نيجيرفان بارزاني.. نحو تعزيز العلاقات واذابة الخلافات
سيف السعدي
تعزيز ملف العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان مع دول الجوار مهم جداً في ظرف حساس يتطلب مزيدا من الدبلوماسية العالية والمنتجة، وضبط النفس اعلى درجات النفس اتجاه بعض التصرفات التي يروم عن طريقها الفاعل الدولي استغلال الثغرات وتوظيفها ضمن معادلات سياسية وعسكرية خارج حسابات الاقليم، لذلك لابد من جولة من الحوارات والمناقشات مع الفواعل السياسية في الدول المجاورة للاقليم والتي لديها خشية من عوامل كثيرة تهدد مصالحها.
ومن هنا جاءت زيارات رئيس اقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني للدول الاقليمية والمجاورة من اجل إذابة الخلافات لاسيما مع تركيا وإيران، وان الاقليم لن يكون منطلقاً لتهديد الامن والسلم لاسيما لدول الجوار، لان الدستور العراقي في المادة (7 / ثانياً) نصت على "تلتزم الدولة بمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، وتعمل على حماية أراضيها من أن تكون مقراً أو ممراً أو ساحة لنشاطه"، وهذا ما اكده الرئيس نيجيرفان بارزاني خلال زيارته إلى إيران بضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين، مع زيادة الحركة التجارية ورفع حجم التبادل التجاري والأنشطة الاقتصادية وأعمال ومشاريع القطاع الخاص الإيراني في العراق وإقليم كوردستان.
الجميل في هذا الزيارة انها تحمل طابعا اقتصاديا تجاريا، فضلاً عن الملف السياسي والأمني، لأن السيد نيجيرفان بارزاني رجل براغماتي من الطراز الرفيع، ويجيد فن الممكن، والمناورة السياسية، ويعلم جيداً ان استقرار الملف السياسي ما بين إيران والإقليم ينعكس ايجاباً على الجانب الأمني لأن هناك علاقة وثيقة بين الملفين، ولابد من ان تكون العلاقة متوازنة في إطار حفظ السيادة واحترام مبدأ حسن الجوار، وهذا ما نصت عليه المادة (8) من الدستور العراقي "يرعى العراق مبدأ حسن الجوار، ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويسعى لحل النزاعات بالوسائل السلمية، ويقيم علاقاته على أساس المصالح المشتركة والتعامل بالمثل، ويحترم التزاماته الدولية"، فضلاً عن المواثيق والقوانين الدولية التي تنص على مبدأ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والعمل ضمن المصالح المشتركة، ومعادلة التوازن بما يحفظ مصالح الطرفين وعلى كافة الأصعدة.
للفاعل السياسي الكوردي لاسيما في عصمة القرار السياسي أربيل في اقليم كوردستان ومن هذه الفواعل السيد نيجيرفان بارزاني دور كبير في تمهيد الطريق لزيارة السيد رجب طيب اروغان إلى العراق وعقد عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وتفعيل دور عدد من اللجان الاقتصادية والتجارية وما يخص المياه والملف الامني، فضلاً عن دور بارز للسيد نيجيرفان بارزاني في زيارة السيد السوداني الأخيرة للبيت الأبيض، وتعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم العراق، وهذا يؤشر على قوة الفاعل السياسي في اقليم كوردستان في فرض معادلة من التوازن ضمن المعادلة الدولية والإقليمية فضلاً عن دول الجوار، بما ينسجم مع حالة الاستقرار السياسي التي يشهدها الاقليم بشكل خاص والعراق بشكل عام، الأمر الذي يفرض على الحكومة الاتحادية الاستفادة من الموقع الجيوسياسي للاقليم وفواعله السياسية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، واستثمار العلاقة التي يمتلكها السيد نيجيرفان بارزاني مع قادة دول العالم والمحيطة من اجل إذابة الخلافات وتقريب وجهات النظر وتعزيز العلاقات.
روداو