وزير شؤون البيشمركة: وزارة الدفاع تمنع حصولنا على مسيّرات خصصتها أميركا لنا
أشار وزير شؤون البيشمركة، شورش إسماعيل، إلى تحديد حصص لوزارة شؤون البيشمركة في الكليات العسكرية والقوة الجوية والقوات البرية العراقية. لكنه قال إن هناك إعاقة من جانب وزارة الدفاع العراقية تمنع حصول البيشمركة على مسيرات مراقبة خصصتها وزارة الدفاع الأميركية للبيشمركة.
وأكد وزير شؤون البيشمركة، أنه حتى عندما أعلن العراق نهاية داعش والانتصار عليه، كان واضحاً لحكومة إقليم كوردستان ووزارة شؤون البيشمركة أن خطر داعش لا يزال قائماً، ورغم وأن التنظيم هُزم ميدانياً لكنه غير تكتيكه القتالي.
* ظهر داعش مجدداً في روجافاي كوردستان وفي المناطق الكوردستانية خارج إدارة إقليم كوردستان، وينفذ عملياته المسلحة بصورة أكثر نشاطاً. ما هي خططكم لمواجهة هذا الخطر؟
شورش إسماعيل: كان واضحاً لحكومة إقليم كوردستان ووزارة شؤون البيشمركة، حتى عندما أعلن العراق نهاية داعش والانتصار عليه، أن خطر داعش لا يزال قائماً، ورغم أن التنظيم هُزم ميدانياً فإنه غير تاكتيكه القتالي. ما يعني أن خطر داعش باق حالياً وإلى مستقبل بعيد وسيظل تهديداً لإقليم كوردستان والعراق بصورة عامة. لهذا فإن بيشمركة كوردستان مستعدة من هذا الجانب، وهي على استعداد حالياً ومستقبلاً لمواجهة كل الأخطار وخاصة خطر فصيل داعش الإرهابي. الذي حدث في الأيام الأخيرة في روجافاي كوردستان هو تذكير للجميع من الذين كانوا يقللون من شأن خطر داعش يخبرهم بأن خطر داعش مستمر وهذا يستدعي التعاون والشراكة الميدانيين في مواجهة هذا الخطر الكبير بنجاح. الطريق الصحيح هو أن تكون اتصالاتنا مع العراق في مستوى جيد وعال لنتمكن معاً من حماية أرواح مواطنينا وممتلكاتهم.
* وهل بلغتم هذا المستوى؟
شورش إسماعيل: أجل. حتى إن لم يكن بنسبة 100%، فإن هناك رؤية واضحة لدى وزارة الدفاع العراقية. كذلك جهود حكومة إقليم كوردستان توضح وجوب أن تكون العلاقات مع الحكومة العراقية في مستويات جيدة للغاية، واتخذت وزارة شؤون البيشمركة خطوات كثيرة للبلوغ بدرجات الثقة بين الوزارة والجيش العراقي مستويات جيدة. في الفترة الأخيرة، أثبت تصاعد وتيرة نشاطات داعش الإرهابية ضد إقليم كوردستان وقوات البيشمركة، أن علاقاتنا يجب أن تكون في مستوى أفضل. بعد ذلك، قامت المحاور والألوية التابعة لوزارة شؤون البيشمركة ووحدات 70 و80 بتمشيط كل المناطق التي توصف بمناطق الفراغ الأمني واستطاعت القضاء على كثير من المخابئ والملاجئ والكهوف التي كان داعش يستخدمها منطلقاً لعملياته الإرهابية في تلك المناطق، والآن توجد علاقات تبعث على الارتياح بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في تلك المناطق ويمكنني القول إن الجانبين ينفذان عمليات مشتركة. كانت هناك عمليات سابقة ونأمل أن تكون هناك عمليات مشتركة أكبر مستقبلاً. يسرني أن أقول إن التحالف له دور مؤثر في هذا الميدان على العراق والجيش العراقي وعلى الأطراف الأخرى لتبقى هذه العلاقات في مستوى عالٍ وجيد.
* اليوم هو 26 كانون الثاني، هل تستطيع طمأنة أهالي إقليم كوردستان إلى عدم وجود نواقص من حيث الأسلحة واللوازم اللوجستية في محاور المواجهة مع داعش؟
شورش إسماعيل: أستطيع طمأنتهم في هذا السياق إلى أنه تم توفير الجزء الأكبر من احتياجات البيشمركة من النواحي العسكرية واللوجستية وقد بلغنا المستوى المطلوب. معنويات البيشمركة عالية والخنادق محصنة بنسبة 95%، وكانت لي زيارة صحبة رئاسة الأركان وكبار الضباط إلى الخنادق والمواقع في كل المحاور. تم حل نقاط الضعف، وما يتعلق بالقيادات في ميادين المواجهة، كانت لنا اجتماعات مع هذه القيادات التي عندها خبرة في مجال التصدي والمواجهة. لكن هذا لا ينفي وجود نواقص أو أنه كان هناك تقصير، وأنا واثق أن البيشمركة وقياداتهم عازمون على خوض هذه الحرب الآن وفي المستقبل في سبيل حماية أمن إقليم كوردستان وأرض كوردستان.
