انشقاق يضرب ‹حركة العصائب› .. هل اقتربت نهاية الميليشيات؟
أفادت مصادر مطلعة، بأن خلافات عسيرة نشبت بين قيادات ميليشيات ‹عصائب أهل الحق› بلغت حد انشقاق أكثر من مجموعتين عنها، وإعلانهما الانضمام إلى قوات ‹سرايا السلام› التابعة للتيار الصدري، وهو ما يضع مصير الحركة على المحك، خاصة وأنها على لوائح الإرهاب الأمريكية.
وشهدت محافظة بابل، إعلان مجموعة من عناصر العصائب الانشقاق من الحركة، والتبرؤ منها، حيث أظهر مقطع فيديو متداول مجموعة منهم، وهم في ضيافة مجموعة من ‹سرايا السلام›، الجناح العسكري للتيار الصدري، حيث كان أحد قياديي السرايا يرحب بهم، وبعودتهم إلى صفوف التيار.
وقال أحد المنشقين في المقطع المتداول: «نحن مجموعة من عصائب أهل الحق، نعلن براءتنا أمام الله ورسوله وآل بيته، وعودتنا إلى كنف آل الصدر كونهم أهل الإصلاح».
ليست الأولى
وليست هذه المرة الأولى التي تُعلن فيها جماعة من ميليشيا العصائب الانشقاق عنها، والالتحاق بحركات أخرى، وهو ما يكشف «هشاشة» الوضع داخل الميليشيا – وفق مراقبين – الذين أشاروا إلى أن ممارسات قادة هذا الفصيل تجاوزات الخطوط المتعارف عليها، ما يدفع الأفراد الآخرين إلى التفكير بالفعل في القفز من «السفينة الغارقة».
وقبل أيام، انشقت مجموعة أخرى أيضاً من حركة العصائب، وأعلنت البراءة التامة، وهو ما يسلط الضوء على طبيعة العلاقة بين هذه الميليشيا مع أفرادها، الذين بدأوا يتسربون منها.
وبحسب مصدر مطلع على طبيعة الانشقاقات التي حصلت مؤخراً، فإن «الممارسات غير المنطقية التي تورطت فيها حركة العصائب، فيما يتعلق بالابتزاز وفرض الإتاوات على المواطنين في بعض المناطق، وعدم تحقيق العدالة بين عناصرها، وضياع حقوق الكثير من العاملين في صفوفها، وعدم تنظيم أمورهم، دفعهم إلى الانشقاق من الفصيل، في ظل استئثار القادة الكبار على مجمل الموارد، ونشوب صراعات بينية فيما يتعلق بالتسجيل ضمن صفوف الحشد الشعبي، حيث يتحصل أفراد الميليشيا على مرتبات من موازنة الدولة».
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ، أن «الأجواء داخل الحركة متوترة بشكل كبير، حيث يسعى قائد الفصيل قيس الخزعلي، إلى تطويق القضية وإعادة النظر بمسببات هذه الانشقاقات وتطويقها لمنع تمددها إلى عناصر آخرين، ما يشكل ضربة للعصائب التي تخوض صراعاً لإثبات وجودها السياسي والميداني».
وتعد ‹حركة عصائب أهل الحق› ذراعاً عسكرياً للحرس الثوري الإيراني، في العراق، إذ تشير تقارير إلى تلقيها دعماً سنوياً كبيراً من قادة الحرس، الذين يفرضون أوامرهم ورؤيتهم عليها، باعتبارها تنفذ أجنداتهم في المنطقة، وتحولت مؤخراً إلى واحدة من الفصائل المفضلة، بسبب طاعة زعمائها، وعدم خروجهم عن الخط الإيراني.
وخلال الفترة الماضية سعت ميليشيا العصائب إلى الحصول على منصب رئيس هيئة الحشد الشعبي لأحد أعضائها، وهو ما دفع قائدها قيس الخزعلي إلى توجيه انتقادات لرئيس الهيئة الحالي فالح الفياض، بداعي تجاوز العمر القانوني، وهو ما رآه مراقبون رغبة بتولي زمام الهيئة التي تدر ذهباً على هذه المجموعات.
تنازع وخلافات
بدوره، يرى الخبير في الشأن الأمني، كمال الطائي، أن «الانشقاق أصبح صفة ملازمة لحركة عصائب أهل الحق، وهذا يأتي بسبب ضعفها من الداخل، وتنازع قادتها فيما بينهم، خاصة وأن هذه المجموعات لا ترتبط بزعامة روحية أو توجه فكري حقيقي، وإنما تجمعت من الشتات تحت مظلة واحدة، هدفها الانتفاع المالي من المشاركة ضمن صفوف الحشد الشعبي، والحصول على التمويلات الشهرية المخصصة».
وأضاف الطائي ، أن «الميليشيات العراقية أصبحت تنهب موارد الدولة الرسمية، بالإضافة إلى ممارساتها اللاأخلاقية، فيما يتعلق بفرض الإتاوات والابتزاز والمساومات فضلاً عن ممارساتها الطائفية بحق أبناء المكونات الأخرى، وهو ما يتوجب على الجهات الرسمية وتحديداً الجيش اتخاذ إجراءات فاعلة، لضمان الأمن المجتمعي وتثبيت الاستقرار».
وشهدت الفترة الأخيرة تزايداً في الصراعات بين قادة ومقاتلي الميليشيات العراقية الموالية لإيران، بسبب خلافات في أغلب الأحيان على الأموال والنفوذ أو انشقاقات من فصيل معين والانتقال إلى آخر، وهو ما أثار قلقا واسعاً في الأوساط الشعبية، من تفجر الوضع في البلاد، خاصة المحافظات الجنوبية.
باسنيوز