الآبوجية والسياسة- طحن بلا طحين!!
ماهر حسن
قبل ان استطرد عن الاجتياح التركي الجديد، وإزاء استشراس آلة القمع في مكاننا، لا بد أن نفض الغبار عن الضبابية التي تثير ريبة البعض حيال إمكانية عودة البعث، في الحقيقة لا يمكن ان نسميها تسليم المناطق الخاضعة تحت سيطرة الابوجية إلى الحكومة السورية نكاية بالدولة التركية، هذه التفاهمات اتفق عليها الطرفان بداية الاحداث وجاءت نتيجة لأوضاع عسكرية محددة لتعزيز الوهم الذي تم إنشاؤه بعناية بشأن سلامة واستقرار كوردستان سوريا بمسرحية هزيلة واضحة، اذ لا تزال توحي بسيطرة قوات النظام على مقاليد الأمور هناك، وحاولنا ان نصف هذه الكارثة الكبيرة في المستقبل إذا تُركت دون معالجة، وما يترتب عليه من الاجتياح التركي، لكن تعرضنا للترهيب والترغيب ونتيجة كشفنا للطبخة السياسية التي يتبناها الابوجية، واخذ بعض الكتاب والمثقفين على أيدي المعذبِين وما اكثر هذا الصنف من الناس، بل ما اقل الصنف الذي يرضى ضميره ولا يقوم بمساعدة المعذبَين، لكن سرعان ما نجد ابواق منظومة العمال يتألبون ضدهم ومن خلال بعض الكتبة الجدد، فهل يوجد استخفاف أحط من هذا؟!
عموما - حزب الاتحاد الديموقراطي دحرج كرة من الكذب ليصاب البسطاء بجهالة. كل همّه أن يكون من السباقين إلى ترويج كي يشكر من البعث أو يحمد على ذلك مقابل اموال طائلة ارسلت الى معاقلهم في القنديل.
نجح من يفاخر امثال وليد فهيم (الدار) بتجميل تاريخ النظام السوري اللئيم المثخن المضرج بالدم والكيد وساهم بإشعال فتيل الحرب مع الأتراك، ولم تستأنف مناطقنا حيويتها واستقرارها وأمنها منذ سيطرة حزب PKK على مفاصل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بعد ان نال ما نال و حقق لنفسه الكثير بل حول عدد كبيرا من القرى و المدن الى خراب.
إن مشروع منظومة العمال اللاكوردستاني، والذي بدوره أوصلنا إلى الهوة، وفرض نظامه المافياوي بالهيمنة الأيديولوجية تسبب بفاجعة تلو اخرى، إذ منذ ما يقرب اكثر من عشر سنوات والكورد محكومون ومنهوبون ومستعبدون، وعمل ابوجية وكوادرها على متاجرة بشعارات وهمية وزرع الشك والظنون في ادمغة الشعب الكورد، وادعى حرصا منهم على المناطق الكوردية، كما - كُرِّس الجور والطغيان كصيغة أساسية لعلاقة الكورد بغيرها من الشعوب في سوريا.
باسنيوز