة والد واحد على الأقل يعاني من السمنة أو زيادة الوزن، وهو ما قد يشكل عامل خطر لتطور السمنة لديهم في مرحلة لاحقة.

وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنة أو زيادة الوزن بمرتين من أولئك الذين يتمتع آباؤهم بوزن صحي؛ ربما تكون هذه العلاقة نتيجة لعوامل بيئية وجينية.

وبالإضافة إلى ذلك، ارتبط مؤشر كتلة الجسم لدى الأم بشكل إيجابي بكل من وزن الطفل عند الولادة ومؤشر كتلة الجسم، مما يسلط الضوء على التأثيرات الجينية المحتملة في خطر السمنة.

وكانت من النتائج المهمة، المستويات العالية من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر وغيرها من المنتجات السكرية، وكان هذا ملحوظاً بشكل خاص في الأسر التي لديها أطفال كثر، حيث كان التعرض المبكر للمشروبات السكرية أكثر شيوعاً.

ووفقاً للدراسة، يمكن أن يدعم التعليم الغذائي الأسر في الاستبدال بالأطعمة غير الصحية بدائل أكثر صحة لتعزيز الوزن الصحي والنمو في أثناء الطفولة المبكرة.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top