تعرّف على الأطعمة التي تسبب الغازات كريهة الرائحة
على الرغم من أن الغازات المعروفة علميًا بـ«ريح البطن» جزء من حياتنا اليومية، إلا أننا لا نزال نعرف القليل عنها، وعن الأطعمة التي تجعلنا أكثر غازات، وما هي الأطعمة التي تسبب غازات ذات رائحة كريهة؟
ويقول الدكتور علي رضائي أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بمركز سيدارز سيناي بلوس أنجليس «إن الغازات ذات الرائحة الكريهة تبدأ عادة بالكربوهيدرات، وخاصة تلك غير القابلة للذوبان والتي تمر عبر المعدة والجهاز المعوي العلوي دون امتصاصها». مضيفا «ان البكتيريا التي تعيش في القولون تتغذى على هذه السكريات غير الممتصة، والتي تعتبر مثل الوقود عالي الأوكتان بالنسبة لها. وعلى الرغم من أن هذه الكربوهيدرات مثل الألياف والنشا لم يتم امتصاصها بشكل أعلى في القناة الهضمية لأن أجسامنا تفتقر إلى الإنزيمات اللازمة لتكسيرها، إلا أن البكتيريا، مثل تلك الموجودة في شعبة Firmicutes بالقولون، تهضمها بسهولة؛ فعند تناول هذه الكربوهيدرات تنتج البكتيريا غازًا يمكن أن يتحول إلى غازات». وذلك وفق ما ذكر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
ومع ذلك، ليس كل الغاز الذي تنتجه البكتيريا من الطعام يصبح له رائحة كريهة. ويوضح رضائي «ان الشخص ينتج حوالى 30 إلى 91 بوصة مكعبة (500 إلى 1500 ملليلتر) من غازات الريح كل يوم بغض النظر عن نظامه الغذائي، وأكثر من 99 % من تلك الغازات عديمة الرائحة. فيما تساهم الغازات غير المعطرة (مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون والهيدروجين) بإطلاق الريح، لكن الغازات لا ترتبط بالضرورة بالرائحة الكريهة».
ويبين رضائي، أن الغازات الهجومية هذه تشمل كبريتيد الهيدروجين، المعروف برائحته التي تشبه البيض الفاسد؛ والإندول.
من جانبه، يقول الدكتور إريك غولدستين طبيب الجهاز الهضمي بمركز «ماونت سيناي» الطبي بمدينة نيويورك «كما يوحي الاسم، لها رائحة مثل البراز. ولكن عندما يتعلق الأمر بتحويل الطعام إلى غاز، فإن الأمر لا يتعلق بمعدل تحويل واحد إلى واحد في القناة الهضمية». مبينا «يمكنك أن تأكل طناً من المركبات المحتوية على الكبريت وتوجد لديك بكتيريا تصنع كبريتيد الهيدروجين، لكن انتفاخ البطن لن يكون له رائحة مثل كبريتيد الهيدروجين. وبدلًا من ذلك، قد تتم موازنة البكتيريا المنتجة لكبريتيد الهيدروجين بواسطة بكتيريا أخرى تتغذى على هذا المركب ذاته». وتشمل الأطعمة الغنية بالكبريت البقوليات (مثل العدس والفاصوليا والبازلاء) والبراسيكا (مثل البروكلي والملفوف). إذ تحتوي هذه الخضار الليفية أيضًا على كربوهيدرات غير قابلة للذوبان والتي قد تحولها البكتيريا الموجودة في القولون إلى غازات كريهة الرائحة.
ويؤكد كل من غولدستين ورضائي أن عوامل كثيرة تؤثر على حجم ورائحة انتفاخ البطن؛ ففي حين أنه يمكننا تقييم المركبات الشائعة في كل من الأطعمة والغازات، فإن بعض الأشخاص لديهم حساسيات غذائية فريدة تعتمد على الميكروبيوم المعوي لديهم. إذ توفر السكريات غير القابلة للذوبان بشكل عام الأساس للغازات الضارة، ولكن لا توجد أطعمة عامة يمكن أن تصبح بوقًا كريها لها. وينوه رضائي بأن «إنتاج البكتيريا للغاز في أمعائنا لا يعتمد فقط على ما تأكله. فالأمر كله يعتمد على البكتيريا الأخرى المنتجة للغاز في الأمعاء والتي تغذيها بغازات أخرى. وهناك عوامل أخرى مثل حركة الأمعاء والتغيرات في التركيب البكتيري والمدة التي يستغرقها الطعام للتحرك عبر القناة الهضمية، كلها تؤثر. والأكثر من ذلك، أن الريح تشتمل أيضًا على هواء مبتلع وغازات منتشرة من مجرى الدم؛ وهي أيضًا عديمة الرائحة. حيث تعني هذه العوامل أن احتمال سماع الريح أكثر من شم رائحتها».
جدير بالذكر، تؤثر الاضطرابات وعدم التحمل أيضًا على كيفية إنتاج البكتيريا للغاز. على سبيل المثال، في الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، يصل اللاكتوز الكربوهيدراتي إلى البكتيريا في القولون، ما قد يترك الشخص يطلق ريحًا قد تكون أو لا تكون كريهة الرائحة، وفق غولدستين، الذي يشرح «نظام فودماب الغذائي، وهو نظام غذائي مؤقت للتخلص من الغازات، كطريقة لتقليل الحالات الشديدة من انتفاخ البطن لدى أولئك المعرضين له». لكنه يستدرك قائلا «أنه لا يوجد حقًا مقياس واحد واضح يناسب الجميع؛ فعندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي وإطلاق الريح، حيث تتداخل عوامل لا تعد ولا تحصى في جسم كل شخص مع جميع غازات البطن، يعتمد مقياس طلب المساعدة على مقدار انتفاخ البطن الذي يعطل الحياة اليومية لشخص ما».
الشرق الاوسط