حكومة السوداني بين الخطوات والادوات
مصطفى الاعلاجي
يسعى الجميع لكسب الانجاز مهما بلغ الامر، فعلى سبيل المثل فريق كرة القدم دائما يحاول الاجتهاد والتدريب وجذب الخبرات من اجل الفوز، وكذلك التاجر الذي دائما يحاول المنافسة من خلال استقطاب السلع الجيدة والمناسبة من اجل زيادة الارباح، وحتى القائد العسكري دائما ما يخطط ويستخدم جميع الاسلحة في سبيل الانتصار بالمعركة.
وفي جميع الامثلة البسيطة التي ذكرت، توجد ادوات مرتبطة في ما بينها بين اللاعبيين والجمهور، وبين البائع والمستهلك، وبين الجندي والعدو، من اجل نجاح هذه المهمة فيما بينها على حد سواء، تكمن في عزم الارادة من اجل صناعة المستحيل لغرض النجاح واثبات الوجود رغم جميع التحديات التي تعصف بالجميع دون استثناء.
هكذا تكون الارادة لدى جميع الحكومات المنتجة التي تريد التقدم والنجاح وفي جميع خطواتها التنفيذية من خلال تطوير البنى التحتية وتوفير البرامج التي تخدم الموارد البشرية، بما يكفل تطويرها واعادة توازنها بين جميع المجتمعات، فضلا عن اعادة الثقة بين الدولة والمواطن من خلال تلك البرامج الخدمية المنظور امام المواطنين بين الازقة والمناطق والمدن في عموم المحافظات بالبلاد.
ومنذ بداية تشكيل الكابينة الوزارية بقيادة محمد شياع السوداني في العام الماضي وبعد مرور ستة اشهر، تعمل هذه الحكومة على تنفيذ برنامجها على اكمل وجه خصوصاً تلك التي تمس حياة المواطنين من خلال تعيين المحاضرين والمتعاقدين وقرار تخفيض سعر الصرف وتضمين قطع اراضي زراعية ضمن السكن واقرار الموازنة الاتحادية داخل البرلمان لمدة ثلاث سنوات توفير صندوق للفقراء، والوصول الى اتفاق نهائي بشأن الخلافات على قانون النفط والغاز بين بغداد واربيل، واضافة مواد غذائية الى مفردات البطاقة التموينية التي تخدم المواطن.
جميع هذه الخطوات التنفيذية تدلل على قوة ارادة الكابينة الوزارية لحكومة محمد شياع السوداني في تذليل العقبات وشق الازمات، من اجل الوصول الى ثقة المجتمع وتصحيح مسار العملية السياسية التي وصلت الى انسدادات عميقة بين القوى السياسية الفاعلة مؤخرا قبل تشكيل الحكومة، وتقديم برامجها السريعة التي لمسها المواطن خلال فترة وجيزة جداً.
كما تبين مرونة حكومة محمد شياع السوداني في التعامل مع الملفات الحساسة التي تشمل ملف سرقة القرن والموافقة على توزيع الرواتب الى فدائيي صدام وتسوية الخلاف بين بغداد واربيل وايجاد الحلول للمشاكل ازمة السكن التي تعاني منها المدن نتيجة زيادة الكثافة السكانية من خلال البدء في تأسيس مدن جديدة في البلاد.
وفي جميع الاحوال فإن حكومة محمد شياع السوادني لا تملك عصا سحرية لمعالجة جميع الازمات والاخفاقات، بقدر ما تستطيع تقديمه من ايقاف فيروس الفساد واعادة تصحيح مسار العملية السياسية التي تأثرت بسبب التركة الثقيلة التي حدثت بها، نتيجة خلافات الكتل السياسية في العراق.
روداو