عمار الحكيم: الانقسام السني حول انتخاب رئيس للبرلمان انعكس على الساحتين الشيعية والكوردية
أكد رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، أن الانقسام داخل الساحة السنية حول انتخاب رئيس لمجلس النواب، انعكس على مستوى الساحتين الشيعية والكوردية.
وقال الحكيم خلال مشاركته في ملتقى الشرق الأوسط "ميري 2024" الذي بدأ أعماله اليوم الثلاثاء (29 تشرين الأول 2024)، إن "الانقسام في الساحة السنية حول انتخاب رئيس مجلس النواب انعكس على الساحتين الشيعية والكوردية مما أدى لتأخر العملية بشكل نسبي".
ورأى الحكيم أن "الاستقرار السياسي يأتي بالاستقرار الأمني والأخير يوفر تنمية اقتصادي، وحين يتحقق ذلك سيؤدي إلى انفتاح إقليمي يجذب الاستثمارات"، مشيراً إلى أن "العراق لم يشهد استقراراً منذ العهد الملكي".
فيما يتعلق بدور ما بت يعرف بـ "الدولة العميقة"، تساءل الحكيم: "كيف نفسر الدولة العميقة؟ فإذا قلنا إنها القوى السياسية الحاضنة لكل الحكومات مثل ائتلاف إدارة الدولة فهذا أمر صحيح وطبيعي في كل الأنظمة البرلمانية، على اعتبار أن الحكومات وليدة قوى سياسية، والجماهير تصوت لقوى سياسية، وهذه القوى تشكل كتلاً برلمانية تنتخب رئيس الحكومة".
وأشار إلى أن "في هذه الحكومة ولأول مرة هناك ائتلاف إدارة الدولة المتشكل من 280 نائباً في البرلمان، وهو حاضنة لحكومة السوداني وليس الإطار التنسيقي لوحده. أما إذا كان يقصد بالدولة العميقة هم شخصيات أو موظفين كبار في مؤسسات مختلفة يعطلون أو يسهلون، فإن العراق أكبر من أن يختزل في مشرب معين من هذه الأطراف".
وأردف الحكيم أن "الأمور برهنت أن رؤساء وزراء وضعوا موظفين بدرجات خاصة متوقعين بناء تأييد خاص لأنفسهم، وجدوا فيما بعد أن من وضعوهم هم لدولة وليس لهم".
وعن أداء حكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، عبر الحكيم عن رضا كبير حولها، واصفاً "منجز حكومة السوداني الخدمي والتنموي أكثر وضوحاً من الحكومات السابقة وهذا يعتبر منجزاً لائتلاف إدارة الدولة".
زعيم تيار الحكمة، لفت إلى أنه "وحسب الاستطلاعات فقد وجدت حكومة السوداني رضاً شعبياً غير مسبوق يصل إلى 70%، لكن نفس هذه الاستطلاعات أشارت إلى الرضا الشعبي عن القوى السياسية وصل أيضا بنسبة 54%"، معتبراً ذلك "حالة طردية، والفرق بينهما يكمن بمدى تصدر رئيس الوزراء للمشهد بشكل واضح أمام الجماهير على العكس من القوى السياسية".
وبينما مضى بالقول إن "السوداني أول رئيس وزراء ملتزم ببرنامجه الحكومي ويعيد التذكير به"، لفت إلى أن "الأداء البرلماني في حالة جيدة، بدليل أنه يضع في الوقت الحالي 3 قوانين جدلية في سلة واحدة لتمريرها، مما يعكس نوعاً من التفاهم، مؤكداً أن "الأجواء إيجابية بشأن تمرير قوانين العفو العام والأحوال الشخصية وإعادة عقارات الدولة".
في الحديث عن الانتخابات والاستعدادات لها، فيما إذا ما كان تيار الحكمة سينخرط في تحالف مع الإطار التنسيقي، قال الحكيم، إن "الإطار التنسيقي ليس كتلة انتخابية وإنما قوى تنسق مع بعضها لأنها تنتمي لساحة واحدة، ولذلك في الانتخابات المحلية نزلت قوى الإطار كل على حدة".
واستطرد أن "هناك نقاشات داخل الإطار التنسيقي حول النزول في قائمة واحدة في الانتخابات المقبلة أو تكون أكثر من قائمة، ومن ثم العودة للاجتماع بعد الانتخابات"، مشيراً إلى أنه في الوقت الحالي "كل الخيارات مطروحة".
ولفت الحكيم إلى أن "تجربتنا في تحالف قوى الدولة الوطنية كانت ناجحة، ولنا عنوان ولون خاص، لكن في حال توفر فرص في تحالفات أوسع سنفكر بها بجدية، وإن لم تتوفر فغطائنا وعنواننا يكفي".
بشأن الصراعات السياسية وتطورها داخل المكونات، اعتبر رئيس تيار الحكمة الوطني، أن "انتقال الصراع من بين قوى مكوناتية إلى صراع داخل المكونات هو خطوة بالاتجاه الصحيح، ذلك لأن الصراع الكوردي – العربي، أو الشيعي – السني، يكون إثنياً أو طائفياً، لكن الصراع الكوردي - الكوردي يكون سياسياً وهكذا".وانطلقت اليوم الثلاثاء (29 تشرين الأول)، أعمال ملتقی 2024 تحت شعار "نحو الحكم الرشيد والازدهار" في مدينة أربيل برعاية إعلامية من جانب شبكة رووداو الإعلامية، بمشاركة عدد من الزعماء السياسيين في إقليم كوردستان والعراق ونخبة من السياسيين والأكاديميين والدبلوماسيين.
الجلسات الحوارية للملتقى، نشهد مشاركة كل من رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني ورئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة محمد حسن.
يضم ملتقى هذا العام العديد من المحاور التي تركز على العراق، وقد ذكر معهد ميري أن محاور ملتقى 2024، ستدور حول مواضيع عدة منها: العراق وشركائە الدوليین: تقارب الأولويات وتعزيز الشراكة، تطور العلاقة الشاملة بين الولايات المتحدة والعراق، جعل العراق قابلاً للاستثمار، هشاشة النظام السياسي العراقي، إقلیم كوردستان العراق بعد الانتخابات، مستقبل سوريا، وغيرها.
روداو