معركة الخليج الرياضية
طارق كاريزي
أثارت تسمية الخليج العربي التي وردت في كلمة رئيس الوزراء العراقي أثناء افتتاح دورة كأس الخليج/25 لكرة القدم والتي استضافتها مدينة البصرة العراقية في غضون الأيام الأخيرة، نعم اثارت هذه التسمية حفيظة المسؤولين الايرانيين في اعلى المستويات. الايرانيون يطلقون تسمية (الخليج الفارسي) على المسطح المائي الممتد من مصب شط العرب حتى مضيق هرمز نزولا حتى خليج عمان. وبموازاة ذلك يطلق العرب على نفس المسطح المائي تسمية (الخليج العربي)، والاشكالية في ايمان كل طرف منهما بأحقية وصحة التسمية المتداولة لديه.
يمتد الخليج العربي/ الفارسي بطول 965 كيلومترا، وتبلغ مساحته أكثر من 233 ألف كيلومتر مربع، ويتراوح عرضه بين حد أقصى يبلغ 370 كيلومترا بين سواحله عند أقصى الحدود الشمالية لدولة الامارات العربية المتحدة وسواحله المقابلة جنوب غرب ايران في محافظة فارس، فيما يبلغ أدنا حد له (55) كم عند مضيق هرمز. يبلغ طول الساحل العربي من الخليج 3 آلاف و490 كم، فيما يبلغ طول الساحل الايراني للخليج حوالي ألفين و440 كم. وبذلك فان الساحل العربي الذي يمتد غرب وشمال الخليج هو أطول بأكثر من ألف كيلومتر من الساحل الايراني.
كلا الجانبين العربي والايراني يمتلك بما فيه الكفاية من الخرائط والوثائق التي تدعم تسميته المفضلة والمتداولة. الدول العربية تطلق تسمية الخليج العربي من دون تردد وتثبت ذات التسمية على الخرائط، وهي في ذلك تستند الى كم من الخرائط والوثائق، فيما الجانب الايراني يطلق تسمية الخليج الفارسي من دون تردد وباطمئنان تام، وهو أيضا يستند الى كم من الخرائط والوثائق. ومن المؤكد فأن للتسميتين ما يبررهما. بل ان للخليج تسميات أخرى أيضا مثل خليج البصرة وخليج القطيف وقد وردت هاتان التسميتان وتسميات أخرى في العديد من الخرائط التي رسمها الغربيون وفي الوثائق والمدونات الشرقية ايضا.
تقول أحدى المواقع الالكترونية "انحصرت تسميته حالياً على مسميين رئيسيين هما الخليج العربي والخليج الفارسي. تستخدم تسمية الخليج العربي رسمياً من قبل دول الجامعة العربية، وجميع البلدان العربية والمنظمات العربية، كما تستخدمه الأمم المتحدة في محاضر مؤتمراتها ومراسلاتها وفي وثائقها العربية والجمعيات الجغرافية والعربية. أما التسمية الأخرى الخليج الفارسي نسبة إلى بلاد فارس فتستخدم عالمياً." وتابع الموقع "إلى جانب هاتين التسميتين يتداول مصطلح الخليج العربي - الفارسي في بعض الأوساط لتجنب الخلاف الدائر بين إيران والدول العربية، الذي تستعمله الجمعية الوطنية للجغرافيا التي تصدر مجلة ناشيونال جيوغرافيك، وكذلك مصطلح الخليج الإسلامي، وهناك دراسة أكاديمية دعت إلى إعادة إطلاق (خليج البصرة) على الشواطئ العراقية منه، وتستعمل باقي دول العالم نقلاً عن المصادر الغربية تسمية الخليج الفارسي التي تخلط أحياناً مع تسمية الخليج العربي."
بعض الجهات ذات العلاقة ومن أجل تلافي التعارض اختارت اطلاق تسمية الخليج العربي الفارسي أو اكتفت بتسمية الخليج فقط، فيما استخدمت الجمعية الوطنية للجغرافيا في الولايات المتحدة تسمية الخليج العربي تحت اسم الخليج الفارسي في المجلة التي تصدرها باسم (الجمعة الجغرافية الوطنية).
الكاتب اللبناني نبيل خليفة قال في صحيفة دار الحياة (عدد يوم 14/اغسطس/2005) "ليس الخلاف بين العرب والإيرانيين مجرد خلاف لفظي/اسمي، وانما هو خلاف يعكس صراعًا سياسيًا وقوميًا ذا أبعاد ومضامين استراتيجية، خلاصتها من له الهيمنة على الخليج، على مياهه وجزره ونفطه ومواقعه الاستراتيجية وأمنه وثرواته." فيما حثت الأمم المتحدة في بيان رسمي لها حررتها في تسعينيات القرن الماضي المجتمع الدولي على كتابة الخليج الفارسي. أما ايران فهي ترى "أن لها الحق في السيطرة على سائر الخليج العربي، وتعتبر سواحله الغربية أنها كانت مستعمرات تابعة لمملكة الفرس قبل الإسلام. كما أنها تعتبر "الخليج الفارسي" هي التسمية الوحيدة التي أطلقت على الخليج، وتنكر وجود أي اسم آخر." والايرانيون اجمالا سواء أكانوا في السلطة أم المعارضة، يعتبرون تسمية الخليج الفارسي جزءا من الهوية القومية الايرانية (الفارسية). ويوم 15/حزيران 2006 منعت السلطات الايرانية من دخول مجلة (ذي إيكونوميست) الى ايران لمجرد تضمنها خارطة تحمل تسمية الخليج من دون كلمة الفارسي.
باسنيوز