العراق .. الجمود السياسي ينعكس سلباً على الأمن ويُنعش الارهاب
رغم إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إحباط هجمات إرهابية على بغداد ، يحذر خبراء أمنيون من أن ظروف العراق ما زالت مناخا مغريا للجماعات المتطرفة مع استمرار صراع التكتلات السياسية ، وتعمد البعض عدم تسليح الجيش بما يلزم.
وتعيش العاصمة العراقية بغداد منذ أسبوعين استنفارا أمنيا منذ توعد تنظيم داعش الإرهابي بـ"الثأر" لزعيمه السابق أبو إبراهيم القرشي الذي قتلته غارة أميركية في فبراير/شباط الماضي.
وأحبطت القوات الأمنية "غزوة رمضان"(الخاصة بعمليات لداعش) في مدن الأنبار وصلاح الدين وديالى ضمن الجولة الثانية لعملية "الإرادة الصلبة" العملية العسكرية التي أطلقتها الحكومة 28 مارس/آذار الماضي.
وتركزت حملات "الإرادة الصلبة" في صحراء الجزيرة والبادية غربا، ومناطق التماس الحدودي مع سوريا والمدن الغربية والشمالية التي تشهد توترا أمنيا وطائفيا بين وقت وآخر.
وعقب هذه الحملات، أعلن الكاظمي، الثلاثاء، أن القوات "أحبطت هجمات إرهابية لتنظيم داعش على بغداد"، وذلك "بعملية نوعية".
وقتلت قوات قيادة عمليات بغداد انتحاريين، منهم محمد صدام المشهداني، المسؤول الإداري والأمني لداعش في بغداد، قبل تفجير نفسيهما داخلها.
مناخ مغري
ومع نجاح العمليات الأمنية، إلا أن خبراء عراقيون يحذرون من أن الجمود السياسي نتيجة فشل تشكيل الحكومة ينعكس على الأمن القومي ، حيث تنتعش الجماعات الإرهابية في ظل صراع الكتل السياسية.
ويقول أحمد الشريفي، وهو ضابط سابق وخبير أمني : إن "الوضع المرتبك ربما يعطي شيئا من الجرأة لداعش على استعادة نشاطه ، فضلا عن أن الحدود ما زال المسك المطلق بها غير متاح".
وفي هذه النقطة لفت إلى أن التسلل الحدودي "يضيف لداعش موارد بشرية"، كما نبَّه إلى أن الخلافات السياسية تنعكس على الجيش الذي يتأثر بصراع التوازنات والمحاصصة، ويرتد هذا على مهارات القتال ومنظومة القيادة والسيطرة والرقابة اللازمة لتتبع الأنشطة الإرهابية.
ومنذ انتخابات أكتوبر، والفائزون والخاسرون في صراع حول تشكيل الحكومة ، حيث يصر تحالف "إنقاذ الوطن" الذي يتزعمه التيار الصدري الفائز ، على تشكيل حكومة أغلبية وطنية، فيما يصر تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم تكتلات موالية لإيران على أن تكون حكومة توافقية لتعويض خسائره.
تسليح الجيش
ويعاني العراق منذ الغزو الأميركي في 2003 من تسلل الإرهابيين عبر الحدود خاصة المنفذ السوري الذي يرتبط معه عبر صحاري وأودية شاسعة.
وبشأنِ معالجة عملية "الإرادة الصلبة" لوعورة الأمكنة التي يتواجد فيها داعش، يقول الفريق يحيى رسول الناطق باسم مكتب القائد للقوات للمسلحة: "تمكنت قطاعاتنا من تنفيذ عمليات نوعية واستباقية، بواسطة ضربات جوية شنها صقور الجو في أصعب المناطق ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة".
ويوضح ، أن داعش يعمل حاليا بمفارز متنقلة يتراوح عدد من فيها بين 3 و6 أشخاص، مشيرا إلى أن القوات الأمنية بدأت تلمس تعاونا كبيرا معها من المواطنين.
لكن الخبير الاستراتيجي سرمد البياتي يرى أن افتقار الجيش لتجهيزات حديثة يصعّب مهمة القضاء على الإرهاب، مؤكدا أن هناك من لا يريد تجهيز الجيش العراقي بأحدث التقنيات.
ويضرب مثلا بأن "هناك معلومات عن تواجد لداعش في الصحراء الغربية، وقد يكون في قاطع الجزيرة والبادية، ولو كانت الحكومة تمتلك طائرات مسيرة محترفة لخففت المهمة على القوات التي تعمل في الأجواء الجغرافية والمناخية الصعبة".
ويختتم: "العالم تغير، وأغلب الحروب اليوم تبدأ بطائرات احترافية بدلا من المعدات الثقيلة والجهد الكبير الذي يصب على المقاتل العراقي"، ومع إشادته بجهود القوات حذر من "مباغتة داعش الذي ما زال يتحرك ضمن قواطع في المناطق الغربية والشمالية".
باسنيوز