• Saturday, 28 December 2024
logo

بعد إعلانه «حالة طوارئ عالمية»... كيف يتم التلقيح ضد جدري القردة وما علاجه؟

بعد إعلانه «حالة طوارئ عالمية»... كيف يتم التلقيح ضد جدري القردة وما علاجه؟

يستمر تفشي مرض جدري القردة في الانتشار في جميع أنحاء العالم، مما دفع منظمة الصحة العالمية أمس (السبت)، إلى إعلان حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً. ويعني ذلك أن هناك حاجة إلى استجابة دولية منسّقة لمنع انتشار الفيروس بشكل أكبر وقد يدفع الدول الأعضاء إلى استثمار المزيد من التمويل في اللقاحات والعلاجات والموارد الأخرى للحد من المرض.

ولا يزال الكثير من هذه الموارد لمواجهة جدري القردة غير متاح على نطاق واسع، حتى في الولايات المتحدة الأميركية، حسبما أفاد تقرير إخباري لصحيفة «نيويورك تايمز»، وفسرت الصحيفة ذلك بأن رسائل الصحة العامة حول المخاطر الفردية والوصول إلى الرعاية لم تكن واضحة، وغالباً ما تفتقر العيادات التي تقوم بالفحص ومسؤولو الصحة الذين يتابعون المرضى إلى التنسيق؛ بالإضافة إلى تأخر توزيع اللقاح، كما أن خيارات العلاج لا تزال غامضة.

وتبدو أعراض جدري القردة مختلفة في بعض الحالات، فالأشخاص الذين يمرضون لا يعانون دائماً من الحمى التقليدية والأوجاع والطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم، فقد يمكن أن تكون الأعراض هي بضع بثور، خصوصاً في منطقة الأعضاء التناسلية. ووفقاً لمسؤولي الصحة، فإن المرض ينتشر بشكل أساسي بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال.

* اللقاح المستخدم لمواجهة جدري القردة

ويمكن أن يساعد لقاحان تم تطويرهما في الأصل للجدري وتم الاحتفاظ بهما في المخزون الوطني للولايات المتحدة، في الوقاية من عدوى جدري القردة. والنوع الأكثر استخداماً لجدري القردة يسمى Jynneos، وهو يتكون من جرعتين تفصل بينهما أربعة أسابيع.

وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بتلقيح الناس في غضون أربعة أيام من تاريخ التعرض لمصاب بالمرض لأفضل فرصة للوقاية من جدري القردة. وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن التطعيم بعد أكثر من أربعة أيام من التعرض لأحد المصابين قد لا يمنع ظهور المرض، فإن الدكتورة شارون غرين، خبيرة الأمراض المُعدية في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس في ووستر، تقول: «ما زال المريض بحاجة إلى اتخاذ جميع التدابير الوقائية لبضعة أسابيع بعد التطعيم». وقالت إنه سواء قبل التطعيم أو بعده، يعد الأفراد عموماً محميين تماماً بعد أسبوعين من تلقي جرعتهم الثانية.

ويعتقد بعض الباحثين أنه حتى جرعة واحدة من لقاح Jynneos قد تساعد في إبطاء انتشار جدري القردة.

ويتفق الخبراء على أنه يجب إعطاء التطعيم والوقاية الأولوية لإبطاء وتيرة التفشي الحالي لجدري القردة. ولكن إذا بدأ المريض في ملاحظة آفات حمراء أو بثور، يجب الاتصال بطبيب الرعاية الأولية الخاص به وإعلام الطبيب بأنه يشك في الإصابة بعدوى جدري القردة. وسيقوم الطبيب بأخذ مسحة من تلك البثور ويطلب اختبار جدري القردة، والاختبار يشبه إلى حد كبير اختبار «كوفيد - 19» الذي يكتشف جزءاً من المادة الوراثية للفيروس، يمكن أن تستغرق النتائج في أي مكان من 24 ساعة إلى ثلاثة أيام أو أكثر، كما أنه لا يوجد اختبار منزلي لجدري القردة.

وهناك مشكلة أخرى تتمثل في أن بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية قد لا يكونون على دراية بجدري القردة أو لا يستطيعون التعرف عليه، عندما يأتي المرضى للتشخيص، إذ قد تبدو آفات جدري القردة، خصوصاً في المناطق التناسلية مشابهة جداً لأعراض الأمراض الأكثر شيوعاً، مثل الهربس أو الزهري.


كيف يتم علاج جدري القردة؟

يقول الدكتور كامينز، مدير الوقاية من العدوى في نظام «ماونت سينا» الصحي الأميركي، إنه بعد التشخيص، فإن علاج جدري القردة يتضمن بشكل أساسي التحكم في الأعراض.

وقال إن المرضى الذين يعانون من آفات في منطقة الشرج أو المستقيم قد يعانون من الكثير من الألم، خصوصاً في أثناء التبرز، وفي تلك الحالات قد يصف الطبيب مسكنات للألم أو يوصي بملينات، والتي تستخدم لتخفيف الألم أو الحكة في منطقة الأعضاء التناسلية. وقد يواجه المرضى الذين يعانون من تقرحات في الفم صعوبة في البلع ويمكنهم الحصول على دواء للمساعدة في ذلك. قد يصاب البعض بعدوى بكتيرية ثانوية ويتطلب علاجاً بالمضادات الحيوية، خصوصاً إذا كانت لديهم آفات كبيرة ومفتوحة.

ويوصى عادةً بالأدوية المضادة للفيروسات للأشخاص الذين لديهم أعراض جهازية أكثر أو طفح جلدي على مستوى الجسم ومخاطر عالية لمضاعفات جدري القردة. ويجب على المرضى العزل المنزلي بمجرد ظهور أعراض جدري القردة.

ويشير خبراء الصحة إلى أنه كما هو الحال مع (كوفيد - 19)، يجب على حاملي المرض تجنب الاتصال الوثيق مع الأصدقاء وأفراد الأسرة والحيوانات الأليفة، وتغطية جميع الطفح الجلدي قدر الإمكان وارتداء أقنعة جيدة إذا كان عليهم الاتصال بالآخرين للحصول على الرعاية الطبية. وتوصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالحد من التعرض للآخرين والبقاء في عزلة حتى شفاء أي آفات تماماً. ويقول الدكتور كامينز: «إنه يضعنا في معضلة حقيقية. بينما يأمل خبراء الصحة أن يتمكن الناس من قضاء الأيام المَرضية اللازمة أو العمل من المنزل، فمن غير الواقعي توقع أن يتمكن كل شخص مصاب بالعدوى من اتباع هذه الإرشادات بدقة، وهذا يجعل الأمر أكثر أهمية بالنسبة للناس أن يكونوا على دراية وأن يكونوا حذرين بشأن نشر الفيروس».

 

 

الشرق الاوسط

Top