واشنطن: إسرائيل قادرة على إجراء تحقيق شامل في وفاة أبو عاقلة
قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الأربعاء إن إسرائيل قادرة على إجراء تحقيق مستفيض في وفاة شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في إفادة صحافية: «الإسرائيليون لديهم الإمكانيات والقدرات اللازمة لإجراء تحقيق مستفيض وشامل».
وقُتلت شيرين، وهي صحافية فلسطينية مخضرمة تحمل الجنسية الأميركية خلال مداهمة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء.
وتوالت الدعوات الأربعاء إلى إجراء تحقيق شفاف ومعمق في مقتل أبو عاقلة، فيما رجح رئيس الوزراء نفتالي بنيت أن «فلسطينيين مسلحين كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي حينها»، هم المسؤولون عن قتلها.
لكن في وقت لاحق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن «التحقيق الأولي الذي قاده الجيش خلال الساعات الماضية يشير إلى أنه لم يتم إطلاق النار بشكل مباشر على الصحافية، لكن التحقيق متواصل».
وروى الصحافي علي السمودي الذي يعمل أيضا في قناة «الجزيرة» وكان إلى جانب شيرين وأصيب برصاصة قبلها في أعلى ظهره، «ما حصل أننا كنا في طريقنا لتصوير عملية الجيش. فجأة أطلقوا علينا النار، لم يطلبوا منا أن نخرج، لم يطلبوا منا التوقف، أطلقوا النار علينا».
وأضاف في تسجيل مصور وهو يجلس على كرسي متحرك في المستشفى وتظهر الضمادات على كتفه «رصاصة أصابتني، الرصاصة الثانية أصابت شيرين».
وقال السمودي: «لم تكن هناك أي مقاومة، ولو كان هناك مقاومون لما كنا ذهبنا إلى هذه المنطقة».
وقال مجيد عويس الذي شاهد ما حصل إن شيرين أبو عاقلة «أصيبت بالذعر عندما أصيب زميلها علي السمودي، قبل أن تصاب هي الأخرى».
وقال الجيش الإسرائيلي إن «قواته وجهاز الأمن العام وشرطة حرس الحدود كانت تنفذ عملية في مخيم جنين... بهدف اعتقال مشتبه بتورطه في الإرهاب».
وأضاف «خلال العملية الوقائية في المخيم، أطلق عشرات من المسلحين الفلسطينيين النار وألقوا مواد متفجرة في اتجاه قواتنا مهددين حياتهم». «ورد الجنود بإطلاق النار، ما تسبب بإصابة أشخاص»، بحسب البيان.
وطالبت الأمم المتحدة التحقيق في مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية. وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في تغريدة على «تويتر»: «أجهزتنا موجودة على الأرض للتحقق من الوقائع»، مطالبة بـ«وقف الإفلات من العقاب» وبتحقيق «مستقل وشفاف».
وقالت المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي إن «قتل صحافي يمكن التعرف إليه بسهولة في منطقة نزاع، انتهاك للقانون الدولي»، داعية «السلطات المعنية إلى التحقيق في الجريمة واقتياد المسؤولين عنها إلى القضاء». كما دعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إلى «النظر في الأمر في شكل شفاف».
وطالبت فرنسا بدورها بفتح «تحقيق شفاف» في مقتل الصحافية الأميركية الفلسطينية «في أسرع وقت ممكن لإلقاء الضوء الكامل على ملابسات هذه المأساة». كما طالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق «مستقل».
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أكدت مقتل أبو عاقلة برصاص إسرائيلي.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية «جريمة إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحافية شيرين أبو عاقلة»، محملة «الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة».
في رام الله، كان جثمان شيرين أبو عاقلة مسجى مساء الأربعاء، وقد نقلها إلى هناك من جنين، آلاف الفلسطينيين وهم ينشدون «شكرا شيرين». وستجري مراسم دفن شيرين الجمعة في القدس بعد تشييعها غدا في مقر المقاطعة (الرئاسة الفلسطينية) في رام الله.
ونثر فتية فلسطينيون الورود في الموقع الذي قتلت فيه أبو عاقلة قرب مخيم جنين، وتظهر فيه آثار دماء.
وعُلق علم فلسطيني كبير على جذع الشجرة التي قضت تحتها والذي ظهرت عليه آثار رصاص.
وأعلنت منظمة «مراسلون بلا حدود» الأربعاء أن سبعة صحافيين قتلوا منذ 218 خلال تغطيتهم للنزاع العربي الإسرائيلي
الشرق الاوسط