اقليم كوردستان بحاجة الى دبلوماسية داخلية مرنة
محمد سعيد شهي
اهتمام الدول والاقاليم تتركز على الدبلوماسية الخارجية من اجل تحقيق مصالح متبادلة او مصالح معينة وفق اسس ومعاير معروفة وبمستويات مختلفة ، الهدف منها ابراز دور البلد في التعامل مع الدول والاقاليم او كيانات اعتبارية معروفة ، فكلما كانت سياسة البلد حكيمة كلما كانت دبلوماسيته ناجحة ومرموقة في تبني العلاقات او تحقيق مصالح، وهكذا تبرز شأن الدول وتلعب الادوار في المحافل الدولية وترفع هيبة الدولة ومصداقيتها لتكون محل ثقة واعتبار في المساعي اوالوساطات او التحكيم في نزاعات اوغيرها .
ربما يستغرب البعض عندما نقول ( الدبلوماسية الداخلية) ، لان النظام الإداري للبلد يرسم سياسة (أمنية - ادارية) وفق قوانين ولوائح و تعليمات تنفذها الأجهزة المعنية . ولكن المقصود بالدبلوماسية الداخلية العلاقات بين الأحزاب التي تحكم الاقليم كنظام ديمقراطي تعددي للأحزاب والاتجاهات السياسية المختلفة . ولبّ الموضوع وفق العنوان وهو الدبلوماسية (الكوردية - الكوردية ) والأحزاب الكوردستانية في إلا قليم لذا على الأحزاب والأشخاص التقيد بالمشتركات والثوابت التي تخص الجميع . فالدبلوماسية الداخلية التي نحن بأشدّ الحاجة اليها ، وهي تسبق الدبلوماسية الخارجية لان الاختلافات او الخلافات الداخلية قدتكون موجودة ولكن لاينبغي لها ان تعرض المكاسب التي تحققت لخطر فقدانها او التراجع نحو الادنى فهي قبل كل شئ تؤثر على الدبلوماسية الخارجية وكذلك على هيبة الاقليم ورموزه على المستويين الداخلي والخارجي ، فان لم تكن الدبلوماسية الداخلية نشطة ومرنة ومتمثلة بجميع الاتجاهات السياسية ، تعرض الاقليم لتهديدات محتملة مهما كان قوياً ، لذا نرى اهمية تبني سياسة داخلية معززة بدبلوماسية مرنه للأطراف السياسية وتبادل وجهات النظر في الاجتماعات بدلاً من التراشقات الإعلامية ، والاختلاف عليها امر وارد على ان لا تؤدي إلى خلافات وان لا تسبب نزاعات، فالسياسة لا تمارس بالفعل وردّ الفعل ولا لصالح طرف على حساب الاخر ولا بشكل منتصر ومنهزم وانما بتنازل كل طرف عن بعض مطالبه للتوصل إلى صيغة مرضية لصالح القضية العامة والنتيجة ستكون نصراً للجميع ونصراً لصالح القضية الأسمى و الثوابت والمشتركات التي تجمع الأحزاب كما تدعي في مناهجها وأدبياتها.وفي معظم الأنظمة الديمقراطية الأحزاب هي التي تشكل الحكومات وقوة الحكومة تعكس قوة الاحزاب التي تشكلها ولاضير للشركاء في النظال والتضحيات التصافح مع بعضها ومع بقية المشاركين في العملية السياسية من اجل حماية المكاسب والمصلحة العامة والسير بالاقليم نحو الرقي والتقدم .
والله من وراء القصد .
كوردستان24