بعد الانتصار السياسي الذي حققه رئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني بعدول المحكمة الاتحادية عن عدة قرارات بشأن انتخابات برلمان كوردستان، عدّل الحزب الديمقراطي الكوردستاني قراره بمقاطعة الانتخابات بعد حفظ الهيبة الكوردستانية لانتخابات كوردستان والحفاظ على تمثيل وحقوق المكونات الدينية والقومية في الإقليم كما يؤكد ذلك محلل سياسي وإعلامي كوردي، فيما يرى محلل سياسي بأن قرار الديمقراطي الكوردستاني بالمشاركة في انتخابات إقليم كوردستان «خطوة إيجابية» تساهم في سير العملية الانتخابية وفي حفظ الاستقرار في العملية السياسية بالعراق عموماً.

انتصار سياسي
يقول المحلل السياسي والإعلامي الكوردي محمد زنكنة: إن «الحزب الديمقراطي الكوردستاني عندما قرر الانسحاب من انتخابات برلمان إقليم كوردستان وعندما قرر المشاركة بها لاحقاً فالسبب هو رغبته بأن تكون الانتخابات وفقاً للهيبة الكوردستانية وبوجود شروط تتعلق بالقوانين الخاصة التي تتعلق بإقليم كوردستان وألا تهضم حقوق المكونات القومية والدينية المتواجدة في كوردستان».

ويبين زنكنة، أن «الحزب الديمقراطي الكوردستاني رأى بان المشاركة في العملية الانتخابية بدون وجود المكونات الدينية والقومية لا يعني أبداً ان هناك انتخابات حقيقية ولذا المحكمة الاتحادية قد التفتت إلى الالتماس الذي تقدم به رئيس الحكومة مسرور بارزاني وأعادت مقاعد المكونات وقد بينت بأن خطأ قد حصل وتراجعت وعدلت عن بعض القرارات ومسكت العصا من المنتصف، وهنا العدول كان من المحكمة الاتحادية أكثر من الحزب الديمقراطي الكوردستاني».

ويلفت المحلل السياسي والإعلامي الكوردي، إلى أن «بعض الأطراف كانت تتحدث عن حتمية الانتخابات في حزيران ولكننا قلنا وأكدنا للجميع بأنه بدون الحزب الديمقراطي الكوردستاني لا توجد انتخابات، وبدون (البارتي) لا توجد عملية سياسية لا في إقليم كوردستان ولا العراق، والجميع يدرك قوة وصلابة الحزب الديمقراطي ويدرك أهمية مشاركته في الحياة السياسية على صعيد الإقليم والعراق».

‏‎وقدم الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الأحد، أوراق اعتماد مشاركته في انتخابات برلمان كوردستان التي يتوقع أن تُجرى في شهر سبتمبر / أيلول المقبل.

‏‎وأعلنت مفوضية الانتخابات الاتحادية التي ستضطلع بمهمة إجراء الانتخابات في الإقليم بعد انتهاء ولاية مفوضية الإقليم التي كانت تتولى عملية إدارة الانتخابات في الدورات السابقة، أن «الحزب الديمقراطي الكوردستاني قدّم إلى مفوضية الانتخابات، دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية، كتاب إبداء الرغبة بالمشاركة في انتخابات برلمان إقليم كوردستان 2024»، طبقاً للمتحدثة باسم المفوضية جمانة الغلاي.

‏‎وعلّق الحزب الديمقراطي في مارس / آذار الماضي، مشاركته في الانتخابات المحلية احتجاجاً على قرار المحكمة الاتحادية إلغاء ‹كوتا› الأقليات البالغة 11 مقعداً في قانون انتخابات الإقليم، لكنه تراجع عن قراره بعد أن كسب رئيس وزراء الإقليم حكماً من المحكمة الاتحادية يخصص 5 مقاعد للأقليات؛ مسيحيين وتركمان، في برلمان كوردستان.

خطوة إيجابية
من جانبه يؤكد المحلل السياسي محمد علي الحكيم، أن «إعلان الحزب الديمقراطي الكوردستاني عزمه المشاركة في انتخابات مجلس النواب في إقليم كوردستان يمثل خطوة إيجابية لاستقرار وسلاسة سير العملية الانتخابية في الإقليم وهذا يصب بصالح الجميع».

ويوضح الحكيم : أن «استقرار العملية السياسية في إقليم كوردستان يساهم ويؤثر بشكل مباشر على استقرار العملية السياسية في عموم العراق وعدول الحزب الديمقراطي الكوردستاني عن قراره بمقاطعة الانتخابات خطوة بالاتجاه الصحيح لتعزيز العملية الديمقراطية».

ويشير المحلل السياسي، إلى أن «مفوضية الانتخابات قد اجرت كافة الاستعدادات لإنجاح انتخابات برلمان كوردستان واقترحت موعداً على رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ويبقى هذا الموعد غير نهائي بانتظار موافقة رئيس الإقليم وبعدها يكون الموعد رسمي ونهائي».

‏‎وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، قد اقترحت تحديد الخامس من شهر أيلول / سبتمبر المقبل، موعداً لإجراء انتخابات برلمان إقليم كوردستان.

‏‎وبعثت المفوضية كتاباً إلى رئاسة إقليم كوردستان، مذيّلاً بتوقيع رئيس مجلس المفوضين عمر أحمد محمد، دعتها إلى تحديد موعدٍ لإجراء انتخابات برلمان كوردستان.

 

 

 

باسنيوز