• Saturday, 27 April 2024
logo

تقرير: الديمقراطي الكوردستاني فجّر مفاجأة من العيار الثقيل

تقرير: الديمقراطي الكوردستاني فجّر مفاجأة من العيار الثقيل

 افاد تقرير صحفي ، بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني، الذي يتراسه مسعود بارزاني ، فجّر ، يوم الاثنين، مفاجأةً من العيار الثقيل بعد إعلانه عدم المشاركة في الانتخابات التشريعية المحلية بإقليم كوردستان، المقرر إجراؤها في 10 يونيو/ حزيران المقبل، وتلويحه بالانسحاب من مجمل العملية السياسية في العراق.

تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية : قال ان من شأن قرار من هذا النوع أن يخلط الأوراق في إقليم كوردستان، والعراق عموماً، بالنظر للنفوذ الذي يتمتع به الحزب على المستويين الكوردي والعراقي. ومن شأن القرار كذلك أن يدفع شركاءه وخصومه في الإقليم والمركز في بغداد إلى الأخذ في الاعتبار الاعتراضات العديدة التي يقدمها «الديمقراطي» ضد قرارات المحكمة الاتحادية الذي يتهمها منذ أشهر طويلة بالخضوع للأجندات السياسية لبعض القوى الشيعية النافذة، وبناء معظم قراراتها الصادرة ضد الإقليم، وضمنها إلغاء قانون النفط والغاز في الإقليم، وقانون عمل البرلمان ومفوضية انتخابات الإقليم، وفق «أهداف سياسية» مناهضة لكيان الإقليم الدستوري.

وركز بيان الحزب الذي صدر بعد اجتماع لمكتبه السياسي برئاسة زعيم الحزب الرئيس مسعود بارزاني ، في معظمه، على ما وصفها بـ«القرارات غير الدستورية ضد الإقليم»، منها القرار الأخير الذي قضى بإلغاء «كوتا» الأقليات الدينية والقومية في إقليم كوردستان الذي أقرها قانون انتخابات الإقليم الصادر عام 1992، وخصص 10 مقاعد لتلك الأقليات.

وأحصى بيان الحزب مجموعة خروقات دستورية ارتكبتها المحكمة الاتحادية، يتعلق الأول منها بـ«قيام المحكمة الاتحادية بتعديل المحاور الأساسية المهمة لقانون انتخاب برلمان كوردستان، وذلك في المواد الخاصة بتحديد نظام الدوائر الانتخابية، وكوتا المكونات وعدد المقاعد والجهة المشرفة على الانتخاب والجهة المختصة بالبت في الطعون»، في إشارة إلى قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء عمل مفوضية انتخابات كوردستان، واستبدال المفوضية العليا للانتخابات بها لإدارة الانتخابات في الإقليم.

وتحدث البيان عن قيام المحكمة الاتحادية بإلغاء مقاعد كوتا المكونات في قانون انتخاب برلمان كوردستان، وهو ما «أدى إلى خرق إحدى ضمانات إجراء انتخابات حرة ونزيهة، تؤمن فرص المساواة والعدالة في الإقليم، إضافة إلى كونه خرقاً لرغبة وإرادة مواطني الإقليم في التعامل مع أمر حساس كالتعايش وقبول الآخر».

ورأى أن ذلك «يتعارض مع المواد (49/ فقرة أولاً) و(125) من الدستور وقانون انتخاب مجلس النواب ومجالس المحافظات في العراق والمادتين (2) و(25) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (ICCPR) الذي وقع عليه العراق في عام 1971 وملزمة له».

وفي الاعتراض الثالث ، وجد بيان الحزب أن قرار المحكمة الاتحادية في إقصاء السلطة القضائية في الإقليم عن البت في الطعون الانتخابية وإناطة هذه الصلاحية إلى هيئة قضائية تتبع مجلس القضاء الأعلى الاتحادي، فيه «تجاوز خطير على السلطة القضائية في الإقليم ويعد خرقاً لاستقلالية الأقاليم من جهة، و(من جهة أخرى) خروجاً على ما كان يتبع سابقاً من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التي كانت تركن إلى محكمة تمييز الإقليم للبت في الطعون الانتخابية».

وتشكل القرارات المتتالية للمحكمة الاتحادية العليا، حسب بيان الحزب الديمقراطي ، «انتهاكاً لمبدأ الفصل بين السلطات، فقد وضعت نفسها مقام السلطتين التشريعية والتنفيذية، وأناطت لنفسها من السلطات والصلاحيات ما لم ينص علیە الدستور، خصوصاً حينما قررت إلغاء قانون النفط والغاز لإقليم كوردستان».

وأعرب الحزب عن أسفه من «سياسة الإقصاء والتدخل والتجويع وقطع الميزانية والرواتب وتطبيق مواد الدستور بصورة انتقائية، خطوات تهدف إلى تحجيم مكانة الإقليم الدستورية وأصبحت أساساً لإدارة هذه الدولة».

وقبل بيان «الحزب الديمقراطي»، أصدرت حكومة إقليم كوردستان بياناً غاضباً حول رواتب الموظفين هناك ، وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم، بيشوا هوراماني، في بيان، إن «مشكلة الرواتب في إقليم كوردستان بدأت عندما اتبعت جهة سياسية رئيسية في حكومة إقليم كوردستان والمشكلة للحكومة ، حزباً معارضاً وكانوا مرشدين لأعداء الإقليم لخلق الضغوط على كوردستان وخفض رواتب الموظفين»، في إشارة ضمنية إلى خصومهم السياسيين في الإقليم حزب «الاتحاد الوطني الكوردستاني» وحركة «الجيل الجديد» المعارضة.

وأضاف هوراماني أن «وزارة المالية الاتحادية مستعدةٌ لدفع 59 في المائة؜ فقط من رواتب موظفي إقليم كوردستان بعد شهر من التأخير، وهي لا تشمل رواتب البيشمركة والشهداء وجزء كبير من الموظفين، وذلك لخلق الفتنة والتمييز وإهانة موظفي كوردستان». وتابع: «إننا ندافع عن حقوق شعب إقليم كوردستان كافة ، ونرفض انتهاك حقوقنا الدستورية والتمييز وسياسة التجويع بأي شكل من الأشكال ونقف ضده».

وقررت المحكمة الاتحادية العليا، الشهر الماضي، إلزام رئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني، ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني، بتوطين رواتب الموظفين والعاملين في القطاع العام لدى المصارف الاتحادية، ما أثار اعتراض الحزب الديمقراطي وحكومة الاقليم باعتبارها طريقة لتقويض صلاحيات الإقليم المالية وحقه في توزيع مرتبات موظفيه.

وشرح قيادي بارز في الحزب الديمقراطي الكوردستاني أسباب القرار المفاجئ، ونقل تقرير الصحيفة عنه ، إنه «جاء بعد قناعة راسخة بأن المحكمة الاتحادية تحولت إلى لاعب سياسي يحظى بحاكمية قانونية». ويأمل الحزب أن «تنجح هذه الخطوة في معالجة الوضع غير الدستوري لهذه المحكمة ونزع الشرعية عنها، قبل أن ننزلق إلى نظام شديد المركزية»، على ما يقول القيادي في الحزب. وقد تصل تداعيات هذا القرار إلى تأجيل الانتخابات بتوافق كوردي - كوردي، ما لم يبادر «الشركاء الشيعة والسنة إلى تصحيح مسار المحكمة».

 

 

 

باسنيوز

Top