الكبتاغون.. خطر يهدد إقليم كوردستان
تهريب وتصنيع وتجارة المخدرات، بل وحتى إنتاجها، أصبحت تشكل تهديدًا خطيرًا ومقلقًا للأمن الوطني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي لإقليم كوردستان، وخاصة مدينة السليمانية. هذه المدينة، التي يُفترض أنها رمز جمال كوردستان، تحولت مع الأسف إلى مركز لشبكة خطيرة ومرعبة للمخدرات تحت مظلة المافيا السياسية للاتحاد الوطني الكوردستاني.
تقارير عراقية وعربية ودولية تشير إلى أن السليمانية، في ظل القيادة الجديدة للاتحاد الوطني الكوردستاني، أصبحت معقلًا لتهريب المخدرات التي تُجلب من أفغانستان وإيران. وتفيد التقارير أن بعض المسؤولين رفيعي المستوى في السليمانية يقدمون التسهيلات لتهريب هذه المواد.
ومن أبرز القضايا التي أُثيرت بالصدد، وجود أكبر مصنع لإنتاج الحبوب المخدرة (الكبتاغون) ضمن نطاق سيطرة الاتحاد الوطني، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الوطني والاجتماعي.
في يوم الأحد، 13 أكتوبر / تشرين الأول 2024، أعلن مقداد ميري، المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، عن اكتشاف مصنع للمخدرات في منطقة دربنديخان. وجاء هذا الإعلان بعد أيام من تصريح جهاز مكافحة الإرهاب في كوردستان الذي أفاد بأنه بناءً على معلومات استخباراتية مسبقة، تم ضبط مصنع لإنتاج المخدرات في قرية أوباري التابعة لناحية ميدان قرب قضاء دربنديخان. هذا المصنع ضم نحو طنين من المخدرات المنتجة، بالإضافة إلى الأجهزة والمعدات اللازمة.
وأشار جهاز مكافحة الإرهاب إلى أن المصنع أُنشئ بإشراف وتوجيه من قيادات جديدة في الاتحاد الوطني الكوردستاني، وأن السلطات في السليمانية حاولت التستر على القضية والتقليل من حجمها إعلاميًا.
وكان الزعيم الكوردي مسعود بارزاني قد حذر مرارًا من انتشار المخدرات، واصفًا إياها بأنها تهديد أخطر من الإرهاب، ودعا إلى مواجهة جادة لهذه المشكلة التي تضر بالمجتمع الكوردستاني على كافة المستويات.
كرد فعل على ذلك، دشّن رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، مركزًا لتوعية وإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات في أربيل، مشددًا على أن مكافحة المخدرات هي من الأولويات القصوى لحكومته.
وأعلن مسرور بارزاني، أن المركز الذي أنشئ بدعم من منظمة LDS الأمريكية ومؤسسة بارزاني الخيرية، سيعمل على توعية المجتمع بمخاطر المخدرات وتقديم الدعم اللازم للمدمنين لمساعدتهم على العودة إلى الحياة الطبيعية.
وتشير تقارير إلى أن المخدرات يتم تهريبها إلى السليمانية عبر إيران بعد تصنيعها في أفغانستان، لتوزيعها لاحقًا في الأسواق العربية والدولية، مستغلة الموقع الجغرافي للسليمانية وضعف الإجراءات التنفيذية في المنطقة.
كما تؤكد التقارير الإعلامية تورط بعض قيادات الاتحاد الوطني الكوردستاني في تسهيل عمليات التهريب والمتاجرة بالمخدرات، إلى جانب دعم حزب العمال الكوردستاني PKK الذي يستغل السليمانية كقاعدة لوجستية وعملياتية لتمويل نشاطاته العسكرية.
ومن الواضح أن قضية المخدرات تشكل تحديًا خطيرًا ليس فقط على مستوى إقليم كوردستان، بل على الأمن الوطني والاجتماعي والاقتصادي للعراق بأسره.
باسنيوز