• Friday, 03 May 2024
logo

القتال يحتدم في جنوب دارفور بالسودان

القتال يحتدم في جنوب دارفور بالسودان

احتدم العنف في مدينة نيالا بغرب السودان ومناطق أخرى بولاية جنوب دارفور يوم الأحد، مما يهدد باكتواء المنطقة بنيران الحرب المستعرة في السودان منذ أشهر. وتسبب الصراع في اندلاع معارك يومية بشوارع العاصمة الخرطوم، وتجدد الهجمات العرقية في ولاية غرب دارفور، ونزوح أكثر من 4 ملايين شخص داخل السودان وعبر حدوده إلى تشاد ومصر وجنوب السودان ودول أخرى.

وقال شهود إن اشتباكات اندلعت بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» بمدينة نيالا؛ المركز الاستراتيجي لإقليم دارفور الهش.

وقال الشهود في تصريحات لـ«رويترز» إن أحدث موجة من الاشتباكات استمرت 3 أيام، وأطلق خلالها الجيش وقوات «الدعم السريع» قذائف مدفعية على أحياء سكنية. وتسببت الأعمال القتالية في تدمير شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات. وذكرت «هيئة محامي دارفور»، التي تراقب حقوق الإنسان، أن 8 أشخاص على الأقل قُتلوا يوم السبت وحده.

«هيئة محامي دارفور»
وأضاف الشهود أن قتالاً اندلع خلال الأيام الماضية في منطقة كبم، التي تبعد نحو 100 كيلومتر غرب نيالا، مما أودى بحياة العشرات من الأشخاص. وقالت «هيئة محامي دارفور» إن رجالاً من قبيلة عربية مجهزين بمركبات تابعة لقوات «الدعم السريع» هاجموا المنطقة وأحرقوا جزءاً من سوق كبم، وداهموا مركز الشرطة، في هجوم على قبيلة عربية أخرى. وأضافت أن الهجوم أسفر عن مقتل 24 شخصاً.

وأعلنت قبائل عربية عدة الولاء لقوات «الدعم السريع». وقالت «هيئة محامي دارفور»: «تنبه الهيئة المكونات الاجتماعية في دارفور من خطورة نقل الصراعات المسلحة إلى دارفور... وعدم الانجرار في الصراعات التي دوافعها السلطة في المركز».

من جانبها، قالت قوات «الدعم السريع» إن أكثر من 43 شخصاً لقوا حتفهم في قصف للجيش السوداني على مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور خلال 3 أيام. وأضافت قوات «الدعم السريع» في حسابها على «تويتر» أن أكثر من 43 قتلوا؛ بينهم 8 من الأطفال والنساء، في «القصف العشوائي» على أحياء التضامن وتكساس وكرري، وأن «عمليات الحصر لا تزال مستمرة لصعوبة الوصول إلى بعض الأحياء المتضررة بسبب القصف، إلى جانب صعوبة التواصل بعد القطع المتعمد لشبكات الاتصال عن المدينة». وفي الخرطوم، قالت قوات «الدعم السريع» إن 12 شخصاً قُتلوا؛ بينهم طفلان، وأصيب 17 بسبب «القصف العشوائي بالطيران والمدافع الثقيلة على أحياء ومناطق جنوب الخرطوم»، إضافة إلى القصف بالطيران على أحياء في أمدرمان وأحياء في شرق النيل.

عودة إلى عام 2003
وحذفت شركة «ميتا» يوم الجمعة صفحات رسمية تابعة لقوات «الدعم السريع» على منصة «فيسبوك» لانتهاكها سياستها المتعلقة «بالمنظمات والأفراد الخطرين».

ويهدد القتال العنيف في دارفور بإعادة الإقليم إلى الصراع الدامي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما ساعدت ميليشيات «الجنجويد» الجيش في سحق تمرد مجموعات أغلبها غير عربية؛ بدءاً من عام 2003. وولدت قوات «الدعم السريع» من رحم ميليشيات الجنجويد. ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، فقد أسفر الصراع في دارفور عن مقتل نحو 300 ألف شخص. وتطلب المحكمة الجنائية الدولية تسليم مسؤولين سودانيين لمحاكمتهم بتهم ارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

وحذر فولكر بيرتس، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى السودان، في يوليو (تموز)، بأنه لم تظهر أي بوادر على إمكانية الوصول إلى حل سريع للصراع؛ وهو ما «يهدد بالتحول إلى حرب أهلية عرقية». وفشلت جهود الوساطة الدبلوماسية حتى الآن، واستغل الطرفان فترات وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم الصفوف.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في أعقاب خلافات حول خطط دمج قوات «الدعم السريع» في الجيش، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني بعد إطاحة الرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019.

 

 

 

الشرق الاوسط

Top