مسرور بارزاني: تجاوزنا أزمات عصيبة وبغداد لم ترسل مستحقات إقليم كوردستان
ألقى رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، مساء الاربعاء، كلمة بمناسبة مرور ثلاث سنوات على تشكيل الكابينة الوزارية التاسعة.
وقال رئيس الحكومة في كلمة له بهذه المناسبة، إن الكابينة الوزارية التاسعة تخطّت أزمات عصيبة على مدى السنوات الثلاث الماضية، في خضم تفشي فيروس كورونا والأزمة المالية والتي تفاقمت بعد أن قطعت الحكومة الاتحادية المستحقات الدستورية لإقليم كوردستان.
واستعرض رئيس الحكومة، جملة من المنجزات التي حققتها التشكيلة الوزارية التاسعة في جميع القطاعات منذ بدء مهامها في 10 تموز/يوليو 2019، كما تطرق إلى العلاقة مع الحكومة الاتحادية بشأن المشاكل العالقة وسبل حلها، كذلك تناول أيضاً ملفات مهمة أخرى.
وفيما يلي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الكوردستانيون الكرام
طابت أوقاتكم بكل خير
مع مرور ثلاث سنوات على بدء مهام التشكيلة الوزارية التاسعة لحكومة إقليم كوردستان، أجدُ من الضروري أن أوجّه إليكم هذه الكلمة لأتحدث عمّا حققناه وما الإنجازات التي حققتها هذه الكابينة الوزارية في السنوات الثلاث الماضية، كذلك سأتناول خططنا وبرامجنا القادمة.
من المهم أن نشير هنا إلى أنه ومنذ أن تسنمت هذه الكابينة مهامها، واجه إقليم كوردستان والعالم قاطبة، أزمة صحية تمثلت بتفشي جائحة فيروس كورونا، مما أدّى إلى حدوث أزمة مالية لا تزال تبعاتها قائمة إلى الآن.
وفي الوقت ذاته، وما يؤسف له، أن الحكومة الاتحادية لم ترسل من المبلغ المخصص لإكمال تمويل الرواتب وقدره 200 مليار دينار، إلّا لأشهر قليلة، كما كان هناك سعي حثيث خارجياً وداخلياً لإعاقة عمل الحكومة، إلا أن حكومة إقليم كوردستان تمكنت من تجاوز هذه الأزمات إلى حد كبير، من خلال خططها وبرنامجها الحكومي وإصلاحاتها.
ما حققناه:
- في المجال المالي: تمكّنا من الاستمرار في توزيع الرواتب، وعلى الرغم من تأخرنا في بعض الأحيان أو لبضعة أشهر في عدم دفع الرواتب بنسبة 100 بالمئة، إلّا أن عملية التوزيع تواصلت، وفق ما متاح لدينا من ميزانية.
- تمكّنا في هذه الكابينة من تخطي مرحلة عصيبة من دون إيرادات. ولم نقترض أموالاً ولم نخلق أعباءً ومسؤوليات على كاهل الأجيال القادمة فحسب، بل خفضّنا الديون الحكومية، وسدّدنا في الآونة الأخيرة ما يزيد عن مليار دولار من القروض.
- أسهمت الإصلاحات في المجالين المالي والإداري وتنفيذ قانون الإصلاح، ونتيجة للمسيرة الإصلاحية، في زيادة الإيرادات الداخلية بشكل ملحوظ وبنسبة 100 بالمئة.
من حيث تعزيز البنية التحتية الاقتصادية لإقليم كوردستان، عملنا على تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل:
- معظم إنفاق الكابينة التاسعة خُصص للشوارع والطرق في أكبر تخصيص لهذا المجال منذ 2014.
- كذلك في هذه الكابينة، أولينا اهتماماً بالقطاعين الزراعي والاستثماري. ففي المجال الزراعي وفرّنا وعملنا على توفير فرص كثيرة فيما يتعلق بتصدير المنتجات الزراعية المحلية الكوردستانية إلى الخارج، وعملنا على إيجاد أسواق خارجية، وقد باشرنا بذلك.
- كما نفذّنا مشاريع كبيرة واستراتيجية لتوفير الأمن الغذائي، بعضها أُنجز، والآخر قيد التنفيذ الآن.
- عملنا على توفير الأمن المائي وإنشاء سدود وبرك مائية.
- في قطاع الكهرباء: عزّزنا البنية التحتية للطاقة الكهربائية بهدف منع هدرها. كما قمنا بزيادة الإمدادات الكهربائية وإضافتها إلى الشبكة الوطنية.
- في مجال النقل العام: قطعنا خطوات عملية لتفعيل نظام النقل العام وبناء السكك الحديدية.
- في مجال الإدارة: أجرينا إصلاحات في منظومة الحكم والإدارة على مستوى الوزارات كافة. وفي هذا الصدد، تم تدشين الكثير من الخدمات الحكومية إلكترونياً، واتخذنا خطوات عملية لإنشاء حوكمة إلكترونية. وأسسنا مركز بيانات مركزياً للحكومة، فضلاً عن تأسيس نظام رقمي للإحصاء والتعداد السكاني في إقليم كوردستان.
- خفضّنا البيروقراطية في الدوائر والمؤسسات الحكومية، بما يشمل توزيع الصلاحيات ونقل الخدمات من مراكز المحافظات إلى مستوى الأقضية.
