• Sunday, 30 June 2024
logo

رائد فهمي : بعض الأحزاب تتعامل بشوفينية مع الكورد.. وعدم دعم إقليم كوردستان سيؤدي إلى تقسيم العراق

رائد فهمي : بعض الأحزاب تتعامل بشوفينية مع الكورد.. وعدم دعم إقليم كوردستان سيؤدي إلى تقسيم العراق


اعتبر رائد فهمي، سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي، "التراجع عن الفيدرالية وعدم احترام حقوق الشعب الكوردي سيتسبب بازمات تؤدي الى تقسيم العراق وعدم استقراره". مطالبا "جميع القوى السياسية التمسك بالفيدرالية ودعمها وعدم التفريط بحقوق الكورد باعتبارهم القومية الكبيرة الثانية في البلد".

وفي رده عن سؤال:يوم الاربعاء، 21 حزيران 2023، حول مواقف بعض الاحزاب والقوى السياسية غير الداعمة لاقليم كوردستان والشعب الكوردي في الازمات التي تتأجج بين بغداد واربيل، قانون الموازنة العاة آخرها، قال:" هذا موقف سياسي اولا وليس كرديا او عربيا ، ويبدو ان هناك قوى سياسية سواء كانت صوتت او راعية للدستور ليس عندها فهم واضح او رغبة او قبول حقيقي لمفهوم الفيدرالية وما يترتب عليها واعتبروا ان الفيدرالية هو تنازل جرى تقديمه للبكورد في ظروف معينة بسبب موازين القوى". منبها الى انه:" تجري اليوم محاولات، بقدرالامكان لتحجيم صلاحيات الفيدرالية..هذا من الناحية المؤسسية ومن ناحية عامة الموضوع يتعلق بقضية الفيدرالية وما يترتب عليها وقبول صلاحياتها".

مضيفا:"هناك جانب يتعلق بالصراع السياسي، يتعلق باقليم كوردستان وعلاقته بالسلطة المركزية وهذا تحول الى صراع سياسي خاضع لتوافقات سياسية بشكل تكتيكي ولاحظنا ان هذه التفاهمات والائتلافات، ولا اقول تحالفات، تتم بناءا على ارضية هشة بمعنى هي اصطفافات وائتلافات تتم لاغراض محددة من اجل عبور ازمة ما وليس لحل الازمة دون الذهاب الى حد معالجة الازمة بالرغم من ان هناك التزامات.. لذلك نلاحظ عندما يجد الجد، وبالرغم من التفاهمات، وعندما تكون هناك ازمة مثل قانون الموازنة تبرز الاختلافات واتخاذ مواقف قد تهدد مجمل الاتفاقات السياسية".

واكد رائد فهمي قائلا:" لهذا اعتقد ان هذه القوى التي تحمل فكرا هوياتيا اسلاميا او مذهبيا او حتى الاحزاب القومية عندما تتداول قضية مثل الدولة الاتحادية وتوزيع الصلاحيات وقبول اقليم كوردستان كشريك رئيسي في العراق ككل تتقبل هذه الفكرة لفضيا ومرات شعاريا لكنها ليست راسخة في وعي وقناعات الكثير من الاطراف السياسية المنخرطة في هذا الموضوع..للاسف قد ينظرون الى كل هذه الاتفاقات دون الايمان بها".منبها الى:"اننا لاحظنا الموقف السلبي من الدستور والمادة 140 وقانون النفط والغاز من قبل الطرف العربي..وفي اقليم كوردستان ايضا هناك فهم للفيدرالية قد تجاوز الى الكونفدرالية وهي تعكس وحدة صراع".

واكد قائلا:"علينا ان نتفق بان العراق لا يمكن ان يستمر مثلما كان عليه قبل التغيير في 2003، وان العراقيين، الكورد والعرب يجب ان يتعايشوا بصيغة معقولة ومقبولة من الطرفين في ظل الفيدرالية لكن في الوقت نفسه يجب ان تقر بغداد واربيل حدود صلاحيات هذه الفيدرالية ومداها دون ان تكون موضوع شك وصراع وينبغي ان يتم في إطار القواعد المنظمة".

وحول الازمات التي تثيرها بعض الاطراف السياسية العراقية وسرعان ما تتحول شعبيا، عربيا، الى مشاعر من الكراهية ضد الكورد، قال رائد فهمي:" نعم..نعم هذه الازمات تتحول الى مشاعر شوفينية وتعصب وكراهية، وللاسف في كثير من المرات وحتى في الخطابات السياسية يتحدثون عن الكورد بسلبية ويروجون لافكار غير صحيحة باعتبار ان الكورد بعد 2003 هم المستفيدين ماديا من الموازنة وان هذه الاستفادة تتم على حساب العرب وعلى حساب بعض المحافظات العراقية الجنوبية او الوسطى وهذا غير صحيح.. الكورد مواطنين عراقيين اصلاءحالهم حال اي عراقي آخر وليسوا مواطنين من الدرجة الثالثة او الثانية والا ما هذه الاشاعة بان اقليم كوردستان ياخذ فلوس البصرة؟! اذا كان الموضوع بهذا المعنى فان بقية المحافظات ايضا تاخذ فلوس البصرة ..هذه نظرة ضيقة بعيدة عن روح المواطنة، هناك فهم لا يزال عند الكثير من الاحزاب، حتى المشاركة في ادارة الدولة، ليس راسخا عن مفهوم الفيدرالية والاعتراف بالحقوق القومية سواء للكور ولبقية القوميات الاخرى، وهناك مفهوم ان العرب يشكلون القومية الكبرى،وهذه النزعة موجودة وهذا يتسبب في ازمات كثيرة، حتى في الخطابات السياسية التي لا تخلوا من التعصب وبالتالي فيها نوع من الشوفينية وهذا طبعا امر خطير ولا يشكل اساس لبناء واستقرار البلد".

