• Thursday, 14 November 2024
logo

محافظ نينوى: عدم وجود رؤية موحدة للحكومة المركزية وراء تأخر تطبيق اتفاقية سنجار

محافظ نينوى: عدم وجود رؤية موحدة للحكومة المركزية وراء تأخر تطبيق اتفاقية سنجار

افاد محافظ نينوى نجم الجبوري، بأن اقليم كوردستان يستضيف أكثر من 54 ألف أسرة ازيدية نازحة، في أربيل وزاخو، مشيراً الى أن محافظة نينوى خسرت من بنيتها التحتية 15 مليار دولار، جراء اجتياح تنظيم داعش والعمليات العسكرية.

وأضاف الجبوري في مقابلة  الى انه "وبعد تغيير القيادة في لواء الشبك، أصبحت الامور افضل وليس كما في السابق، ومشكلتنا في منطقة سهل نينوى هو ان السكان المتواجدين فيها هم من المسيحيين والشبك وتوجد خلافات بينهم، كما ان هنالك من يؤجج مسألة التغيير الديمغرافي لذلك تنعكس هذه الامور على سمعة اللواء".

وأدناه نص المقابلة:

* ما هي أبرز المشاكل التي تعيق تنفيذ إعمار محافظ نينوى؟

نجم الجبوري: مشاكلنا هي نفس مشاكل كل المحافظات العراقية، أولاً التخصيصات لا تتناسب مع حجم الدمار الذي تعرضت له المحافظة وخاصة بعد العمليات العسكرية التي جرت ضد عصابات داعش. المحافظة خسرت من بنيتها التحتية 15 مليار دولار بالحد الادنى، ولو اطلعنا على حجم التخصيصات مهما كانت، فهي قليلة جداً، لكن ومع ذلك خطونا خطوات في هذه الميزانيات التي تعتبر لا شيء عندما نقارنها بحجم الدمار الحاصل، ورغم هذه الميزانيات إلا ان محافظتنا خطت خطوات كبيرة في طريق الاعمار، لكن هذا ليس طموحنا، فطموحنا أكبر ولازال جرحنا نازف في منطقتين، الاولى هي المنطقة القديمة في الموصل، والثانية قضاء سنجار. التحدي الثاني الكبير الذي يواجهنا هو الاستثمار، فقانون الاستثمار الموجود الذي يطبق على المحافظات العراقية برأيي هو قانون طارد لكل مستثمر ومعرقل للاستثمار. الكل يعلم ان الاستثمار هو الذي يعمر الاعمار الحقيقي وخاصة بجانب هذه الميزانيات. نواجه مشكلة اخرى هي فيما يخص العمالة الاجنبية، ففي السابق كان لدينا منفذ ربيعة وكانت لدينا دائرة اقامة، لكن حاليا لا توجد دائرة اقامة ونلاقي صعوبة في دخول المهندسين والفنيين الاجانب الى داخل الموصل، مع العلم لدينا شركات اجنبية تعمل داخل المحافظة.

*الى ماذا تعزو قلة التخصيصات من الحكومة الاتحادية الى محافظة نينوى، هل ان نواب المحافظة لا يضغطون على البرلمان والحكومة بهذا الجانب؟

نجم الجبوري: الامر ليس كذلك، فنواب محافظة نينوى يعملون سواء في اللجنة المالية او في اللجان الاخرى، في العام السابق كان لدينا 668 مليار دينار تخصيصات، ومن ثم استطعنا الحصول على الاموال المجمدة، والتي تبلغ نحو 425 مليار دينار، وهذه ايضا ساعدتنا بالنهوض بواقعنا، كنا في السابق محرومين من صندوق الاعمار غير اننا حصلنا الان على نسبة 28% من تخصيصات الصندوق، لكن عند المقارنة بين نينوى وباقي المحافظات سنرى ان محافظتنا اصابها الدمار الاكبر بين المحافظات الاخرى من المحافظات المحررة، وهذا الامر لا يختلف عليه أحد، كما ان حجم محافظتنا كبير، لذلك نرى محافظات اخرى تعادل 3 او 4 من أحياء او اقضية او نواحي مدينة الموصل، وتعد محافظة نينوى ثاني اكبر محافظة من حيث المساحة وعدد السكان، كما ان عدد السكان لنينوى يعادل سكان ثلاث محافظات في بعض الاحيان، ولدينا بحدود 33 وحدة ادارية، لذا هذه هي اغلب التحديات التي تواجهنا، ومع ذلك بشهادة المسؤولين والشخصيات التي تزورونا وتزور اقضية ونواحي المحافظة كمراكز وصلت الى مستوى خدمة 85-90% ووصلنا الى قرى بعيدة جداً، كما ان المدينة تطورت بشكل كبير، لكن وضع المدينة القديمة وسنجار لازال كالجرح النازف، فسنجار بسبب اوضاعها السياسية، والموصل لانه فيها مناطق اثرية وتاريخية، والان نحن بصدد مشروع تحت الدراسة من قبل احد المكاتب الاستشارية كي نحيل الواجهة النهرية التي هي بحدود 273 داراً لاحدى الشركات لغرض اعادة اعمارها.
* كم حصلت المحافظة من مبالغ من الحكومة الاتحادية كتعويضات، وكم هي المبالغ المتبقية؟

