مديرة ناحية القوش لارا يوسف زارا: زيارة الرئيسة الهنغارية لسهل نينوى تعكس اهتماماً دولياً بالمنطقة
أكدت مديرة ناحية القوش في نينوى، لارا يوسف زارا، أن زيارة الرئيسة الهنغارية، كاتالين نوفاك، إلى سهل نينوى، تدل على حرص واهتمام دولي بهذه المناطق، ومن شأنها أن تسهم ولو نسبياً في تعزيز استقرارها.
وقالت لارا يوسف زارا، لإنه "لولا حكومة إقليم كوردستان، لكان وضع المسيحيين في مهب الريح في الوقت الحالي"، مشيرة إلى أن مناطقهم "محمية من قبل قوات البيشمركة، وهذا أكبر دليل على اهتمام رئيس إقليم كوردستان، وحكومة إقليم كوردستان بالمسيحيين، وجميع المكونات".
* ما هي الأهمية التي تشكلها زيارة الرئيسة الهنغارية بالنسبة للمسيحيين في سهل نينوى؟
لارا يوسف زارا: هذه زيارة تاريخية مهمة بالنسبة لجميع أبناء سهل نينوى، خاصة ناحية القوش، وليس فقط المسيحيين. لقد عانت هذه المنطقة الكثير من الصعوبات والتحديات في السنوات الأخيرة.
* ماذا كانت مطالبكم من الرئيسة الهنغارية؟
لارا يوسف زارا: الحكومة الهنغارية نفذت عدة مشاريع بمنطقتنا، مثل تل اسقف والقوش كذلك، وقد طلبنا منهم دعم المزيد من المشاريع في مناطقنا، خاصة تلك التي من شأنها أن توفر فرص العمل لأبناء المنطقة، خصوصاً وهي تعاني من نسبة بطالة عالية، الأمر الذي سيساهم بشكل رئيسي وفعّال في استقرار أبناء المنطقة وعدم التفكير بالهجرة خارج البلد، خصوصاً وأن نسبة كبيرة من أبناء البلد هم من المسيحيين والإزيديين، الذين نالت الهجرة منهم، ولا تزال حتى يومنا هذا.
تحدثنا أيضاً بخصوص أهمية هذه المنطقة الستراتيجية، وكيف أنها آمنة، خاصة ناحية القوش وبلدة تل أسقف، كونها محمية من قبل قوات بيشمركة كوردستان، وهذا الأمر جعل المنطقة آمنة بنسبة عالية، قياساً بمناطق سهل نينوى الأخرى، ويجعل الأرضية جيدة جداً لإقامة أي مشروع، سواء كان مقدماً من الحكومة الهنغارية أو أي حكومة أخرى.
* ماذا كان رد الرئيسة الهنغارية على مطالبكم؟
لارا يوسف زارا: الرئيسة الهنغارية رحبت بهذه الفكرة، وقالت إن هدفنا هو دعم الاستقرار في مناطقكم، وحديثها كان موجهاً للمسيحيين بشكل خاص، وبصورة عامة للمكونات التي تسكن هذه المنطقة، وأعربت عن رغبتها في خلق فرص عمل جديدة من خلال المشاريع التي ندعمها، كي نعزز الاستقرار في هذه المناطق، كما سألت عما إذا كانت منطقتنا قد تعرضت لهجمات من عصابات داعش، فأجبنا بأن ناحية القوش لم يصل إليها داعش، وتل أسقف تم تحريرها من قبل قوات بيشمركة كوردستان، الذين قدموا تضحيات كبيرة في هذه المنطقة، وسألت عن سبب عدم دخول داعش إلى القوش، خاصة وهي قريبة جداً إلى تل اسقف، أو المناطق التي دخل اليها داعش، فأجبتها بأن المنطقة كانت محيمة من قبل قوات بيشمركة كوردستان، ما جلعها آمنة حتى يومنا هذا بفضل هذا الدعم العسكري ووجود البيشمركة.
