• Tuesday, 24 December 2024
logo

كيف يقتل الصابون الجراثيم؟

كيف يقتل الصابون الجراثيم؟

يعد الفرك لمدة عشرين ثانية بالصابون من أفضل الطرق لحماية نفسك والأشخاص والأشياء التي تلمسها من الجراثيم المسببة للأمراض. ولكن كيف تقتل رغوة الصابون بالضبط البكتيريا المسببة للأمراض والفيروسات التي تصيبنا؟

وفي آليته لقتل الجراثيم فان للصابون في هيكله الجزيئي «رأسا» متصلا بـ«ذيل» طويل، وفقًا للدكتور لي رايلي الطبيب الأستاذ رئيس قسم الأمراض المعدية واللقاحات بجامعة كاليفورنيا ببيركلي؛ الرأس محب للماء في حين أن الذيل يخاف الماء أو يطرده. وهذا الذيل الكاره للماء لديه تقارب مع الدهون، وان جميع البكتيريا وبعض الفيروسات (بما في ذلك SARS-CoV-2 الفيروس التاجي المسبب لمرض COVID-19) لها غشاء دهني، ما يجعلها عرضة للذيل الذي يثقب الدهون في جزيء الصابون، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن موقع «لايف ساينس». وان «الذيل يدخل نفسه في الغشاء الدهني (للبكتيريا). وهكذا ينتهي الأمر بالقتل».

ووفق الموقع، تحتوي بعض أنواع مسببات الأمراض على جدران خلوية قوية جدًا؛ لذا يمكنها البقاء على قيد الحياة حتى بعد أن يخترق ذيل الصابون المسعور غشاءها. ولكن حتى في هذه الحالات، يمكن لجزيئات الصابون أن تقهر البكتيريا والفيروسات من خلال تطويقها وعزلها.

فعندما يهاجم الصابون هذه العوامل الممرضة، فإن ذيول جزيئات الصابون تلتصق بغشاء الخلية الدهني، وتتجه الرؤوس المحبة للماء إلى الخارج. وهذا يشكل كرة صغيرة من جزيئات الصابون المعروفة باسم «micelle» حول العامل الممرض، وفقًا لما يقول الدكتور جون شوارتسبيرغ الطبيب الأستاذ الفخري خبير الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا. الذي يؤكد أنه «يتم التقاط البكتيريا والفيروسات بسهولة بواسطة المذيلات لأن الجزء الخارجي منها محب للماء، لذلك يسهل إزالته عن يديك وإسقاطه جنبًا إلى جنب مع مسببات الأمراض عند شطف الصابون بالماء».

وفي هذا الاطار، قام الباحثون في عام 2010 بتقييم فعالية الصابون من خلال جعل 20 متطوعًا يلوثون أيديهم بما مجموعه 480 مرة بالبكتيريا المسببة للإسهال. ثم تم تكليف الأشخاص بشكل عشوائي بأداء أحد الإجراءات الثلاثة: غسل أيديهم بالصابون، وغسل أيديهم بالماء فقط، أو عدم غسل أيديهم على الإطلاق. وبعد ذلك تم اختبار أيديهم بحثًا عن البكتيريا المسببة للإسهال، حسبما أفاد العلماء بالمجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة.

وفي مجموعة الأشخاص الذين لم يغسلوا أيديهم، كانت البكتيريا موجودة في 44 % من المشاركين. وفي أولئك الذين غسلوا أيديهم بالماء وحده، كانت البكتيريا موجودة في 23 % من الأشخاص الخاضعين للدراسة. أما في المجموعة التي غسلت أيديها بالماء والصابون فقد تم اكتشاف البكتيريا في 8 % فقط منهم، وفقًا للدراسة.

وتعتبر جزيئات الصابون فعالة جدًا في القضاء على الجراثيم الموجودة على أيدينا، بحيث لا يكون الصابون «المضاد للبكتيريا» ضروريًا تمامًا، ويمكن أن يكون ضارًا ؛ حسبما يقول شوارتسبيرغ عن طريق «دفع تطور سلالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. وعندما نرمي الصابون المضاد للبكتيريا في البالوعة يمكن أن يعزز ظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بإمدادات المياه المحلية. علاوة على ذلك، فإن الصابون المضاد للبكتيريا يقتل جميع البكتيريا؛ حتى تلك الجيدة التي نعتمد عليها للحفاظ على صحتنا»، وفق رايلي.

وغالبًا ما يتم التغاضي عن أحد المكونات الرئيسية المطلوبة للصابون للقيام بعمله.

جدير بالذكر، يستغرق ذيل جزيء الصابون 20 ثانية على الأقل ليرتبط بشكل كافٍ بمسببات الأمراض على يديك أو على سطح آخر. وإن تقليص هذا الوقت قد يعني فقدان التأثير الوقائي الكامل لاستخدام الصابون، حسب شوارتسبيرغ .

 

 

الشرق الاوسط

Top