• Wednesday, 13 November 2024
logo

الذكرى السابعة و السبعين: الكتابة عن حزبنا بغير الصورة النمطية.

الذكرى السابعة و السبعين: الكتابة عن حزبنا بغير الصورة النمطية.

فاضل ميراني
مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني

لا اريد ان اكتب عن حزبنا ما قد يعرفه اغلب ناسنا عنه، تاريخ ومكانتأسيسٍ و انتخاب رئيسه الاول الملا مصطفى البارزاني يوم كان لاجئا فيالاتحاد السوڤياتي سنة ١٩٤٦، حيث انعقد المؤتمر الاول ببغداد خلالالحكم الملكي.
ولئن ذكرت ذلك بعجالة في البدء فليس الا من باب تكرار التوثيق، سيما و لي عنوان في الحزب هو انني من پيشمرگته ( مقاتليه) ومنكوادره. و لأني اكتب في يوم الحزب، في عيده لهذا العام.
اريد ان اتوجه بكلماتي هذه، والتي سأطلب من المكتب الصحفي ترجمتها للغات نعيش معها تداخلا و تخارجا في قضيتنا التي صنعناحلولها و صنع آخرون مأساتها التي لم توقف مسيرتنا وهي مسيرة جهد مضاعف اضعافا بعد اضعاف، تكاتف في داخلها التنوع العرقي والفكري و شق طريقها مصطفى البارزاني، و حري بكل حر يريد لكوردستان و اهلها الخير، ان يتحرك بروح البارزاني لضمان الوُجةِالصواب.
الديمقراطي الكوردستاني حزب بقيادة واعية، دائما ماكانت هذه القيادة سابقة لزمنها، لكنها واقعية في العمل فلا تستبق الحدث بما يصعبعلى الاخرين استيعابه، لكنها تحتفظ بقوة لسلوك درب تقويم القرار اذا ما تعلق القرار بمصير شعبنا، فلقد اخذنا على انفسنا و ضمّنّابرنامج حزبنا ان ندخر كل العزيمة لمواقف الحسم، فلا مجال للقبول بأن يرجع فرد ليتحكم بشعوب العراق بمزاجه و اوهام زعامته.
لم نقف و لن نقف يوما امام الله و الضمير و الشعب و التاريخ موقف الخجل من ثمن التضحيات التي بذلها شعبنا، فثمن التضحيات هوالحياة الافضل، و العدالة، و المساواة، و الحرية و السلام.
لقد تبنينا الديمقراطية و عملنا على ان تزرع في النفوس، و بناء الديمقراطية في تربة فكر تعودت على نقيض الديمقراطية امر صعب لكنهليس مستحيلا، ولذا و لأن الشعوب الحرة لم تكن لتصبح شعوبا ريادية في سوح الانسانية مالم تستبدل جاهليتها بالمعرفة و انزوائهابالاختلاط و عصبيتها بالتقبل، و تتبنى فكرة التداول للحكم بدل الفردية، و تميز بين الادوار فلا تخلط العقيدة بالتعدد الانساني و تنوعالوجود، لذلك و لغيره، كان عملنا في الحركة التحررية لشعبنا و في الحزب مضاعفا مرفوعا بعدد كل مضامير حياة شعبنا، و انظروا وابحثوا في ثورة ايلول، سترون انها لم تضم التنوع الشعبي فقط، بل جرى العمل على تصحيح مفاهيم القوى الشعبية و جعلها مناجم تضخالدماء في المجتمع الذي كان اغلبه مقاتلا دفاعا عن غد كوردستان الذي حاول العسكر و عملوا على اغتياله منتشين بخيالات السلطة التيوصلوا اليها في تقليعة الانقلابات التي سادت المنطقة يومها.
السادس عشر من آب ١٩٤٦ و الى السادس عش منه هذا العام، صورة لتدفق نهر من القيم و العمل اثمر على ضفتيه ما يحتفل به شعبنا لاما نبثه نحن ليكون حدثا حزبيا.
ليست ثورة ايلول يوم احتفال حزبي لانها من صنع شعب قاده البارزاني، بل هي اول و اسرع و اقوى و ابكر حركة وقفت بوجه الالتواءالعسكري الذي اراد مبكرا ان يدجن شعوب العراق لغايات بعيدة عن حق الحياة و الاختيار، فالعسكرية وان كانت مطلوبة، لكن الحياةالانسانية ليست عسكرة و لا معسكر و لا كلها حروب و معارك، فكيف ان كانت افكار قادة البلاد لا تزيد عن فكرة الضابط و الجندي، و لقدجربنا انظمتهم و رأينا كيف تتشوه الصورة و تنتهي الامور الى القصف و المقابر الجماعية.
لم يولد حزبنا لأجل ان تظهر صورته شبيهة بالحركات العسكرية، لقد فرضت علينا الحروب فرضا، ولئن تسلحنا فذلك للدفاع و الهجوم علىالعديد العسكري و الامني الذي حول حقول ارضنا لمزارع الغام، و نثر الغاز السام على شعبنا، و قاد الالوف نحو الدفن في مقابر جماعية،و عمل على الدس بين ابناء البيت الواحد و استمال المغرر بهم بمال الشعب ليكونوا ضدا نوعيا، ثم حاصرنا بعد دفعنا الى اللجوء و باعارضا و مياها و سيادة للتغلب علينا.
