• Tuesday, 23 April 2024
logo

إدريس بارزاني الشهيد الخالد في قلوب الكوردستانيين

إدريس بارزاني الشهيد الخالد في قلوب الكوردستانيين

عبد اللطيف موسى


إن نضال الشعب الكوردي المستمر في سبيل تحقيق حقوقه المشروعة نتيجة حتمية وتعبير حقيقي عن الظلم والقهر والحرمان ومقاومة شتى محاولات محو هويته الوطنية والقومية وإزالة وجوده التاريخي الأصيل على جغرافيته كوردستان. الأمر الذي مهد لنشوء مفهوم الفكر القومي الكوردي الذي رافق مخيلة كل كوردي يحلم في كوردستان موحدة. لذلك، كان النضال القومي الكوردي من أهم السمات التي استمرت في فترات طويلة منذ القديم إلى وقتنا الحاضر.

عند الخوض في أبهى صفحات ومراحل نضال الشعب الكوردي يستحضر مخيلتي أحد الأبطال الذين تركوا بصمة لا تنسى على مر التاريخ في صفحات النضال الكوردي. فكما يعتبر أحد مهندسي النضال الكوردي ومن الذين عايشوا جزءاً من نضال الخالد ملا مصطفى البارزاني ألا وهو الشهيد إدريس بارزاني الذي تصادف هذه الأيام ذكرى استشهاده ليترك برحيله مدرسة تهتدي بها الأجيال الكوردية المتلاحقة.

يعتبر الشهيد الخالد رجل المواقف الصعبة والبيشمركة الذي لم يساوم على حقوق شعبه، صاحب الكلمة الصادقة وإذا وعد أوفى. ولد ليصبح مناضلاً في صفوف مناضلي شعبه الكوردستاني. كان مقاتلاً وقائداً في جبهات القتال وفي أعظم ثورة عرفتها الأمة الكوردية في تاريخها القديم والحديث ألا وهي ثورة أيلول المجيدة.

الشهيد الخالد يعتبر أحد القادة المناضلين والمخلصين بالحب والتقدير. لأنه كان مناضلاً تفتخر به الأجيال الكوردية، وكذلك يفتخر به جميع أبناء الشعب الكوردستاني. ترك أثراً بالغاً في قلوب الشعب الكوردي، وقدم من أجل ذلك روحه فداءً لقضية شعبه، وفي ذكرى استشهاده لا بد لي من أن أضع بين أيديكم أهم الدروس والعبر في شخصيته حيث عرف عن الشهيد بأنه مهندس المصالحة الكوردستانية في أدائه الدور المهم لدرء الصدع في مسيرة الحركة التحررية الكوردستانية عندما بادر لإعادة الوئام وإصلاح البيت الكوردستاني من ذلك الشرخ الذي كاد أن يؤدي بالحركة التحررية الكوردستانية إلى الحرب حيث استطاع الشهيد تقريب وجهات النظر والتقارب وتطويق تلك الاحتمالات والمخاطر وإبعاد شبح القتال الداخلي وطي صفحة مؤلمة من صفحات المعارك الجانبية التي لم يستفد منها غير أعداء شعب كوردستان فاستحق لقب مهندس المصالحة الوطنية.

يعتبر الشهيد إدريس بارزاني مثالاً في حب الشعب والدفاع عن أرض كوردستان من امتداده لمدرسة البارزاني الخالد الذي ربى أولاده وأحفاده على حب شعبهم والدفاع عن أرضهم، وأن لا يقبلوا الظلم.

جسد الشهيد الخالد أعظم صفات الإنسانية حيث من الصعوبة وضع تعريف معين للإنسانية لدى إدريس بارزاني، لأنه وفي أوقات صعبة وظروف حالكة تمكن من خدمة الإنسانية، وحمى آلاف النازحين واللاجئين، وكما يعتبر الشهيد الخالد محباً للسلام والأمان، ولكنه كان أيضاً رجل المواقف الصعبة، وفي المعارك كان قائداً مقداماً وذا معنويات عالية، وفي الحوار كان خبيراً، ولا يقبل الشروط ولا يساوم على حقوق شعبه، الشهيد الخالد تعبير حقيقي عن الكوردوارية الصادقة من خلال تعامله مع الأصدقاء والأعداء بروح الكوردايَتي والشعور بالمسؤولية تجاه القضايا القومية والوطنية، وقد تجذّر سلوكه هذا في عمق المجتمع الكوردستاني، حيث قدّم المصلحة العامة على جميع المصالح الأخرى.

