• Friday, 22 November 2024
logo

ابو ميثاق المساري:أربيل شاركت في إقناع الولايات المتحدة بالموافقة على استقبال محمد شياع السوداني

ابو ميثاق المساري:أربيل شاركت في إقناع الولايات المتحدة بالموافقة على استقبال محمد شياع السوداني

أبو ميثاق المساري عضو المكتب السياسي لمنظمة بدر وعضو مجلس النواب العراقي، وهو أحد السياسيين البارزين في العراق، حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، ويتحدث دائماً بجدية وبصراحة تامة  عن القضايا والأحداث الحساسة في العراق والمنطقة، ويعتقد أن المشكلات يتم حلها بصيغة منطقية وبتفاهم، وعندما يكون العراق مستقراً بحيث يستطيع حل المشكلات مع إقليم كوردستان و هو ينظر بتفاؤل إلى العلاقات بين بغداد وأربيل، في حوارنا هذه المرة من حلقة الحوار "إقليم كوردستان بين زوبعة الصراع الإقليمي والدولي"، طرح بعض المعلومات الحساسة والمفيدة للغاية، كما أبدى آراءه صراحة حول هذه المسائل بشكل عام والعلاقات بين إقليم كوردستان، كما قدّم لنا عدد من  الأقتراحات والتوصيات.

اسمحوا لي في البداية أن انقل تحيات إخوتي في المكتب السياسي لمنظمة بدر وكتلة بدر في مجلس النواب العراقي. إننا نكن احتراماً كبيراً للاسم الكبير للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي كان له دائماً حضور جاد ومتميز في الشؤون العراقية، لقد ناضلنا مع الديمقراطي الكوردستاني لسنوات عديدة ضد الدكتاتورية البعثية العراقية السابقة، وكنّا ضد كل سياسات النظام البعثي الدكتاتوري تجاه كوردستان ونرفضها جميعاً، كما اننا حلفاء مع الديمقراطي الكوردستاني لأتخاذ خطوات نحو مستقبل مشرق في العراق.  

لا أعلم إذا كان المشاركون في هذا الحوار يعرفون ذلك أم لا، نحن كمنظمة بدر لدينا مقابر حول أربيل وانّ مدينة أربيل احتضنت أبناءنا، لذلك عندما نزور أربيل كل مرة نقرأ سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهدائنا، لذا فإننا نحب اربيل و كوردستان، وانتم أحب الينا اكثر. أحاول إنشاء مدخلاً من عنوان هذا الحوار، وأعتقد أن اختيار مصطلح "زوبعة" لعنوان حوار في هذا المستوى ليس مناسباً. وهذا يعني أن الصراعات لا تتحول إلى زوبعة، ولا تنشأ فيها، لذا دعونا نتساءل من أين تنشأ تلك الصراعات الإقليمية والدولية التي تؤثر على إقليم كوردستان ومن ثم تؤثر كموجة على كل العراق؟

لقد قلت مراراً على شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك على القنوات الفضائية العراقية والكوردستانية أن خارطة الصراعات تقررها القوى العظمى العالمية، تلك القوى التي تملك الأمكانيات والقرار في هذا العالم، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية وغيرها من الدول، أرجو أن يكون هذا واضحاً، وسواء تتفقون معي أم لا، فمن المهم أن تكون هذه المسألة واضحة لديكم.

وضمن هذه الخارطة التي تقررها الدول العظمى، يتم إنتاج عدد من مناطق النفوذ، وتنشأ في تلك المناطق ذات النفوذ، المصالح  المتضاربة والمشكلات فيما بينها، وتؤدي في النهاية إلى اندلاع الحرب.

أعتقد أن هذا مدخل مناسب، وحسب تجربتي السياسية ولكي لا نخوض في الحديث والتجاذبات، والتوصل إلى: ماهي الأسباب وما وراء تلك الأحداث كما اشار اليها الدكتور يحيى الكبيسي؟

لقد جئت من بغداد للحضور في هذا الحوار، وليس للحديث عن الأسباب أو لتعليم إقليم كوردستان مصادر هذه الصراعات. انّ أربيل بحد ذاتها عامل مؤثر ومقتدر، ولها تاريخ عريق في العمل السياسي، ولديها القدرة على خلق نظرة خاصة للمشكلات وشرح أسباب ظهورها،  لذلك نحن هنا اليوم لنجري الحوار ونتحدث عن الحلول، وبرأيي الحلول وسر تلك الحلول تكمن في مواصلة العودة إلى بغداد، العودة إلى بغداد كحكومة اتحادية، لذلك أعتقد أن أربيل بذلت جهوداً كبيرة سياسياً وقيادياً لبدء هذه العملية وخلق ارضية للحوار الهادف والمثمر.

وأنا أقترح عليكم اليوم رأياً صريحاً وشفافاً، وقد ینعكس هذا الرأي عليّ  سلبياً، وأريد أن أؤكد هنا وأقول بكل وضوح أن أربيل شاركت في إقناع الولايات المتحدة ورئيسها بالموافقة على استقبال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لزيارته الى أمريكا.

