هذا النوع من الرمان يُزرع في ناحية مندلي التابعة لقضاء خانقين ضمن حدود محافظة ديالى ، ويُعرف باللهجة الكوردية في خانقين بـ "عنارسيه" أي "الرمان الأسود" ، قشرته حمراء داكنة جدا وحباته سوداء وهو من الاشجار النادرة التي تُزرع في ظلال أشجار أخرى مثمرة لحمايتها من الحر والبرد.

يُعرف هذا الرمان بـ "الدواء السحري الذي يشفي جميع آلام البطن" ، حيث يُستخدم للشفاء من آلام البطن والقولون والمعدة ، فضلا عن فوائده الغذائية الاخرى ، كما ان السيدات يجففن قشرته لخلطها مع الحناء لصبغ شعرهن حيث يعطي لوناً طبيعياً. ولندرته ونظرا لقدرته على الشفاء لايُباع في الأسواق ، بل يقدمه الأهالي مجاناً كهدية او للاجر والثواب ويوزع مجانا للمحتاجين، ومن يحتاجه يذهب إلى صاحب البستان الذي توجد فيه الشجرة لأخذ رمانة واحدة أو اثنتين للعلاج. 

وقد بدأ يتناقص في مناطق مندلي في السنوات الاخيرة بسبب الجفاف وغياب الدعم الحكومي.

ويقول المستشار والخبير الزراعي ورئيس قسم الزراعة في خانقين قيس صادق لـ (باسنيوز) ، بأن واحدة من نقاط اختلاف وتميّز "الرمان الأسود" عن الأنواع الأخرى من الفواكه أن مستوى ارتفاع الشجرة يكون أقل من المستوى المطلوب مقارنة مع الأصناف العامّة الأخرى، وكمية الثمار التي تنتجها تكون أقل من كمية الثمار الموجودة في الرمان العادي. بالإضافة إلى ميزة أخرى وهي لونها المميز الذي يميل إلى أحمر أقرب إلى السواد.

ويضيف ، بأنه من الاشجار النادرة وتُزرع في ظلال أشجار أخرى مثمرة لحمايتها من حر الصيف وبرد الشتاء ، وان ناحية مندلي تعتبر موطن هذا الصنف النادر من الرمان.

موضحاً ، ان وزن الواحد منه يبلغ 300 ـ 400 غرام ، وطعمه مر بنسبة 75% فيما الحلاوة فيه تبلغ 25% .

ويُرجع الخبير الزراعي أسباب حصر زراعة هذه الفاكهة في مندلي دون المناطق الأخرى إلى الطبيعة الجغرافية ونوعية التربة التي تتميز بها الناحية ، فضلا عن أن معظم أراضيها وبساتينها أراض رملية، وهذا ما يسهم بشكل أساسي في نجاح زراعة هذا الصنف من الفواكه فيها حصرا.

وما يؤيد استخدام "الرمان الأسود" كعلاج فوري لآلم البطن والمعدة والأمعاء أيضا لدى سكان البلدة، ما يستذكره صادق عندما كان صغيرا وهو يستمع إلى التجارب الحية من الآباء والأجداد عن فوائد هذه الفاكهة لمعالجة الأمراض والآلام.

ورغم عدم وجود أي تفسير طبي أو علمي يكشف لغز معالجة هذه الفاكهة أوجاع وآلام البطن حتى الآن، فإن صادق يرى أن السبب في ذلك قد يعود إلى نوع من الصبغات الموجودة فيها والتي أشبه ما تكون بمواد مُسكنة للآلام أو مقاومة لبعض البكتيريا والفيروسات الموجودة في جسم الإنسان.

 

 

 

باسنيوز