نجم الجبوري: عندما تسلمت المحافظة كانت مبالغ التعويضات هي ملياري دينار فقط، ثم استطعنا في العام الماضي ان نحصل على 145 مليار دينار، وطموحنا في السنة الحالية ان نصل الى 137 مليار دينار، أما ما يغطي المحافظة من تعويضات فهو 500 مليار دينار.

* كم هم اعداد النازحين العائدين الى محافظة نينوى، وكم تبقى منهم خارج المحافظة، وهل تسبب العائدون من مخيم الهول الذين مروا عبر مركز الجدعة التأهيلي، بمشاكل أمنية واجتماعية في مناطقهم؟

نجم الجبوري: المجتمع الدولي يضغط على كل الدول ومن ضمنها العراق في سبيل استعادة هذه العوائل، لذا لابد للعراق ان يستقبل رعاياه وهو أمر مفروض على الدولة العراقية، حيث تأتي كل مدة أعداد منهم لاعادة تأهيلهم في مركز الجدعة، خلال مدة تتراوح بين 90 الى 120 يوماً، علما ان بعضاً منهم ليسوا من محافظتنا، ومن ثم يتم ترحيلهم من المركز. أكبر عدد من النازحين لدينا من سنجار بحدود 47 ألف عائلة في زاخو ونحو 7 الاف عائلة في أربيل، وهو العدد الاكبر من النازحين لدينا. كما ان لدينا من النازحين نحو 12 قرية من قرى العرب في منطقة حسن شام وغيرها وكذلك لدينا 4 الى 6 قرى في منطقة ربيعة لم يعودوا لحد الان. فخامة الرئيس مسعود بارزاني وعدنا، كما وتكلمنا مع وزير الداخلية في حكومة اقليم كوردستان ريبر أحمد على أن يعود النازحون قريباً. كان هنالك اتفاق بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان الغرض منه ان مخرجاته هي اعادة النازحين الازيديين الى سنجار، لكن للاسف تعثر هذا الاتفاق خاصة البنود الرئيسية التي تتضمن اعادة الادارة وتشكيل لواء من الشرطة من ابناء المنطقة لذا لم يتحقق الاتفاق.

* من يتسبب بعدم تطبيق اتفاقية سنجار؟

نجم الجبوري: الحكومة المركزية لم تكن منسجمة او لديها رؤية واحدة تجاه المخرجات التي تم الاتفاق عليها، وهذا الشيء تسبب في عرقلة ترجمة هذه البنود على الارض وهي من أخرت تطبيق الاتفاق.

* هنالك مناطق رخوة أمنياً، تقع بين سلطات الحكومة الاتحادية وسلطات اقليم كوردستان، ومنها في محافظة نينوى، تشهد بين مدة وأخرى اعتداءات متكررة على اقليم كوردستان، وانتم من خلال خبرتكم العسكرية تعرفون حيثيات هذه المناطق. لماذا لا يتم ملء هذا الفراغ الأمني؟

نجم الجبوري: أعلى مستوى للتنسيق بين كل المحافظات التي تحاذي اقليم كوردستان هي بين نينوى واقليم كوردستان، سواء من ناحية السلطات المدنية او من ناحية السلطات العسكرية، لدينا مناطق في مخمور فيها تواجد للارهابيين لكن مستوى التنسيق عال، ولذلك الامور تسير بشكل طبيعي، ولو قارنا نينوى مع باقي المحافظات سنرى مستوى التهديد أكبر، مثل محافظة ديالى التي نشهد يومياً تهديدات، لكن مناطقنا لديها تنسيق جيد بهذا الصدد.

