• Saturday, 23 November 2024
logo

في ذكرى الاستفتاء .. الشعب الكوردي لن ينحني للأعداء

في ذكرى الاستفتاء .. الشعب الكوردي لن ينحني للأعداء

عبداللطيف محمد امين موسى

 

لن ننحني ولن نستسلم ، كلمات عبر من خلالها المرجع الكوردستاني مسعود بارزاني عن تطلعات الشعب الكوردي في النضال من أجل نيل حقوقه الوطنية والقومية المشروعة ,وفي ذكرى السنوية للاستفاء ، هذا الكرنفال الجماهيري الذي شاركه الكورد في كل مكان في تعبير حقيقي عن التمسك بالهوية القومية ورمزاً في الثبات على الانتماء للقيم والمبادئ الكوردية الاصيلة ليكون الاستفتاء بمثابة الحدث العظيم الذي لن ينساه الشعب الكوردي كصفحة ناصعة من صفحات نضاله في مقاومة الظلم والديكتاتورية في وجه الانظمة المتعاقبة على احتلال كوردستان .

وفي ذكرى السنوية لهذا الحدث الجلل الذي  وصفه المرجع  مسعود بارزاني بأنه ليست الغاية بل أنها الوسيلة الحتمية لتحقيق الغاية العظيمة بالاستقلال في إقامة دولة كوردية عنوانها التعايش السلمي ،وكما يعتبر الاستفتاء من العناصر الهامة في التعبير عن الشعور القومي لدى الشعب الكوردي وحق شرعي  في  تقرير مصيره مستنداً على المبادئ الاساسية  لكل شعب الحق في تقرير المصير في إقامة دولة كوردية تضم كل المكونات , وتكون رمزاً للسلام والتعايش السلمي و مصدراً للأمان والأمن لكل جيرانها.

في الذكرى السنوية للاستفتاء لا مساومة  بأي بشكل من الأشكال ,وتحت أي مسمى  ,وكحقيقة لا يمكن تجاهلها بأنه من دون النضال لا يمكن تحصيل الحقوق  في مقاومة العقلية التي حكمت اعداء الشعب الكوردي.

الاستفتاء وحق تقرير المصير الذي اعتمدت عليه اغلب الدول العالمية الحالية في إقامة دولها من خلال اتفاقية ( فرساي) بعد الحرب العالمية الثانية ، الأساس الذي اعتمدت عليه اغلب تلك الدول في تقرير مصيرها . فحق تقرير المصير حق كفله وأعطته منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن في اغلب مواثيقها لأي شعب تربطه لغة وثقافة ومعتقد ( قومية) مشترك ضمن جغرافيا معينة, واعتماداً على تلك المواثيق ليكون الأساس الذي اعتمدت عليه الكثير من الشعوب الكتلونيين والاسكتلنديين بتحقيق مصيرهم عبر اجراء استفتاءات , وبالعكس تماماً تفككت السلطة في دول مثل يوغسلافيا وتشيكوسلافيا الى دويلات  لم يجمعها  أي رابط بين  أبناء مكوناتها مثل اللغة والمعتقد وأشياء اخرى .

ومن هنا وبالاعتماد على كل ما تم ذكره ومن خلال المواثيق والأعراف الدولية والتي تعطي الحق لأي شعب من شعوب العالم في تقرير مصيره ضمن جغرافية معينة ,ومن خلال ما عاناه الشعب الكوردي من محاولات ضرب وكسر إرادته في النضال عبر زرع شتى انواع المكائد وايادي التخريب في اتفاقيات ومؤامرات دولية بحقه , ابتداء من اتفاقية الجزائر المشؤومة 1975 وعدم التزام الحكومة العراقية بوعودها مع البارزاني الخالد،  والمحاولات الجبانة في تأجيج الصراع الكوردي الكوردي في 1994 و1997 والاخلال بكل الاتفاقيات والتفاهمات مع الكورد بعد سقوط النظام البائد في العراق من قبل الساسة عبر العقيلة الطائفية التي حكمت العراق , وقطع ميزانية الاقليم والتهديد باجتياحه ، وضرب مكتسباته القومية, ومؤامرة داعش القذرة وتوجيهها الى الاقليم محاولين انهاءه . كانت تضحيات قوات البيشمركة  البطلة ودماء الشهداء الزكية في كسر اسطورة داعش .  كل تلك الأمور والأحداث و أجماع الدول الغربية على حقيقة بانه لابد للشعب الكوردي تحصيل حقوقها ، جميعها كانت السبب والدافع  الاساسي لدى المرجع الكوردستاني مسعود  بارزاني ومن خلفه الشعب الكوردستاني  في أتخاذ قرار الاستفتاء والذي يعتبر الحق الشرعي للشعب الكوردي الذي  تجمعه قومية ولغة وثقافة وعادات وتقاليد مشتركة لتمزق جغرافيته الموحدة الاتفاقيات والمؤامرات الدولية ( سايكس بيكو) ، فمن حق الكورد المطالبة بالاستفتاء لتقرير مصيره .

كان العرس والكرنفال الكوردستاني الذي شاركه الكورد في أجزاء كوردستان الاربعة, وامام كبرى مراكز القرار العالمي في جنيف ونيويورك رافعين أعلام كوردستان وصور الرمز القومي الرئيس مسعود بارزاني مرددين بصوت واحد نعم نعم للاستفتاء والاستقلال ، عبر الشعب الكوردي وبنسبة أكثر من ,93 بالمئة بنعم للاستقلال في كرنفال قومي لن تنساه الأجيال جسد النضال والإرادة الكوردية .

في المحصلة, الاستفتاء اصبح حقيقة واقعة تجسد أرادة الشعب الكوردي في حقه ، الذي تكفله المواثيق الدولية في تقرير مصيره, وسيستمر النضال حتى تحقيق جميع تطلعات وحقوق الشعب الكوردي في اقامة دولته المستقلة.

 

 

 

باسنيوز

Top