وهنا ماذا نتعلمه من هذه الحقيقة،  تقول لنا تلك الحقيقة أن أربيل ليست متحفظة أو مهملة  في مشاركتها في الإصلاحات أو في إدارة الامور كجزء من عراق فدرالي، بل على العكس من ذلك، فإنّ أربيل تعمل بنشاط على تحفيز الأوضاع للتحسن الأكثر، وكانت لزيارة رئيس الوزراء العراقي برفقة وفد وممثلي كل من الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني نتائج جيدة للغاية، لا أريد أن أستبق الأحداث لأن رئيس الوزراء عاد للتو، لكن النتائج الجيدة ستظهر، وأريد أن أتحدث بإيجابية شديدة عن هذه الزيارة لأنني قريب من مصدر القرار، وافهم جيداً ان الزيارة كانت ناجحة للغاية. وهنا عندما أقول العودة إلى بغداد، أعني أنه لا ينبغي لأربيل أن تنظر إلى بغداد دائما بتشاؤم وقلق، لا تنظر إليها وكأن نصف الكوب فارغ، بل كأنها نصفه ممتلئ.

لقد استقبلنا الوفدين المفاوضين من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والأتحاد الوطني الكوردستاني في بغداد لأكثر من مرة، عندما يأتون إلى بغداد، فإنهم يريدون نقل رسالة مفادها أن الوضع في بغداد يجب أن يكون مثالياً ويجب ألا تكون هناك مشكلات، ولكنني أقول أيها الإخوة لا تبنوا آرائكم على واقع شيعي محدد. فعندما أتحدث إليكم الآن نشأت في الواقع الشيعي، وتعلمت على يد منظمة عريقة هي منظمة بدر، ولذلك أستطيع أن أقول لكم بكل صراحة أن هناك مجموعتين بين الشيعة العراقيين: شيعة العقلانية وشيعة السلاح، وقد فشلنا في الوقت الحالي في إقناع شيعة السلاح بالتخلي عن أسلحتهم المرتبطة بالفكر المتطرف والمعتقدات الراديكالية لهذه الجماعات، لذلك لم تتمكن من إلقاء السلاح والتحول إلى العقلانية والعمل السياسي مثلنا. ونحن ألقينا أسلحتنا بعد عام 2003، وبدأنا العمل السياسي، لذلك نطلب من وفود كوردستان التي تأتي إلى بغداد لإجراء محادثات ومفاوضات، أن تأخذ بعين الاعتبار واقع المجتمع الشيعي، مما يعني  أنه يأتي وفد اليوم إلى بغداد يريد خلق موقف مشترك بشأن هجوم الجمهورية الأسلامية على أربيل، وعليه أن يعلم ذلك هناك قوة شيعية عقلانية في بغداد يمكن التفاوض معها وتشكيل موقف مشترك، وعلى الوفد الذي يأتي ألاّ يعتمد على كلام وتصريحات طرف شيعي مسلح ويتخذ موقفاً منه، عليه أن يعلم أن هناك قوة شيعية عقلانية في بغداد، يمكن التفاوض معها وتشكيل موقف مشترك. وحتى انه يمكن إجراء مفاوضات مع هذه القوة العقلانية ومع الجمهورية الإسلامية الإيرانية أو تقديم طلب إلى محكمة العدل الدولية، ويقف العراق ايضاً ضد هذا الهجوم في إطار القانون الدولي. لقد قمنا بإدانة الهجمات التي تعرضت لها أربيل. وانّ السيد قاسم الأعرجي رئيس جهاز الأمن الوطني ووزير الداخلية السابق وهو أحد قيادات منظمة بدر، لقد جاء إلى أربيل ضمن لجنة تحقيقية وأبدى رأيه الحاسم بأن هذه الذرائع غير صحيحة.

لذلك أريد أن أقول إن هذه القضية كبيرة، وانّ أهدافنا أكبر، ربما كان بإمكاننا إعداد برنامج عمل قبل هذا الحوار، ولكي ينظر الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى هذا الواقع بشكل أكثر وضوحاً، ويحدد حجم مشكلات الأقليم، ونبين مستوى الإمكانيات والتعاون لحل المشكلات في بغداد.

وفي الختام، أود أن أشير إلى انه لماذا رأي الإخوة في هذا الحوار هو انّ مرونة المحكمة الاتحادية وتصحيح قراراتها يصب فقط في مصلحة إقليم كوردستان؟ هنا وأود أن ألفت انتباهكم إلى أن أول من دعا إلى إنشاء إقليم آخر إلى جانب إقليم كوردستان هو شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (رضي الله عنه).

ولذلك، إذا كنتم تعتقدون أن الحكومة الاتحادية والشيعة ضد إقليم كوردستان، فانّ هذا الموضوع غير موجود على الإطلاق، ولكنني أقول "على إقليم كوردستان خلق مصالح مشتركة مع الشيعة والمحكمة الاتحادية وجميع الأطراف". لقد أشار أحد الأخوة في هذه الحلقة من الحوار الى انّ اسباب كل قرارات أعضاء المحكمة الاتحادية هي الصراع الكوردي - الكوردي. وأعلم أن خطوة العقلانية تصب في مصلحة الشيعة، لذلك أود أن أتقدم بمقترح بحضور الدكتور سالار عثمان ونيابة عن المكتب السياسي لمنظمة بدر، أدعوكم لزيارة بغداد حتى لاتصاب العقلانية بالتآكل ولكي تستمر، وأشار الدكتور محمد إحسان إلى وصول وفد سياسي، لكنني أعتقد أن وصول الوفد السياسي بهذا المستوى لن يكون مثمراً، ولكن مثل هذه الزيارات ستخلق واقعاً سياسياً ناعماً.

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي

  

Top