* ما هي مشكلة لواء الشبك ولماذا هنالك امتعاض من الاهلي من ممارساتهم؟

نجم الجبوري: في تصوري انه وبعد تغيير القيادة في لواء الشبك اصبحت الامور افضل وليس كما في السابق، ومشكلتنا في منطقة سهل نينوى هو ان السكان المتواجدين فيها هم من المسيحيين والشبك وتوجد خلافات بينهم، كما ان هنالك من يؤجج مسألة التغيير الديمغرافي لذلك تنعكس هذه الامور على سمعة اللواء. نأمل من الحكومة العراقية الجديدة التوصل الى حلول لهذه المسائل. في مناطق سهل نينوى قد تكون هنالك مخاوف من الجانبين وقد تكون لهما حقوق، وحاولنا مع الحكومة السابقة وكذلك طرحنا موضوع استحداث وحدات ادارية كي نفصل هذا الاشتباك، فالمسيحيون يخافون على انفسهم ومناطقهم خصوصاً في مدينة الحمدانية ومدينة برطلة، أما الشبك فيقولون انهم في ازدياد ولم يسمح لهم بامتلاك قطعة ارض، لذا كان الحل الذي اقترحناه بالتشاور مع اهالي المنطقة هو استحداث وحدات ادارية كي نفض هذا الاشتباك لكن للاسف الحكومة السابقة لم تستجب لهذا الرأي الذي نتصوره، خصوصا واننا مقبلون وفق ما سمعنا من رئيس الوزراء في اجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتي لديها الصلاحية في انشاء وحدات ادارية والتي تسهم في تخفيف الكثير من الشد.

* هنالك شكاوى من حصول عمليات ابتزاز لمنظمات تساعد المسيحيين في اعادة بناء وترميم كنائسهم وأديرتهم، من خلال محاولة الحصول منها على اموال. ما صحة ذلك؟

نجم الجبوري: لست بعيداً عن المنظمات وبابي مفتوح لهم، وحالياً هو العصر الذهبي لعمل المنظمات الدولية داخل محافظة نينوى، لذا انا استجيب لأي شكوى تقدم لي. قد يكون هذا الكلام موجوداً بشكل كبير سابقاً، اما الآن فهامشه قليل جداً واذا كان موجوداً فبابي مفتوح لأي منظمة للاستماع اليهم واتخاذ الاجراء المناسب.

* هل هنالك مشاكل بالنسبة للعائدين الى المحافظة من ناحية الحصول على البطاقة الموحدة او المستمسكات الثبوتية الاخرى؟

نجم الجبوري: ما تعرضت له محافظة نينوى كبير، والكثير من الوثائق انتهت، وقسم من النساء تزوجت اكثر من زوج وقسم منهم من خارج العراق، لذا فالمحاكم تريد اثباتات من اجل منح حق المستمسكات الرسمية، لكن رغم ذلك وزارة الداخلية تحاول جهد امكانها منح الوثائق الثبوتية، لكنها مسألة قضائية ولابد ان يتحقق القاضي بشكل كبير من ان هذا الشخص عراقي.

* هل لديكم احصائيات بخصوص من لا يملكون المستمسكات والاوراق الرسمية؟

نجم الجبوري: لا امتلك احصاء بهذا الصدد، لكن الرقم ليس كبيراً، كما اننا قمنا باعادة الكثير من الاهالي في المخيمات الى مناطقهم.

* كم تحتاج نينوى الى اموال لاعمارها واعادتها الى ما كانت عليه؟

نجم الجبوري: الساحل الايسر الان في الموصل افضل بكثير مما كان عليه الوضع سابقاً، والايمن فيه تطور كبير، لكن المشكلة التي لدينا هي الملكيات الخاصة، والحكومة المحلية لا تستطيع الدخول في الملكيات الخاصة. نحن نعمل على ملف التعويض، ومن يزور الحمدانية وبعشيقة والبعاج وبرطلة والمحلبية الان يرى أنها باتت افضل بكثير مما كانت عليه حتى قبل عام 2014 وقبل دخول تنظيم داعش.

*: لو قابلتم رئيس الوزراء ما الذي ستطلبونه منه؟

نجم الجبوري: رئيس الحكومة قام بتشكيل لجنة لاعمار المحافظات، وما اريده منه هو ان يساعدني في رفع الانقاض من المدينة القديمة ومن سنجار وتخصيص مبالغ قدر الامكان لاعادة التأهيل، وهذا هو همي الاكبر.

 

 

حاورته شبكة روداو الأعلامية

Top