- عملنا على الحد من الفساد، إلى جانب إنهاء والحد من هدر الإيرادات العامة وإساءة استخدام السلطة.
- في هذه الكابينة، هناك تعاون محكم ومتين بين مجلس الوزراء وأعضائه. وقد عقد مجلس الوزراء معظم اجتماعاته الأسبوعية لمناقشة مشاكل المواطنين وحلها وتنفيذ البرنامج الحكومي.
- كذلك ثمة علاقة جيدة بين الحكومة والبرلمان، إذ زار معظم الوزراء والمسؤولين الحكوميين البرلمان واللجان البرلمانية للإجابة على أسئلة البرلمانيين وتقديم التوضيحات المناسبة لهم.
- في مجال الاهتمام بالتربية والتعليم: عدا تثبيت معلمي العقود وتأهيل وبناء العديد من المدارس وتطوير التعليم عبر الإنترنت (أون لاين) وتوسيع العلاقات الأكاديمية والتعليمية بين حكومة إقليم كوردستان والدول الأخرى، أسسنا (هيئة اعتماد مؤسسات ومناهج التربية والتعليم العالي).
- في مجال التوعية المجتمعية: نشرنا معظم المعلومات والتوضيحات إزاء عمل وأنشطة الحكومة ومشاريعها، كذلك عملنا على توسيع نطاق حرية الإعلام والتعبير، ومهدّنا الأرضية الملائمة لخلق إعلام مسؤول في إقليم كوردستان.
- ترسيخ ثقافة التعايش السلمي بين مختلف مكونات إقليم كوردستان.
- السعي للاستمرار في القضاء على العنف والتمييز بين الجنسين، وتمكين المرأة.
- الاهتمام بمسألة حماية البيئة واستخدام الطاقة الخضراء والصديقة للبيئة.
- في المجال الدفاعي وحماية الأمن الوطني: للمرة الأولى في هذه الكابينة، دخلت إصلاحات وزارة البيشمركة وتوحيد قوات البيشمركة حيّز التنفيذ.
- الاستمرار في التصدي للإرهابيين وإحباط محاولاتهم واعتقال المجرمين والمتاجرين بالمواد المخدرة، والاهتمام بدور المحاكم ودعمها فيما يتعلق بمعاقبة المخالفين.
- القيام بزيارات ميدانية إلى جبهات البيشمركة وتعزيز الخطوط الدفاعية ضد الإرهابيين.
- إطلاق حملة مؤخراً للقضاء على الأسلحة غير المرخصة.
- على صعيد العلاقات مع الحكومة الاتحادية: في إطار سياستنا الهادفة لحل المشاكل العالقة والحفاظ على حقوقنا ومستحقاتنا الدستورية، بذلنا قصارى جهدنا من أجل حل المشاكل، ولطالما أجرى وفد حكومة الإقليم زيارات إلى بغداد سعياً للحوار والتوصل إلى حل بموجب الدستور، ولا تزال جهودنا مستمرة.
- في المجال الدبلوماسي والعلاقات الدولية: عملنا على توطيد هذه العلاقات وتعزيزها، وخلال زياراتنا للدول الإقليمية والعربية والأوروبية وفي المحافل والمؤتمرات الدولية أوضحنا موقف إقليم كوردستان، وعززنا علاقاتنا بهذا الصدد.
ماذا سنحقق في الفترة المقبلة؟
- سنمضي قُدماً في سياسة تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل وزيادة الاهتمام بالقطاع الزراعي.
- زيادة عدد السدود ومواصلة العمل لحماية الأمن المائي.
- تأسيس نظام بيئي لحل مسألة النفايات والقمامة في مدن إقليم كوردستان.
- زيادة معدل إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية والغاز المحترق والمصادر التي تقلل من سعر إنتاج الكهرباء.
- الاستمرار في دعم شباب كوردستان لإطلاق مشاريع صغيرة بهدف خلق مزيد من فرص العمل.
- اعتماد نظام مصرفي متطور، لتعزيز التبادل التجاري وتنشيط حركة السوق والارتقاء بالخدمات المصرفية.
- توسيع نطاق الخدمات في المدن وزيادة المساحات الخضراء والخصوصية البيئية في المدن.
- تطوير وزيادة عدد الوحدات السكنية بالنسبة لمحدودي الدخل.
- تطوير الخدمات والمتطلبات المعيشية الأساسية في القرى والقصبات، حتى لا يغادرها المواطنون صوب المدن الكبيرة.
- تعزيز الأمن الداخلي والحدود، والاستمرار في ضمان عدم جعل إقليم كوردستان تهديداً ومنطلقاً للهجوم على أي دولة.
ما أشرنا إليه يمثل عرضاً سريعاً وملخصاً لجملة من المحاور المهمة لما تحقق من منجزات، وسيقدم السادة الوزراء مزيداً من التفاصيل بشأنها.
أيها الكوردستانيون الأحبة:
أنتم مواطنو كوردستان، إنكم صُلب هذه الحكومة وجوهرها، سنبذل كل ما في وسعنا لخدمتكم على أكمل وجه، وسنلبي كل متطلباتكم وتطلعاتكم".
باسنيوز