• Wednesday, 17 July 2024
logo

لا عيد بلا وطن

لا عيد بلا وطن

حسن شنكالي 

 

اقترب العيد وسينجلي صباحه كالعادة وقد امتطى النازحين حزنا ًعلى خيول الغربة ورائحة الاشتياق تزكم الانوف بالحنين تجاه موطن الاباء والاجداد وكلما ولوا وجوههم في مكان ليسوا من اهله هز نبضهم من حقول الشوق وتجلى لهم الوطن على غير عادته مهموما ًبفراق ابنائه عنوة بعد ان استوطنه الاغراب سائلا ً اما ان موعد اللقاء يا اهلي؟ فالعيد هو الوطن والاهل والاصدقاء والاحبة ولم الشمل في بيت العائلة وصلة الرحم والتزاور بين الاصدقاء والجيران لكنها ليست كاعياد الغربة والتي تتمثل بالاعمى في احتفالية الالوان يسمع كل ما يوحي للسعادة والفرح والبهجة لكنه لا يرى سوى ستارة مظلمة يحدوه الامل يوما ً ليرى ما كان يحدث من حوله لكن هيهات ومع هذا لا ادعو ان ياخذ الياس منا ماخذه فاروع هندسة ان تبني جسرا ًمن الامل على نهر من الياس لنكون مع الله فحتما ًسيكون الله معنا .

فسلام على تلك الذكريات الجميلة المنحوتة في الذاكرة من ايام الطفولة والصبا كل حسب بيئته والتي خلفوها في احضان وطن منكوب تذكرهم بكل خطوة في كل حارة وزقاق وشارع وقد عذبتهم ايام الغربة فما عادوا يحتملوا البعد عنه وما اضيق العيش لولا فسحة الامل فلم يكن العيد يؤنسهم كما كانوا كسابق العهد كالطفل الذي فارق امه فلا شعور ولا احساس بالعيد في الغربة لانه يوم يمر كباقي الايام دون ان يترك بصمته التي اعتدنا عليها كباقي ايام العيد في الوطن فلاشي يعدل العيد فيه فله نكهة ومذاق لا يستذوقها الا من اغترب وترك الديار .

وهنا توقف مداد قلمي لتترك اناملي باعثا ً بمقدرات افكاري ليبحث عن ذكريات طغت على همومي وما يجب ان اقوم به من واجب تجاه الاصدقاء بيوم العيد فحللت اهلا ًووطئت سهلا يا عيد .

واختم مقالتي بشعر للمتنبي يخاطب العيد سائلا ً (باي حال عدت يا عيد بما مضى ام بامر فيك تجديد ).

 

 

 

باسنيوز

Top