البارزانية قمة التواضع والإنسانية
شيخو عفريني
علّمَنا أباؤنا وأجدادنا قيم ومبادئ البارزانية في النضال والكوردايتي والحب والتضحية والتّواضُع والإنسانية، حتى بات نهج البارزاني الخالد راسخاً في نفوسنا وعقولنا.
ما إن كبرنا، كبُر معنا حبُّ النهج العظيم، ولا سيما بعد أن دخلنا في صلب وأعماق هذا النهج عن طريق التاريخ المشرف، بدءاً من الشيخ عبد السلام ومروراً بالشيخ أحمد، والملا مصطفى بارزاني الخالد، وتسلّم الأبناء والأحفاد كالرئيس مسعود بارزاني والخالد إدريس بارزاني زمام الأمور في المُضِي قُدُماً حتى تحقيق الأهداف العليا للنهج وهي كوردستان الكبرى، ودحر المحتل، ورفع الظلم والاستبداد عن الشعب الكوردي، سواءً في ثورتَيْ كولان وأيلول وانتفاضة 1991 والثورات التي قامت ضد الأنظمة الحاكمة في العراق، وتضحية النهج في جمهورية كوردستان في مدينة مهاباد بكوردستان الشرقية وتحرير كوباني عن طريق قوات البيشمركة بتوجيهات من الرئيس مسعود بارزاني من براثن الإرهاب وغيرها.
لن أدخل في هذا المقال عن مبادئ النهج كلها، بل سأتكلم في شيمة واحدة في هذا النهج وهي التواضع والإنسانية. قبل أيام رحلت عنا السيدة زكية ابنة البارزاني الخالد رحمها الله، وأسكنها فسیح جنانه، وجرت مراسم العزاء في صلاح الدين (بيرمام) في محافظة أربيل عاصمة إقليم كوردستان، وكواجب قومی ودیني وإنساني كان لنا شرف تقديم التعازي والمواساة للرئيس مسعود بارزاني وقادة الإقليم في اليوم الثاني.
بمجرد وصولنا إلى القاعة تفاجأنا أن الرئيس نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان هو أول المستقبلين للمعزين، ليس فقط للوفود الرسمية والشخصيات المهمة والاعتبارية، بل يستقبل الجميع بدون استثناء بكل رحابة صدر، شيوخاً، وشباناً، رجالاً ونساء، وقائمة المستقبلين والمودعين، تطول بين سياسي ومسؤول وعسكري بارز، يستقبلون ويودّعون الضيوف المعزّين بكلّ احترام وتواضع وإنسانية بدون أي تفرقة بين طبقات وفئات الشعب.
إن ما رأيته بأمّ عيني يعيد إلى أذهاننا قصص الرؤساء والقياديين الذين سطروا دروساً في التواضع والإنسانية كصلاح الدين الأيوبي وخوسيه موخيكا وغيرهم. بالطبع هذه الشهادة ستبقى في القلب، وهو ما يؤكد ويحفز أكثر وأكثر أن الأبناء والأحفاد من القياديين وحاملي راية البارزاني الخالد، ماضون في تحقيق استقلال كوردستان، فالذي يتسم بمبدأ التواضع، ويبقى قريباً من آلام وآمال شعبه لا بد أن يكون له عوناً ودعماً في السّراء والضّراء.
إن نهج البارزاني الخالد، نهجٌ قويم، يمثل خمسين مليون كوردي، وبفضل التضحيات الجسام ينعم الكورد في إقليم فيدرالي في جنوبي كوردستان.
وبكل تأكيد وبدون أدنى شك راية البارزانية ستقودنا إلى كوردستان الكبرى، نهجٌ ضحّى، وقدّم عشرات الآلاف من الشهداء لم يستغنِ بسهولة عن المكتسبات، وسيبقى شوكة في عيون الأعداء.
باسنيوز