• Friday, 22 November 2024
logo

خروج القوات الأميركية مزايدات ولا إرادة حقيقية.. السوداني يطرح الرؤية الوطني

خروج القوات الأميركية مزايدات ولا إرادة حقيقية.. السوداني يطرح الرؤية الوطني

مجاشع التميمي

لو عدنا إلى خطاب قوى الإطار، ومنها الأطراف المتشددة سنجد أنها لم تشر إلى قضية الخروج الأميركي من العراق مطلقاً ومنذ أشهر، ولم يكن هناك أي حديث أو إشارة إلى موضوع القوات الأميركية وهذا يعطي صورة عن الموقف الحقيقي من الوجود العسكري الأجنبي في العراق من قبل القوى الشيعية الحاكمة.

والحقيقة، كان السوداني أكثر صراحة ومصداقّية، وأعتقد أن الموقف من الولايات المتحدة الأميركية مرتبط بعاملين: الأول، هو الحاجة الحقيقية للولايات المتحدة من قبل العراق، لأن هناك حاجة لهذه القوات وللمعلومات الاستخبارية التي توفرها الولايات المتحدة للجانب العراقي وهي معلومات أساسية لا يستطيع العراق أن يتعامل مع داعش من دونها.

والثاني، هو الغطاء الجوي لأنه في كثير من الأحيان تعجز القوات العراقية عن التعامل مع مجموعات من داعش، خاصة في المرتفعات حيث تستعين بالقوة الجوية الأميركية للقيام بهذه الفعاليات التي لا يستطيع العراق القيام بها، وبالتالي هناك حاجة عسكرية حقيقية بعيداً عن الجانب السياسي، ولكن أيضاً الأمر مرتبط بالعلاقة مع إيران بمعنى في حال حصول أي توتر في العلاقات الأميركية الإيرانية أكثر من معدلها، تحديداً فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، سيتزايد الضغط على الجانب الأميركي وربما يصل إلى ضرب السفارة الأميركية والمواقع الأميركية العسكرية سواء معسكرات أو غيرها، لهذا فإن العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران إذا ما بقيت في معدلاتها الحالية من دون توتر أكثر ستبقى الأوضاع على ما هي عليه، ولكن هذا الوضع قد يتفاقم إذا ما انعكست التطورات الأخيرة، بعد أن أعلن القضاء الإيراني إعدام المواطن البريطاني الإيراني "علي رضا أكبري"، وإذا ما حصلت أي تطورات سلبية في الملف النووي سينعكس ذلك بالضرورة على الموقف العراقي وخاصة موقف الفاعل السياسي الشيعي من قضية الوجود الأميركي.

ورغم كل تلك المواقف من قبل السيد السوداني فأنا أعتقد أن الموقف الأميركي مازال غامضاً. بمعنى أن الولايات المتحدة كان لديها موقف خاص من السيد مصطفى الكاظمي الذي جاءت به نفس القوى التي أوصلت السيد السوداني للحكومة. بمعنى أن الإطار التنسيقي هو من جاء بالسيد الكاظمي، ولكن كانت هناك علاقات ممتازة تربط السيد الكاظمي بالإدارة الأميركية من خلال موقعه كرئيس لجهاز المخابرات وعلاقاته مع الدول الخليجية التي وفرت له مناخاً جيداً.

إذن وكما ذكرنا إن الادارة الأميركية ولغاية الآن تتعامل بتوجس مع السيد السوداني، كون السوداني في الجانب المعلن يمثل الجناح الأكثر تشدداً داخل الإطار التنسيقي، وهو يحاول الآن أن يخرج عن هذه الصورة. والأمر الثاني أيضاً مرتبط بقوة إيران في العراق بالدرجة الأساس وليس بوضعها الداخلي، وأعتقد أن قوة إيران في العراق مرتبطة بحلفائها داخل العراق وهم من يسيطرون الآن على القرار السياسي في العراق. لذلك ومن وجهة نظري، إن تصريحات السوداني بخصوص الوجود الأميركي لن يؤثر كثيراً على موقف حلفاء وأصدقاء إيران داخل العراق، والسبب أن أصدقاء إيران لا يريدون قطيعة مع الولايات المتحدة على عكس الخطاب الذي يستخدمونه، هم يريدون علاقات جيدة مع الولايات المتحدة من دون أن تؤثر هذه العلاقة على طبيعة قربهم مع إيران، وهذه المعادلة هي التي لا تنظر إليها الولايات المتحدة بشيء من حسن نية؛ بمعنى أن الولايات المتحدة تعتقد أنه ما دام هناك توقع بتعاظم الدور الإيراني في العراق فهذا لن يعطي العراقيين القدرة أو المساحة للتحرك منفردين وفقاً لمصالحهم وإنما حركتهم دائماً مرتبطة بالمصالح الإيرانية.

أخيراً، وكبادرة حسن نية، فإن على جميع القوى السياسية التي شاركت في تحالف إدارة الدولة التي شكلت الحكومة دعم توجهات السوداني الذي يريد أن تكون قراراته مستقلة ويضع المصلحة العليا للعراق في مقدمة أولوياته.

 

 

 

روداو

Top