*ما هي طبيعة المساعدات التي قدمتها هنغاريا لمناطقكم حتى الآن؟
لارا يوسف زارا: قاموا بتنفيذ مشاريع، مثل بناية مخصصة لمدرسة في القوش، ومشروع زراعي، وفي تل أسقف كان هناك مشروع روضة للأطفال، وإعادة إعمار الكنيسة، وهذه هي المشاريع التي قاموا بدعمها، لكن طلبي من الرئيسة الهنغارية، بدأت طبعاً بشكرها لدعمهم لمناطقنا، هو أن يتحاوروا معنا بشكل أكبر لتوضيح احتياجات المنطقة، كوننا نعاني من عدة أمور، ومطالب المواطنين التي توجه الينا كثيرة، وهم لا يستمعون بشكل مباشر إلى هذه المطالب، وسوف نكون جسر التواصل ما بين أبناء المنطقة والحكومة الهنغارية الداعمة، إذا كانت هناك مشاريع في المستقبل، ومن شأن هذا الأمر أن يساهم في تلبية احتياجات المواطنين، خصوصاً، في مجال توفير فرص عمل، الذي يعد المطلب الرئيسي بالنسبة لأبناء المنطقة.
*إلى أي مدى تساهم زيارة قادة مثل رئيسة هنغاريا في حث المسيحيين على البقاء في موطنهم وعدم الهجرة؟
لارا يوسف زارا: هذا الموضوع مهم جداً، خاصة وأن الهجرة انعدمت في الآونة الأخيرة لأسباب كثيرة، لكن زيارة رئيس دولة إلى هذه المناطق التي كانت تعاني من الإهمال الكثير، والزيارة تدل على حرص واهتمام دولي بهذه المناطق، وأن أبناءها ذات أهمية كبيرة، وبإمكانها أن تعزز ثقة المواطنين في مناطقنا، وتحديداً في سهل نينوى، بأنهم ومنطقتهم ذات أهمية، ولها بعد تاريخي وحضاري، وبالتالي بإمكانها أن تساهم وإن كان نسبياً في تعزيز استقرار هذه المنطقة ووجود أبنائها في أرضهم.
* الرئيسة الهنغارية أعلنت أنها بحثت مع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وضع المسيحيين. برأيكم ما مدى اهتمام رئيس إقليم كوردستان ورئيس حكومة إقليم كوردستان بقضية حقوق المسيحيين وحمايتهم؟
لارا يوسف زارا: لولا حكومة إقليم كوردستان، لكان وضع المسيحيين في مهب الريح في الوقت الحالي، حيث قدمت حكومة إقليم كوردستان دعماً كبيراً للمسيحيين والمكونات الأخرى التي تسكن في هذه المناطق، وفي إقليم كوردستان ايضاً. طبعاً، مناطقنا هي مناطق كوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، لكن محمية من قبل قوات البيشمركة، وهذا أكبر دليل على اهتمام رئيس إقليم كوردستان، وحكومة إقليم كوردستان بالمسيحيين، وجميع المكونات، الذين يعيشون على هذه الأرض. إننا شعب واحد، انتماؤنا واحد، لا نختلف إلا في الدين والعقيدة، الانتماء كل لشخصه، أما الأرض وكوردستان فهي للجميع، ولا فرق بين مسيحي ومسلم وإزيدي وباقي المكونات الأخرى.
* التقطت صوراً مع الرئيسة الهنغارية، هل اللقطات جميلة؟ وهل تبادلتما أرقام الهواتف؟
لارا يوسف زارا: الرئيسة الهنغارية فاجئتني بسؤالها عما إذا كنت أول امرأة تشغل منصب مدير ناحية في الحكومة العراقية، فكان جوابي نعم، وتفاجئت من هذا السؤال، قالت أنا سمعت عنك وأنك امرأة شجاعة وقمت بدور جيد جداً. لم نتبادل أرقام الهواتف، لكن كان هناك تواصل مع وزير الدولة الذي كان يرافقها، وتبادلنا أرقام الهواتف للتواصل مع بعض، في حال كانت لدينا أي احتياجات أو طلبات لدعم المنطقة من قبل الرئيسة الهنغارية، والتقطنا صورة مع بعض، والتقطنا صورة سوية بناء على طلب الرئيسة الهنغارية.
حاورتها: شبكة روداو الأعلامية