وفيما اذا كان الحزب الشيوعي العراقي قد عبر عن مواقفه الداعمة لاقليم كوردستان خلال الازمات مع بغداد ، اكد رائد فهمي قائلا:"نحن في الحزب الشيوعي عندنا موقف ثابت ومبدأي منذ تاسيس الحزب، نحن عندنا موقف واضح من حقوق القوميات المكونة للشعب العراقي وفي مقدمتها الكورد باعتبارهم ثاني اكبر قومية وكذلك بقية القوميات..هذا موقفنا المبدأي نحن نعترف بحقوقهم وعلى الدولة ان تعترف بحقوقهم ونحن اول من صغنا مفهوم الحكم الذاتي للكورد ثم طرحنا قضية الفيدرالية قبل ان يطرحها الكورد انفسهم ..من منطلق ان هذه الصيغة التي تؤمن تاريخيا حقوق الشعب الكوردي وبالتاكيد نحن نقف بالضد من اي خطاب او ممارسة تذهب باتجاه تاجيج التعصب وتتجاوز الحقوق المثبتة في الدستور وهي حقوق كل القوميات الموجودة بالبلد ونحن واعين لهذه المسالة وننبه اليها ..الملاحظ انه عندما تصير ازمة سياسية تنزلق بعض او غالبية الاحزاب بخطاباتهم، مباشرة، ضد الكورد ويجب عدم التعميم".

وفي رده عن سؤال فيما اذا اصدر الحزب الشيوعي العراقي بيان من الازمة الاخيرة، الموازنة؟ رد رائد فهمي قائلا:"الطرف الكوردي داخل في تحالف مع ادارة الدولة وبعض الازمات بين بغداد واربيل تاتي من حلفائهم(إدارة الدولة) فماذا عسانا ان نقول؟ نحن نبهنا مرارا ومنذ البداية وسالنا اخواننا في القيادة الكوردية: على ماذا تتحالفون؟ هم يعرفون هذه الامور مقدما، لكننا ما نصير ملكيين اكثر من الملك. نحن موقفنا واضح وهم يعرفون من هي القوى التي تعترف بشكل واضح قولا ومنهجا وممارسة بحقوق الشعب الكوردي والفهم السليم لحقوق القوميات وهذا مرتبط بالفهم الديمقراطي والوعي المدني لكن الاحزاب الكوردية تنطلق احيانا من تقديرات معينة ويجب ان يتعاملوا مع الاحزاب المتنفذة، والكورد يعرفون ايضا طبيعة فهم هذه الاحزاب للفيدرالية وبما يتعلق بحقوق الشعب الكوردي وممارستها. هم يعرفون حدود فهم هذه الاحزاب وليست غريبة عليهم لكن الواقعية السياسية تغلب".

واوضح رائد فهمي، سكرتير عام الحزب الشيوعي العراقي قائلا:"انا اؤمن بان الفيدرالية المفروض ان تتوطد واي تراجع عنها سوف يفجر كل ازمات العراق..علينا ان لا ننسى بان المشكلة الكبرى بتاسيس الدولة العراقية كانت تتعلق بالقضية الكوردية، وهذه القضية مثل لغم في جسد الدولة وقد تم التراجع عن الوعود التي قطعتها بريطانيا وغيرها لكورد العراق ووضعوها في قالب مازوم وقابل للتفجير".

واستطرد قائلا:"لقد تحول اقليم كوردستان عام 1991 الى حكم مستقل.. كان استقلال فعلي لكوردستان..واليوم الكورد يتمتعون باقليم فيدرالي دستوري". محذرا من ان اي تراجع عن الفيدرالية سيتسبب بمآساة للعراق وسندخل في صدامات لا حدود لها، لهذا يجب تعزيز فيدرالية اقليم كوردستان وتطويرها وهذا تحدي مطلوب ويفترض من كل القوى الوطنية الحريصة على العراق وبكل مستوياتها ان تدعم الفيدرالية كصيغة لوحدة العراق وليس لتقسيمه كما يدعي البعض لان بدونها سيتقسم العراق".

وذكر بان العراق: "قبل 2003 كان مقسم، اقليم كوردستان عمليا كان مستقلا ..اما اذا اثيرت المشاكل الضيقة بوجه الفيدرالية مع الكورد، تلك المشاكل التي تحاول التراجع عن التعهدات لهم فهذه ممكن ان يتثير ردود فعل متشددة ومتطرفة لدى كلا الطرفين، العربي والكوردي وستخلق بالتالي حالة عدم استقرار وتفجير ازمات قد تستثمر من قبل وضع اقليمي معين كما حدث على مدى عقود في العراق..فالقضية الكوردية كانت تستثمر من قبل اطراف اخرىلهذا علينا اليوم ان نوطد هذه الحالة وليس زعزعتها بسبب مواقف قصيرة النظر وضيقة ومضرة".

 

 

 

روداو

Top