تعالوا لدعوة نيجيرفان بارزاني
فاضل میراني
سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني
لم تكن هذه اول دعوة منّا لتفكيك متشابك أسلاك القنبلة الموقوتة التي تنذر بنسف المعادلة السياسية واعتقد انها لن تكون الأخيرة. فطالما ان الحلول قبل الان لا تأخذ بالعلاج بل تركن للمسكّنات فالداء باق في الجسم الرسمي ويسري ويتسع.
يمكن للأخوة الشركاء ان يتذكروا عدد الأزمات ومسبباتها ونتائجها التي كلها في الحقيقة ابعد عن صلاح الفرد والمجتمع العراقي، لكن ثقل الأزمة الأخيرة تتطلب هدوءاً وتأن ونزولاً وتنازلا حتى لا يقع المحظور وتندفع حمى التصريحات النارية فينفجر موقف ما وتمتد معه نيران لا تبقي ولا تذر.
العراق ليست هذه صورته ولا يستحق ان تكون أخباره السيئة منتشرة في الواقع وعلى رأس نشرات الأخبار، تحشيد سلاح ومهاجمة شركاء وافتعال مواقف للتغطية على احداث، ذلك ان الصورة تحمل في مضمونها مسار معادلة غير محسوبة، وهي في النتيجة ستجعل من الحلول المتاحة الان لتجنب الكارثة صعبة التحقق ان لم يُصْر إلى افراغ السلاح من الرصاص الملقم.
رئيس اقليم كوردستان السيد نيچيرڤان بارزاني هو رفيق قديم في سوح النضال والجهاد الذي جمعنا لسنوات مشرفة كلها تضحيات و صدق، ودعوته هي دعوة عراقية كردية وطنية يتحسس صدقها كل من ناضل و جاهد لعراق افضل، عراق بلا دكتاتورية بلا طائفية بلا قانون جائر، بلا فقر وضياع دماء.
أربيل هي مدينتكم التي اجتمعنا بها قبل 2003 أيام كنا نهيء لعراق جديد وأيام كنا على محك تقديم ما يجعل من شعبنا بكل هوياته ما يمكنه من تجاوز محن النظام السابق لا ان نجدد له محنا قديمة ومستحدثة، ولا ان ندهس كل الضوابط التي تحكم الدولة والعلاقة بالأفراد.
ذهاب قسم من القوى للإيمان بالتكاسر على حساب شعب بأكمله بحجة الانصياع لجمهور تابع قد يصح تقبله قبل قرون لا في بلاد بالزمن الحالي عضو في الأسرة الدولية أيا كان موقعه فيها فذلك بسبب سياسات قديمة وبعض السياسات الحالية.
لبوا دعوة بارزاني وحلوا في أربيل فهي بيتكم، آمنين بلا ضغط او تخويف، لأنها مدينة لا تحكمها مزاجية ولا اجندة خارجية، ودعونا نعيد كسب ثقة الناس، الناس التي تنتظر الضياء لا الظلام، تريد حياتها وحياة أسرها كريمة، لا حياة مهانة واضطراب.
أربيل قريبة منكم وأغلبكم تعرفونها جيدا، وستجدون بارزاني في استقبالكم ومعكم.