• Friday, 29 November 2024
logo

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة في إصابة أطفالهن بفرط الحركة؟

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة في إصابة أطفالهن بفرط الحركة؟

توصي الإرشادات الدولية النساء بالحد من كمية القهوة التي يقمن بتناولها أثناء الحمل، خوفاً من تأثيرات الكافيين سلبياً على تطور دماغ الطفل.

 
وأظهرت بعض الدراسات أن زيادة استهلاك القهوة أثناء الحمل مرتبطة بصعوبات النمو العصبي لدى الأطفال، وببعض الاضطرابات العصبية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

و«فرط الحركة ونقص الانتباه» هو اضطراب في النمو العصبي، تشمل أعراضُه الزيادة الشديدة في النشاط، وعدم القدرة على التركيز، والسلوك المتهور الذي يتداخل مع الأداء اليومي أو التطور.

ويعاني نحو 5 في المائة من الأطفال على مستوى العالم هذا الاضطراب.

فهل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة –حقاً- في إصابة الأطفال بهذا الاضطراب؟
أشارت دراسة جديدة نقلها موقع «ذا كونفرسيشين» إلى عدم صحة هذا الاعتقاد.

وتابع فريق الدراسة 58 ألفاً من النساء أثناء الحمل وبعد الولادة على مدى عقدين من الزمن.

وأبلغت الأمهات عن كمية القهوة التي قمن بشربها قبل وأثناء الحمل. كما أكملن استبيانات حول سمات النمو العصبي لأطفالهن بين سن 6 أشهر و8 سنوات.

وأظهرت النتائج -التي أخذت في اعتبارها عوامل أخرى مثل الجينات والدخل- عدم وجود صلة سببية بين شرب القهوة أثناء الحمل وصعوبات النمو العصبي لدى الأطفال. وهذا يعني أنه من الآمن الاستمرار في شرب القهوة يومياً، وفقاً للتوصيات الحالية، حسب الباحثين.

وتؤدي التغيرات البيولوجية أثناء الحمل إلى تقليل عملية التمثيل الغذائي للكافيين، وهذا يعني أن جزيئات الكافيين ومستقلباته (الجزيئات المنتجة أثناء تحلل الكافيين) تستغرق وقتاً أطول ليتخلص الجسم منها.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات السابقة أن الكافيين ومنتجاته الثانوية يمكن أن تعبر المشيمة. ولا يمتلك الجنين الإنزيمات اللازمة للتخلص منها.

ولهذه الأسباب كان يُعتقد أن مستقلبات الكافيين قد تؤثر على نمو الطفل.

ومع ذلك، أكد فريق الدراسة الجديدة أنه قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت القهوة تسبب بشكل مباشر تغييرات في نمو دماغ الجنين.

وكتبوا قائلين: «قد تختلف النساء الحوامل اللائي يشربن القهوة عن أولئك اللائي لا يشربنها في عدد من الطرق الأخرى. وقد تكون هذه المتغيرات -وليس القهوة- هي التي تؤثر على النمو العصبي».

وأضافوا: «قد تشمل هذه المتغيرات، المعروفة باسم (العوامل المربكة)، مقدار الكحول الذي تشربه النساء، أو السجائر التي يقمن بتدخينها أثناء الحمل، أو دخل أحد الوالدين ومستوى تعليمه. على سبيل المثال، نعلم أن الأشخاص الذين يميلون إلى شرب القهوة يميلون أيضاً إلى شرب مزيد من الكحول وتدخين مزيد من السجائر، مقارنة بأولئك الذين لا يشربون القهوة. وقد هدفت دراستنا إلى النظر في تأثير شرب القهوة على صعوبات النمو العصبي، بمعزل عن هذه العوامل المربكة».

ومع ذلك، فقد أكد الباحثون على ضرورة عدم إكثار النساء الحوامل من شرب القهوة، مشيرين إلى أنهم يدعمون بشكل عام المبادئ التوجيهية السريرية الحالية التي تنص على أن الاستهلاك المنخفض أو المعتدل للقهوة أثناء الحمل آمن للأم والطفل.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top