• Tuesday, 07 May 2024
logo

سيادة العراق وأمن أربيل

سيادة العراق وأمن أربيل

معد فياض 

 

من حق الحكومة العراقية والفصائل المسلحة، الميلشيات التي تأتمر بأمر الحرس الثووري الايراني، واجنحتها السياسية ان تستنكر وتحتج وتستهجن وتصدر البيانات الرنانة ضد قوات التحالف الدولي، الاميركية خاصة، التي ادعوا بانها قصفت مقرا لقيادة الحشد الشعبي في بغداد ادى الى مقتل قيادي كبير في الحشد، باعتبار ان هذه العملية انتهكت سيادة وأمن العراق، وان تهدد، بعض الفصائل التي تحمل السلاح بعيدا عن القانون والدستور، قوات التحالف بالويل والثبور.

لكننا نتساءل هل السيادة هي مادة مطاطية قابلة للشد والانكماش حسب المواقف من هذه الجهة او تلك، ام انها تعني كل العراق والعراقيين اينما كانوا في خارطة هذا البلد ومهما كانت قومياتهم واديانهم ومذاهبهم ما داموا هم عراقيون ويتمتعون بحقوق المواطنة؟. وهنا لي ان أؤكد باني لست مع اية جهة او بلد او قوة تنتهك سيادة العراق وتهدد امن شعبه واستقراره، لكنني استغرب ان تقوم الدنيا ولا تقعد عندما يطال هذا الانتهاك جهة وصفتها الحكومة العراقية في بياناتها بانها امنية، ولا تتخذ هذه الحكومة وفصائلها اي موقف عندما يقوم الحرس الثوري الايراني بقصف اربيل، عاصمة اقليم كوردستان لمرات عديدة، وباعتراف الحرس الثوري ذاته، وتعرض امن حياة المواطنين الكورد العراقيين العزل واستقرارهم؟ ثم تأتي الفصائل الميلشياوية وبحجة مقاومة وجود القوات الاميركية لتقصف كل يوم تقريبا مطار اربيل ومحيطه وبعض الاحياء السكنية المدنية دون ان نسمع بيانات رنانة تستنكر وتحتج وتستهجن هذه العمليات الارهابية ضد مدينة عراقية آمنة ومستقرة وتعرض حياة مواطنيها العزل للقتل، مع ان هذه المدينة، بل اقليم كوردستان برمته، والمواطنين الكوردستانيين، كورد وتركمان وعرب، مسلمين ومسيحيين وأيزيديين وكاكائيين، لم يهددوا امن بلد مجاور او اية جهة خارجية او داخلية؟.

السيادة والحديث عنها وباسمها يجب ان تشمل كل المدن العراقية وجميع العراقيين مهما كانت قومياتهم واديانهم ومذاهبهم، لا ان تكون انتقائية، فتنقلب الدنيا لمجرد قصف موقع(أمني)، ومقتل قيادي ومرافقه، وتهمل على مدى سنوات القصف الايراني والتركي وعناصر حزب العمال التركي المحظور الـ (به كه كه) لاقليم كوردستان وخاصة عاصمته اربيل.

اربيل وغيرها من مدن وقرى واقضية ونواحي وقصبات اقليم كوردستان مقدسة عند اهلها، تماما مثلما البصرة وكربلاء والنجف وبغداد والانبار وبقية المدن العراقية، وليست هناك مدينة مفضلة على غيرها، بل ليس هناك عراقيين مفضلين على آخرين يحملون الجنسية العراقية. خاصة وان تاريخ اربيل اقدم من تاريخ البصرة وبغداد والكوفة وكربلاء والنجف، فعمر هولير اكثر من خمسة الاف عام بينما بقية المدن العراقية، باستثناء بابل وسومر وآشور، بنيت قبل اقل من 1400 سنة، اي مع ظهور الاسلام واتساع الغزوات العربية للسيطرة على بقية البلدان والشعوب.

كنا سنفهم معنى السيادة وحرص الحكومة والاحزاب السياسية المسيطرة على الحكم في بغداد لو انها، ولو من باب المجاملة، استهجنت، ولا نقول استنكرت بقوة، القصف الايراني والميلشيات المسلحة التابعة لاحزاب حاكمة في العاصمة بغداد، لاربيل مستخدمة اسلحة اشترتها الحكومة العراقية من اموال الشعب، واعتبرت هذه الاعمال الارهابية جريمة ضد مدينة عراقية تهدد حياة الكورد العراقيين. لكن هذه الحكومة وتلك الاحزاب، وكالعادة وكما هو متوقع، خيبت امال العراقيين عامة والكورد خاصة.

ملاحظة أخيرة اتمنى على الاحزاب السياسية الطائفية التي تسيطر على الحكم في بغداد ان تتذكر ان القوات الاميركية التي تهاجمها، هذه الاحزاب، وللاسف هي من جاءت بهم الى السلطة ومكنتهم من سرقة البلد وتخريبه وقتل ابنائه، وهي من وضعت بنود الاتفاقات الامنية بين بغداد وواشنطن ووقع عليها رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي زعيم حزب الدعوة، تلك الاتفاقات التي سمحت للقوات الاميركية بالبقاء في العراق، هذه القوات التي واجهت تنظيم داعش الارهابي وساهمت بفاعلية، كما الجيش العراقي وقوات البيشمركة، بتحرير ثلث مساحة العراق من سيطرته.. وهذه القوات هي التي تحمي عمليا امن البلد وليس الميلشيات المسلحة التي عبثت، وما زالت باستقرار العراق.

اكرر ثانية بأني كمواطن عراقي ضد اي قوة او بلد او جهة تنتهك سيادة العراق وتهدد امن شعبه واستقراره، مهما كانت هذه القوة او البلد او الجهة.

 

 

 

روداو

Top