• Thursday, 04 July 2024
logo

تحذيرات من استهداف الأطفال جنسياً في الواقع الافتراضي والـ«ميتافيرس»

تحذيرات من استهداف الأطفال جنسياً في الواقع الافتراضي والـ«ميتافيرس»

حذرت دراسة جديدة من أن مرتكبي الجرائم الجنسية يستهدفون الأطفال داخل بيئات الواقع الافتراضي وعالم الميتافيرس، حيث يعاني بعض الضحايا من «لمسهم دون موافقتهم». وعد البحث أن «اللمسة الوهمية» خلال عالم الواقع الافتراضي تعتبر أحد أشكال الاستغلال العديدة، وحذرت «الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال»، وهي جمعية خيرية ومقرها بريطانيا، والتي قامت بإجراء البحث من أن المنصات التي تستخدم الواقع الافتراضي عبر الإنترنت تمثل «عقبة هائلة» أمام إنفاذ القانون والجهود المبذولة لحماية الصغار الضعفاء. وأشار البحث أن الواقع الافتراضي، حيث يضع المستخدمون سماعة رأس تضعهم داخل مساحة رقمية، ربما عبر الإنترنت مع آخرين، قد يمنح المجرمين فرصاً جديدة لارتكاب جرائمهم.

 
وقالت سمية زهور، مسؤولة سياسات سلامة الأطفال عبر الإنترنت في «الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال»، لقناة «سكاي نيوز» البريطانية، إن الاستخدام المتزايد للمس في بيئة الواقع الافتراضي، حيث تعطي بعض الاهتزازات والقوى الأخرى للمستخدم ردود فعل جسدية على أفعاله، مما جعل التجارب «أكثر تدخلاً».

بالإضافة إلى اللمسة الوهمية، سلط تقرير حماية الطفل والتقنيات الغامرة الضوء أيضاً على كيفية استخدام مرتكبي الانتهاكات للصور الرمزية لتقليل حساسية ضحاياهم و«تطبيع» سلوكهم.

وقال أحد الضحايا الذين ورد ذكرهم في التقرير إنه شعر بـ«ندوب عقلية» بسبب التجربة. وقال : «كان من الطبيعي جداً أن يقيم (الجاني) علاقات مع قاصرين، في الفقاعة التي نعيش فيها». وأردف :«لقد خرجت من هذا الوضع وأنا أعاني من مشاكل ثقة حادة، ولست متأكدا متى ستعود الأمور إلى طبيعتها».

*الصور «الخادعة» تمكّن المجرمين
وقالت زهور إن الصور الكارتونية للعديد من تجارب الواقع الافتراضي يمكن أن تكون «خادعة»، مع صور رمزية (أفاتار) ودودة تجعل الأطفال يعتقدون أنهم يتحدثون إلى شخص ما في نفس عمرهم. وأضافت: «هذا هو مصدر القلق حقاً، فقد ينظر الآباء والأطفال إلى تلك الرسومات ويعتقدون أن هذا آمن ومناسب تماماً».

وذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أن الجناة يستخدمون أيضاً المساحات الافتراضية لتعزيز «المجتمعات» حيث يتشاركون مواد الإساءة مع الآخرين.

كان فريق الاستخبارات السرية التابع لجمعية خدمة المجتمع عبر الإنترنت في المملكة المتحدة، والذي يرى أن موظفي إنفاذ القانون المتخصصين يتخفون لفضح مثل هذا النشاط الإجرامي، من بين المساهمين في التقرير.

وقالت زهور: «الواقع الافتراضي والميتافيرس يمكن أن يشكلا عقبة هائلة أمام إنفاذ القانون والعدالة الجنائية وحماية الأشخاص الضعفاء».

وقال ريتشارد كولارد، رئيس سياسة سلامة الأطفال على الإنترنت في «الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال»، إن النتائج تؤكد أهمية التشريعات القادمة لمعالجة أضرار الإنترنت.

وتأخر مشروع قانون السلامة على الإنترنت لفترة طويلة ولكن تتم مناقشته في مجلس اللوردات البريطاني هذا الأسبوع مع عودة البرلمان من إجازته الصيفية. وقد تعرض البرلمان لانتقادات شديدة من قبل شركات التكنولوجيا ونشطاء الخصوصية، حيث هددت «واتساب» و«سيغنال» من بين المنصات بمغادرة المملكة المتحدة إذا أجبروا على الامتثال أمام البرلمان. وقالوا إن مشروع القانون من شأنه أن يقوض التزامهم بأمن المستخدم، لأنه قد يسمح بفحص الرسائل المشفرة للقضاء على المحتوى المسيء.

لكن كولارد قال: «هذه النتائج المروعة يجب أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ لنا جميعاً بشأن الضرر الذي يواجهه الصغار عند التعامل مع التكنولوجيا الغامرة». وتابع :«ستستمر التكنولوجيا في التقدم، ولذا يجب علينا التأكد من أننا قادرون على فهم المخاطر الحالية والناشئة التي يواجهها الصغار في هذه المساحات الافتراضية».

وقال التقرير، الذي أجرته شركة الأبحاث «ليمينا اميرسيف»، والمعنية بالأبحاث عن التكنولوجيا الغامرة، إنه يجب على الحكومة ضمان مراجعة مشروع قانون السلامة عبر الإنترنت بشكل مستمر ليظل فعالاً مع ظهور أضرار جديدة.

وقالت أيضاً إن الشرطة بحاجة إلى مزيد من التمويل والتوجيه حول كيفية التعامل مع جرائم المحاكاة في الإعدادات الافتراضية. وأضافت أنه يتعين على شركات التكنولوجيا أيضاً التأكد من أن العوالم الافتراضية تتمتع بميزات قوية لسلامة الأطفال ومتضمنة أنظمة إبلاغ.

في غضون ذلك، حثت «الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال» الآباء على التعرف على أي ميزات أمان وأدوات التحكم الموجودة في سماعات رأس أطفالهم، بما في ذلك حظر المستخدمين الآخرين، وتقييد الألعاب التي يمكنهم لعبها، ووضع (حدود مادية) حول شخصيتهم عند اللعب عبر الإنترنت لمنع الآخرين من القرب منهم أو لمسهم.

 

 

 

الشرق الاوسط

 

Top