مثّل الشهيد الخالد كل صفات الوطنية من خلال التزامه وارتباطه بالوطنية، لأنه كان قائداً وطنياً بامتياز، ولم يكن مستعداً للتضحية بشبر واحد من أرض كوردستان.

وكان معلماً مقداماً في توعية الشعب فيما يخص الوطنية والقومية، وكما يعتبر الخالد رمزاً للأمانة في النضال، والتاريخ يفخر بالشهيد إدريس الذي حمل الأمانة الثقيلة باقتدار، وكان أهلاً للمسؤولية النضالية الجسيمة في أصعب الظروف وأخطرها، حيث كان المناضل في ميادين القتال، ومخطط وبطل الكثير من الملاحم، والسياسي المقتدر ورجل السلام الذي أسهم في ترسيخ أسس الانطلاق إلى المستقبل عبر ركائز القيم والمبادئ التي أرسى قواعدها النضالية مع رفاق دربه المناضلين وفي طليعتهم الرئيس مسعود بارزاني.

الشهيد الخالد يمثل مدرسة نضالية تنهل منها الأجيال المتلاحقة فهو أرقى مدرسة نضالية لأبناء شعبنا، وتسلح بالوعي القومي والإرادة التحررية والبسالة في التضحية من أجل شعبنا وقضايانا المصيرية، وتعززت في أعماقه قيم الاعتماد على الذات ومواجهة الصعاب والتصدي للتحديات، وإثر اندلاع ثورة أيلول التحررية (1961) ترك الشهيد إدريس مقاعد الدراسة وتوجه لحمل السلاح وتحمل المسؤوليات، وقاد البيشمركة في العديد من المعارك التي تكللت بالنجاح والنصر المؤزرين وكانت من أبرزها ملحمة (هندرين) 1966، التي ألحقت الهزيمة والعار بقوات الأعداء.

الشهيد الخالد تعبير حقيقي عن الشجاعة والثقة بالنفس بذلك استطاع أن يضع حبه في ضمير شعبه وقوات البيشمركة، والخبرة في الجغرافية السياسية والعسكرية لكوردستان، لأنه لا يمكن أن ينسى أحد الخبرة الواسعة التي كان الشهيد إدريس بارزاني الخالد يتمتع بها حول جغرافية كوردستان، وكان يدرك جيداً كيف يضع الخطط العسكرية والسياسية داخل جغرافية كوردستان، لذلك فقد استفاد المناضلون من قوات البيشمركة من تلك الخبرات في الإشراف على المعارك لاحقاً.

الشهيد الخالد مثّل أروع دروس عن العدالة الاجتماعية. فالذين رأوا الشهيد إدريس بارزاني وعرفوه عن قرب وعايشوا فترة نضاله، يؤكدون بأن العدالة التي كان يمارسها هي التطابق بين العدالة الإلهية ونهج البارزاني، إذ لم يميّز بين شخص وآخر، وكان يحل كل مسألة بشكل عادل.

عرف عن الشهيد حبه الشديد للمساواة حيث كانت المساواة بين الأفراد والطبقات الاجتماعية والجنسيات الأخرى من أولى اهتمامات الشهيد إدريس، وعمل باستمرار على تعزيز روح المساواة ووقف في وجه التفرقة وخاصة بين النساء والرجال، وأكد على التركيز على مبدأ المساواة بعيداً عن الأصل والجنس، وبإمكاننا أن نستلهم الكثير من الصفات والدروس والمعاني من شخصية الشهيد الخالد.

في ذكرى استشهاده، لا بد من القول بأن الشهيد إدريس بارزاني رجل المواقف الصعبة والبيشمركة الذي لم يساوم على حقوق شعبه. ولد ليصبح مناضلاً في خدمة قضايا شعبه الكوردستاني، وبيشمركة ومقاتلاً وقائداً في جبهات القتال في أعظم ثورة عرفتها الأمة الكوردية في تاريخها القديم والحديث ألا وهي ثورة أيلول المجيدة، كبر مع اخوانه المناضلين ونهل من والده البارزاني مصطفى الدروس الوطنية والقومية، ليصبح المدرسة التي تنهل منها الأجيال اللاحقة نضالاً ودروساً في البسالة ومحاربة الأعداء والنضال حتى تحقيق حلم الشعب الكوردي في رفع الظلم وتحقيق حلم كوردستان موحدة مستقلة.

 

 

 

روداو

Top