نحن متحضرون و عملنا على ادامة الحضارة و السلوك الانساني السامي حتى في اصعب المواقف، فلقد ابت اخلاق البارزاني و حزبه اننسيء لاسير او ان نتحرك لايقاع الضرر بالمنشآت التي تقدم خدمات وطنية تتعلق بحياة الناس.
لقد عملنا و قدمنا كل الامكانات لتكون معارك دفاعنا غير شبيهة بهجوم العدو، فالقلم و المعلم و الدواء و الطفولة و الغذاء و الفنون و الاديان والتنوع كانت كلها ملفات عمل تندمج بلا فرض و لا انتقائية حتى لا تصيب مجتمعنا عدوى العدائية التي خلقتها انظمة بمفاصل شعبيةلتورطها بالجريمة.
السادس عشر من آب هو ايضا گولان ثورة بعد النكسة و الخيانة، و السادس عشر من آب هو اتفاقية اذار التي اردنا بها و لها و من خلالهاان ينظر صناع القرار ابعد من انفهم او تحت اقدامهم، و ان يجنحوا للسلم بدل التحايل و الخديعة التي جرت الويلات.
حزبنا الذي له قواعده في ارض كوردستان المقسمة لايدخر جهدا سياسيا ووطنيا ولم يبخل بل و جاد بما ليس هو منٌ منه حتى يحفظ سلامةابناء شعبنا في تلك الاجزاء و ان تدخل حكوماتها مرحلة تغادر فيها التعامل مع الكورد معاملة غير عادلة او نافية عنهم المواطنة او نازلةبتقييمهم نحو درجات اقل.
السادس عشر من آب هو الانتفاضة و التأسيس للبرلمان و الحكومة الكوردستانيين، و هو البناء و الشغل الدؤوب لبث حياة اكثر دفقا فيمفاصل كانت معدمة او خربة او شحيحة.
طالعوا الوثائق، و الشهادات الفردية و الجماعية لتروا و لتحكموا على تنفيذنا وصايا البارزاني، وكيف كانت الحياة قبل آب ١٩٤٦ و كيفصارت بعدها بكوردستان و العراق، و انظروا ثمار عملنا و نحن بعدة بسيطة و غيرنا بكل موارد البلاد، وكيف كانت كوردستان بعيدالانتفاضة و كيف صارت، و كم هي الفترة و من كان يعوق التقدم ليمحو خطيئاته بنا.
لم يبخل حزب البارزاني لا بالحياة و لا بالجهد ليصنع اياما يحتفل بها شعبنا، فنحن لسنا من الذين يتوهمون الشيء و يؤرخون احداثاتضخمها الدعاية فتزول مع صانعيها.
رسالة البارزاني في بناء الانسان الكوردي لم تترك بابا الا و طرقته و قدمت ما يفيده، من الولادة الى اول ادوار الحياة رعاية و اعدادا واستيعابا في مكان للانتاج، وكل شرائح مجتمعنا هي محط اهتمام عمل لنا.
السادس عشر من آب تحرك عراقيا و اقليميا و دوليا، جاعلا من كوردستان مكانا آمنا لكل باحث عن أمن ناشدا البيئة القانونية، و صانعامن كوردستان ملاذا للتآخي و مقصدا لعمل الهيئات الدولية.
هذا الذي تقدم هو مختصر لليسير من مسيرة و اسفار هذا الحزب، الحزب الذي يوصي اعضاءه و مؤيديه و اصدقاءه ان يأخذوا بالعلمسلاحا و بالتواضع و حسن السلوك مع الناس روحا، والتضحية من اجل الاخرين موقفا.
مبارك ذكرى التأسيس لرئيسنا السيد مسعود البارزاني الذي يصادف يوم ميلاده عين يوم تأسيس الحزب.
المجد للذكرى العطرة الماثلة للملا مصطفى البارزاني و الفقيد ادريس البارزاني، قادة جادوا بأنفاسهم من اجل الكورد و كوردستان.
الرفعة لشهداء و ضحايا شعبنا و الحزب، من بيشمركة و قادة و مؤنفلين و ضحايا التعذيب و التسفير و التهجير من البارزانيين و الفيليين.
الشكر و العرفان لكل اصدقاء شعبنا في كل مكان، الاصدقاء الذين اختاروا ان يقفوا معنا بوجه الظلم و الدعاية الكاذبة التي حاولت عزلناعن كل متعاطف.
العهد الذي نقدمه لابناء شعبنا هو ان نبقى على ذلك النهج و المدرسة التي وضعها البارزاني فصارت لهم مقصدا و متبنى.
مبارك لكل اعضاء حزبنا من الاخوات و الاخوة، من لازال يعمل او الذين اختاروا التقاعد او الاستراحة بعد جهد مشكور.
لتبقى رئاسة اقليم كورستان و برلمانه و حكومته على ما كانت عليه معطاء من اجل خدمة شعبنا و ضمانة لغد افضل.

Top