اربيل عاصمة دولية للكتاب
معد فياض
اربيل، عاصمة اقليم كوردستان، لم تعد عاصمة للجمال والسياحة والتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب العراقي، من قوميات واديان ومذاهب مختلفة، بل هي ايضا عاصة دولية للكتاب.
بعد ايام قليلة، وبالضبط في الثامن من شهر آذار الحالي، وبرعاية الرئيس مسعود بارزاني، ستستضيف اربيل اكبر معرض للكتاب في منطقة الشرق الاوسط "معرض اربيل الدولي للكتاب" في نسخته الـ 15، هذا المعرض الذي ينتظره القراء بفارغ الصبر بعد ان تعطل لثلاث سنوات بسبب انتشار فايروس كورونا وايضا بسبب ازمات مرت بها المنطقة.
"معرض اربيل الدولي للكتاب"، الذي تنظمه مؤسسة راقية ورصينة تعني بمجالات النشر والثقافة بكل توجهاتها وابداعاتها، مؤسسة المدى، وبدعم كبير من حكومة اقليم كوردستان، يقف بمصاف معارض عالمية مشابهة، مثل: معرض الشارجة للكتاب، ومعرض القاهرة للكتاب، ومعرض ابو ظبي للكتاب، ومعارض دولية كبيرة اخرى، ويستمد اسمه من (هولير) او (اربا ايلو) مدينة الالهة الاربعة، يأتي مدعوما من قبل جمهوره، من قبل القراء الذين يتجهون الى عاصمة اقليم كوردستان بحثا عن كنوز الكتب.
أمس وانا اتحدث مع ايهاب القيسي، مدير معرض اربيل الدولي للكتاب، والذي يشرف على كل صغيرة وكبيرة في تحضيرات المعرض، من اجل ان يأتي المعرض منظما وراقيا، حيث اصطفت الشاحنات الكبيرة التي انشغل العمال بانزال ما بداخلها من صناديق الكتب الى المواقع المحجوزة لدور النشر، حيث تشكل رائحة الورق والاحبار جو المعرض، بينما عناوين الكتب تثير فضولنا، اقترب رجل خمسيني من القيسي وقال له "الناس عطشى للكتب وبانتظار تدفق انهارها في هذا المعرض"، ثم استطرد قائلا: "اربيل عاصمة دولية للكتاب".
غادة العاملي، مدير عام مؤسسة المدى للثقافة والنشر، اوضحت ان "عدد المشاركين في الدورة الـ 15 للمعرض أكثر من 300 دار نشر رصينة وموثوقة، عراقية، عربية وكوردية، وعربية، غير عراقية، اضافة الى دور نشر غربية، وسيعرضون مليون عنوان لمختلف المواضيع الفكرية والابداعية والتاريخية والسياسية والعلمية وغيرها، وهذه الدور ستتوزع على مساحة 10 الاف متر مربع، هي مساحة معرض اربيل الدولي"، معبرة عن اسفها " لعدم استيعاب مساحة المعرض لجميع الدور التي تقدمت للمشاركة في المعرض حيث واجهنا ضغوطاً وازدحام غير طبيعي من دور النشر الذين تقدموا بطلبات عديدة لغرض المشاركة في معرض اربيل الدولي للكتاب بعد انقطاعه، مثما ذكرت آنفا، لثلاث سنوات، ولما لأربيل من خصوصية حيث تجمع اضافة للكورد والعرب كل القوميات والطوائف وهذا عامل مشجع لاصحاب دور النشر ".
افتتاح المعرض وبرامجه سوف تتزامن مع: يوم المرأة العالمي، ويوم الزي الكوردي، وذكرى تحرير اربيل في 11 آذار وهو ذات التاريخ لاتفاقية آذار وتحرير دهوك، وذكرى ولادة الزعيم ملا مصطفى بارزاني، ومع بدء الكورد باحتفالات اعياد نوروز، وهذا ما سيجعل المعرض، الذي يختتم اعماله يوم 18 آذار الحالي، مزدحما بالجمهور الكوردي والعربي ومن بقية القوميات التي تشكل النسيج الاجتماعي لاقليم كوردستان.
روداو