• Wednesday, 15 January 2025
logo

دلالات لقاء الرئيس بارزاني مع وفد ENKS

دلالات لقاء الرئيس بارزاني مع وفد ENKS

اكرم حسين

 

استقبل الرئيس مسعود بارزاني، يوم الأربعاء 8 كانون الثاني 2025، وفداً من قيادة المجلس الوطني الكوردي في سوريا ENKS، في لقاء تناول التطورات الجارية في سوريا ، ومواقف الأطراف الكوردية تجاه هذه التحولات بعد سقوط الطغمة الأسدية، حيث جرى في هذا اللقاء نقاش حول الوضع الراهن والمستجدات في سوريا، إضافة إلى تأكيد الرئيس بارزاني على دعمه الثابت لقضية الشعب الكوردي في سوريا وأهمية توحيد الصفوف والمواقف بين الأطراف الكوردية.

لا شك أن اللقاء حمل دلالات بالغة الأهمية، لا سيما في ظل المرحلة الانتقالية الحساسة التي تمر بها سوريا. فالتغييرات التي تشهدها البلاد بعد عقود من الاستبداد والقمع، تضع كافة مكونات الشعب السوري أمام مسؤولية كبيرة للمشاركة في بناء سوريا الجديدة. وللكورد، الذين طالما عانوا من التهميش والإقصاء، دور مركزي ينبغي أن يُعترف به لضمان بناء دولة ديمقراطية وشاملة.

يعكس الدعم الذي يقدمه الرئيس بارزاني التزامه الثابت بالقضية الكوردية، ليس فقط في سوريا، بل في عموم المنطقة. هذا الالتزام ينبع من إيمانه العميق بالمشروع القومي الكوردي الذي طالما كان المجلس الوطني الكوردي جزءاً منه، ومن حرصه على توحيد الصف الكوردي وتعزيز مكانته في المعادلة السورية.

إن موقف الرئيس بارزاني لا يقتصر على الدعم السياسي أو المعنوي، بل يوجه رسالة واضحة للأطراف الكوردية في سوريا بضرورة تجاوز الخلافات الداخلية واتخاذ الحوار والحلول السلمية وسيلة لتحقيق المصالح الوطنية والقومية.

ورغم الدعم الكبير الذي يحظى به المجلس الوطني الكوردي، فإن التحديات التي تواجهه لا تزال كثيرة، من أبرزها: عدم وضوح المرحلة الانتقالية في سوريا. فالمشهد السياسي السوري يعاني من غموض كبير حول شكل الدولة والنظام السياسي القادم ، ومدى استعداد الأطراف السورية للاعتراف بالحقوق القومية الكوردية.

أضف إلى ذلك طبيعة الخلافات بين الأطراف الكوردية التي تشكل عائقاً أساسيا أمام التوافق والالتزام برؤية موحدة وهيئة تمثيلية تخدم القضية الكوردية في سوريا. 

كما ينعكس تداخل المصالح الإقليمية والدولية في القضية السورية بشكل مباشر على تحقيق التوافق المنشود .

إن دعوة الرئيس بارزاني لتوحيد الصف الكوردي تحمل رسالة بالغة الأهمية. فالوحدة الكوردية ليست فقط ضرورة لتحقيق الحقوق القومية، بل هي أيضاً ضمانة للمساهمة الفاعلة في بناء سوريا الجديدة على أسس الديمقراطية والتشاركية واللامركزية.

سوريا الجديدة يطمح إليها الكورد أن تكون دولة ديمقراطية لامركزية ، بحيث تعترف بحقوق كافة مكوناتها، بما في ذلك حل القضية الكوردية في إطار وطني جامع ، وهذا يتطلب من الكورد التحلي بالمسؤولية التاريخية لتجاوز الخلافات والعمل بروح جماعية لتحقيق تطلعات الشعب الكوردي في سوريا.

ان لقاء الرئيس مسعود بارزاني مع وفد المجلس الوطني الكوردي هو دعوة للعمل المشترك من أجل مستقبل يليق بالكورد وبكافة مكونات الشعب السوري، في إطار سوريا ديمقراطية تعترف بحقوق الجميع وتضمن العدالة والمساواة وحقوق الانسان.

 

 

 

باسنيوز

Top