دراسة عالمية: الشعور بالوحدة يقصّر العمر
وفقًا لمراجعة شاملة لـ 90 دراسة شملت أكثر من 2.2 مليون شخص من جميع أنحاء العالم. أفاد باحثون بأن الكيفية التي تؤثر بها الوحدة أو العزلة الاجتماعية على صحة الشخص ورفاهيته ليست مفهومة تمامًا، ولكن توجد العديد من النظريات. فقد يكون الأشخاص المعزولون اجتماعيًا أو المنعزلون اجتماعيًا أقل احتمالًا لتناول نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وأكثر عرضة للتدخين واستهلاك الكحول. بالإضافة إلى ذلك، ترتبط العزلة الاجتماعية بالالتهاب وضعف جهاز المناعة. كما قد يكون الأشخاص المعزولون اجتماعيًا أقل عرضة لتلقي الرعاية الطبية بسبب شبكاتهم الاجتماعية الأصغر.
وأشار الباحثون في دراستهم المنشورة بمجلة «Nature Human Behavior» إلى أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة ليسا نفس الشيء. إذ تشير العزلة الاجتماعية إلى قلة التواصل مع الآخرين. وعلى النقيض من ذلك، فإن الوحدة هي الشعور بالوحدة بغض النظر عن الاتصال الاجتماعي.
ومن أجل الدراسة، قام باحثون بقيادة ياشوانغ زاو وماوكينغ وانغ بجامعة هاربين الطبية في الصين بمراجعة 90 دراسة. فوجدوا ان الأشخاص الذين أفادوا بأنهم معزولون اجتماعيًا ويشعرون بالوحدة كانوا أكثر عرضة للوفاة مبكرًا من جميع الأسباب بما في ذلك السرطان. علاوة على ذلك، ارتبطت العزلة الاجتماعية بزيادة خطر الوفاة بأمراض القلب، وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي. وفي هذا الاطار، أجريت معظم الدراسات في البلدان ذات الدخل المرتفع، لذلك قد لا تكون النتائج قابلة للتعميم في الدول الأقل ثراءً.
ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت جوليان هولت لونستاد مديرة مختبر الاتصال الاجتماعي والصحة بجامعة بريغهام يونغ ببروفو بولاية يوتا (غير مشاركة في المراجعة الجديدة لكن الكثير من أبحاثها مكرسة للآثار الصحية للوحدة) «تتوافق هذه الدراسة مع التحليل التلوي الذي أجريته في 2015 والذي وجد أن كلاً من العزلة والشعور بالوحدة هما عاملان مهمان للتنبؤ بالموت». مضيفة «هذا يتوافق أيضًا مع المشورة العامة للجراحين الأميركيين بشأن العزلة والشعور بالوحدة».
وكانت هولت لونستاد أحد المؤلفين الرئيسيين للاستشارة. وقالت إنه «بينما يمكن أن تتداخل العزلة والوحدة، إلا أنهما لا يلتقيان دائما». موضحة «يمكن للفرد أن يكون وحيدًا وغير منعزل، وأن يكون منعزلاً وليس وحيدًا. إذ تشير هذه البيانات إلى أن العزلة هي الخطر الأقوى للاثنين». مؤكدة أن «جهود التوعية بالصحة العامة يجب أن تركز على الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية. لذا يجب أن نركز أيضًا على العزلة الموضوعية. أسمع مرارًا أشخاصًا يقللون من أهمية العزلة. من أجل ذلك لا يمكننا أن نفترض أن العزلة مفيدة لنا حتى لو اخترناها أو فضلناها؛ فهذه البيانات من 90 دراسة، تشير إلى أن العزلة تزيد بشكل كبير من خطر الموت المبكر لدينا».
من جهته، يقول روبن يابروف نائب الرئيس العلمي لأبحاث الخدمات الصحية في جمعية السرطان الأميركية «إن هناك الكثير مما يجب فعله للمساعدة في مكافحة العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة وتحسين الصحة». وتابعت «أصدر الجراح العام الأميركي مؤخرًا نصيحة حول الآثار العلاجية للتواصل الاجتماعي والمجتمعي والتي سلطت الضوء على الآثار السلبية للوحدة على الأفراد والصحة العامة وقدم عددًا من التوصيات لزيادة الوعي بالوحدة والتعرف عليها ومعالجتها». مبينة «أن ذلك يشمل المشاركة في المجموعات الاجتماعية والمجتمعية لتعزيز الشعور بالانتماء، وطلب المساعدة في أوقات المعاناة من الوحدة أو العزلة من خلال التواصل والحد من الممارسات التي تؤدي إلى الشعور بالانفصال مثل الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي».
الشرق الاوسط