التحالفات الانتخابية غاية أم وسيلة؟
مشتاق البياتي
تتجه الكتل السياسية في قانون التمثيل النسبي الى خيار (التحالفات الانتخابية) لتحقيق هدفين اساسين، الاول: بناء دعاية انتخابية اكثر شمولاً تستهدف جمهوراً اوسع لكسر القاسم الانتخابي، والثاني: تكوين جبهة سياسية قادرة على التفاوض في مرحلة ما بعد الانتخابات.
الا ان هذهِ التحالفات تتسم بالضعف البنيوي، كون الاساس الجامع لها هو هدف الفوز في الانتخابات وصعوبة تحويل التحالف الى تحالف سياسي رصين تذوب فيه الاختلافات، فضلاً عن ترصين المشتركات وبناء هيكلية تقود التحالف نحو تحقيق ستراتيجية ناضجة واكثر عمقاً من ناحية الفكر السياسي والعقيدة التي يتبناها التحالف والعائق الكبير امام هذهِ التحالفات للتقدم بخطوات ثابتة لترسيخه هو الاختلاف حول القيادة والية تنفيذ الاهداف، فضلاً عن التنافس الداخلي لدى كل اطراف التحالف للاستحواذ على السلطة بنسبة اكبر من الاخرين مما يجعل روح التنافس الداخلي حاضرة، فضلاً عن افتقاد التحالفات لعنصر مهم قبل مرحلة تشكيل التحالف، وهو عامل (رضا الجمهور) عن تسويق معادلة جديدة.
والمثال الابرز هو تحالف سائرون عام 2018 اذ اعترض الكثير من المدنيين عن تحالف جامع بين اليسار واليمين، ادى الى استحواذ اليمين على اصوات جمهور اليسار، وسرعان ما انفرط عقد التحالف، وهذا يعني عدم وجود قراءة دقيقة للجمهور من خلال استبيان واضح وصريح.
والسؤال الاهم هل ستحقق التحالفات الافقية الواسعة مفاجئة في تحقيق مقاعد مضاعفة لما حصلت عليه في اخر عمليتين انتخابيتين 2018 و2021؟.
ولكي نجيب عن هذا التساؤل ينبغي ان نوفر بعض المعطيات التي تسهم في اعطاء مؤشرات واضحة عن النتائج وابرزها (حجم المشاركة)، اذ اننا لا نزال ندور في حلقة الجمهور الفاعل والجمهور الخامل (انتخابياً).
وينقسم الجمهور الفاعل الى ثلاثة اقسام:
الاول: مؤدلج
الثاني: منتفع
الثالث: قناعة
اما الجمهور الخامل فينقسم الى:
اولاً. المقاطع
ثانياً. غير المكترث
ثالثاً. المتقاعس (التهاون في عمل شيء) بحسب معجم المعاني الجامع وهنا يكون الجمهور لديه النية بالمشاركة ولكنه في اللحظات الاخيرة يختلق حججاً لعدم المشاركة.
متغير الجمهور بحسب التصنيف اعلاه يشير الى صعوبة ارسال رسالة موحدة للجميع! بمعنى ضرورة تحديد جمهور واضح تمثله التحالفات مبدئياً من خلال شكل ورمزية قيادة التحالف ومن ثم استهداف شريحة محددة! والا سيبقى السؤال مطروحاً الى من ستوجه التحالفات رسالتها؟ للجميع! ومن تستهدف الماكنة الانتخابية؟ وكيف سيرسم كل تحالف خطة دعايته الانتخابية؟ مع لحاظ ان انتخابات مجالس المحافظات محلية وقد لا تنفع معها الرسائل ذات البعد الوطني.
كل هذهِ الاسئلة يجب ان تكون حاضرة لدى المعنيين داخل التحالفات لتحقيق هدف اساسي وهو رفع نسبة المشاركة لتحقيق (المشروعية)، وربما هذا لا يتوافق مع بعض التحالفات، والهدف الاخر هو تمثيل اكبر عدد من الناخبين.
روداو