كييف: 49 ألف جندي روسي قُتلوا في الحرب الأوكرانية
يعتقد مسؤولون أميركيون أن الجيش الروسي مرتبك بسبب الضربات التي تلقاها في الآونة الأخيرة، وخصوصاً في شبه جزيرة القرم، وعلى نقاط القيادة والسيطرة المنتشرة داخل الأراضي الأوكرانية بالقرب من الحدود الروسية. ويقدر محللون أميركيون، أن روسيا فقدت آلاف الجنود، من دون تأكيد ادعاءات أوكرانيا بأن العدد يفوق 50 ألفاً، بمن فيهم مئات العقداء وعشرات الجنرالات. لكن الهجمات الأوكرانية أجبرت القادة الروس على الاستمرار في نقل مراكز القيادة، ما زاد من مشاكلهم القيادية واللوجيستية.
وأعلنت كييف أنها قضت على أكثر من 49 ألف جندي روسي منذ بداية الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي منذ بداية الحرب الأوكرانية في 24 فبراير الماضي، وحتى أمس السبت، بينهم 350 يوم أول من أمس فقط. وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة أمس السبت، إن أوكرانيا تشن هجوماً واسعاً في جنوب البلاد في منطقة خيرسون وهو ما يشكل ضغطاً على قوات موسكو. وقالت الوزارة البريطانية: «أحد عناصر هذا الهجوم تقدم على جبهة غربية واسعة من نهر دنيبرو، وتركز على ثلاثة محاور داخل خيرسون أوبلاست التي تحتلها روسيا». وفي حين أن تلك العمليات قد لا يكون لها هدف مباشر في الأذهان، فإنها فاجأت روسيا واستغلت كل اللوجيستيات الهزيلة والقيادة والإدارة، بحسب المحللين والتقديرات البريطانية. وتنشر وزارة الدفاع البريطانية معلومات جمعتها أجهزتها الاستخباراتية منذ بداية الاجتياح 24 فبراير الماضي. واتهمت موسكو لندن بشن حملة تضليل مستهدفة. وأكدت موسكو أمس السبت أن الهجوم الأوكراني المضاد لطرد القوات الروسية من جنوب البلاد، مستمر، لكن يأتي بتكلفة باهظة للقوات الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع في موسكو إن «النظام» في كييف يواصل محاولته غير الناجحة لإعادة السيطرة على المنطقة الواقعة بين مدينتي «ميكولايف» و«كريفي ريه». وقالت الوزارة إن أوكرانيا خسرت 23 دبابة و27 مركبة قتالية، بالإضافة إلى أكثر من 230 جندياً الجمعة. ولا يصدر الجيش الأوكراني نفسه سوى القليل من المعلومات حول التقدم في الهجوم المضاد، الذي شنه في مطلع الأسبوع.
وفي تأكيد على الميزات التي باتت تمتلكها أوكرانيا، خلال هجومها المضاد الذي بدأ الاثنين لاستعادة مدينة خيرسون، بعد حصولها على المنظومات الصاروخية من طراز «هيمارس»، شدد مسؤولون أميركيون على أن الهجمات التي بدأ متطوعون أوكرانيون بشنها خلف «خطوط العدو»، تشكل ميزة كبيرة أخرى في هذه المرحلة الجديدة من الحرب. وفيما تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن أن القادة العسكريين الأميركيين قد حذروا نظراءهم الروس من توقع هذا النوع من الحرب الوحشية غير النظامية، بناءً على تجربة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان. أضافت أن المسؤولين الروس لم يستمعوا إلى تلك التحذيرات، وهم الآن يواجهون هجمات لا يتوقعونها ولا يمكنهم اجتثاثها، رغم كل قوتهم النارية.
وكشف الجنرال ريتشارد كلارك، الذي سيتقاعد هذا الأسبوع كرئيس لقيادة العمليات الخاصة الأميركية، في مقابلة مع الصحيفة، كيف عززت الولايات المتحدة نظراءها في قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، تحسباً لحملة قادمة ضد الغزاة الروس، منذ عام 2014، وقال، عندما غزا الروس في فبراير، كنا نعمل مع قوات العمليات الخاصة الأوكرانية لمدة سبع سنوات. بفضل مساعدتنا، قاموا ببناء القدرات، لذلك نمت قدراتهم، ولكن الأهم من ذلك، قاموا ببناء القدرات في كل من الهجمات القتالية والعمليات المعلوماتية».
وفيما قلل مسؤولون عسكريون من احتمال تمكن أوكرانيا من تحرير بعض الأراضي المحتلة في وقت سريع هذا العام، إلا أنهم أكدوا على أن الاستعداد لصد الغزو الروسي، مكن كل لواء أوكراني من قوات العمليات الخاصة، من إنشاء وتدريب «سرية مقاومة» تم تجنيدها من السكان المحليين في مناطق مثل خيرسون وزابوريجيا ودونباس التي كان من المحتمل أن تكون أهدافاً روسية كما حصل بالفعل. ونتيجة لذلك، قال كلارك: «إذا كنت جندياً روسياً اليوم، فيجب أن يكون رأسك في حالة دوار لأنك لا تعرف مكان التهديد. لا يمكنهم النظر إلى أي أوكراني ومعرفة ما إذا كان هذا الشخص عدواً». وأدت حرب العصابات في الأسابيع القليلة الماضية، إلى مقتل أو جرح العديد من المسؤولين الموالين لروسيا في انفجار سيارات مفخخة وقنابل مزروعة على جوانب الطرق وسموم وبنادق.
الشرق الاوسط