* هل تلقيتم في الفترة الأخيرة أي أسلحة ولوازم لوجستية من وزارة الدفاع العراقية؟
شورش إسماعيل: المرحلة الأولى كانت لمد جسور العلاقة وبناء الثقة بين الجانبين، ومنذ أن توليت وزارة شؤون البيشمركة وقبل ذلك، لم توفر وزارة الدفاع العراقية أبسط المستلزمات لوزارة شؤون البيشمركة. لكن في الفترة الأخيرة، قطعنا مرحلة جيدة وعززنا تعاوننا وعلاقاتنا وبلغنا بها مستوى جيداً وتم تحديد حصص لوزارة شؤون البيشمركة في الكليات العسكرية والقوة الجوية والقوات البرية، وفي زيارته الأخيرة إلى مخمور وأربيل والمواقع المتقدمة المشتركة للبيشمركة والجيش العراقي، تعهد السيد مصطفى الكاظمي بتوفير كاميرات حرارية للبيشمركة ووزارة الدفاع العراقية، وفي الأيام الأخيرة تم تزويد وزارة شؤون البيشمركة بنصف الكمية التي تم توفيرها لوزارة الدفاع العراقية، وهذا يستحق الثناء على وزارة الدفاع العراقية والسيد رئيس الوزراء.
* هل تم تزويدكم بأسلحة وعتاد؟
شورش إسماعيل: لم نتلق أي أسلحة وأعتدة، لكن المستوى الجيد من العلاقة بيننا وبين الجيش العراقي ووزارة الدفاع، وجهود حكومة إقليم كوردستان التي تعمل بإرادة قوية لبناء علاقات طبيعية وجيدة وصحيحة مع الحكومة الاتحادية العراقية، يمكن أن تؤدي مستقبلاً إلى تزويد وزارة شؤون البيشمركة بحصتها من اللوازم والمعدات التي يتم توفيرها للجيش العراقي.
* كان مقرراً أن تزود أميركا قوات البيشمركة بمسيرات مراقبة، وكان هذا وارداً في مشروع قانون تمويل وزارة الدفاع الأميركية للعام 2022. هل تسلمت البيشمركة هذه المسيرات؟
شورش إسماعيل: لم نتلق شيئاً من هذا حتى الآن. هناك إعاقة من جانب وزارة الدفاع العراقية. للأسف العقلية الشوفينية الموجودة في بعض المؤسسات الاتحادية هي المانع. هذا عادي جداً، فهذه المسيرات هي للمراقبة وليست مسيرات قتالية. كستراتيجية، نحن لا نفكر حتى في أحلامنا أن ندخل يوماً من الأيام في حرب ضد الجيش العراقي والحكومة العراقية. كما أن هذه المسيرات لن تغير موازين القوى، وليست أسلحة ستراتيجية تشكل خطراً على أي طرف.
* ما هي قدرات هذه المسيرات؟
شورش إسماعيل: هي مجرد عيون في الجو، تراقب ليل نهار مدى وجغرافيا محددة، للكشف عن كل التحركات والأجسام الغريبة التي تظهر في تلك المنطقة. سواء كانت قوات مسلحة أو تحركات مشبوهة. شكلنا أربعة مراكز تنسيق في خانقين وكركوك ومخمور والمنطقة الخضراء بنينوى، نقوم من خلالها بتيادل هذه البيانات، وهي ليست معلومات خاصة للبيشمركة بل هي لخدمة العمل المشترك بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة.
* من الذي يمنع وصولها؟ هل هي وزارة الدفاع أو جهة سياسية تؤثر عليها أو مجموعة من العاملين في الوزارة؟
شورش إسماعيل: نحن نرى في تلك المؤسسات أشخاصاً تم دسهم فيها لا يؤمنون بالفدرالية وربما لا يؤمنون بالدستور أيضاً. السيد جمعة عناد وزير الدفاع العراقي إيجابي جداً ومتعاون وربما بذل بنفسه جهداً مباشراً في هذا المجال، وأن من الطبيعي جداً أن يحصل البيشمركة على هذه (المسيرات). لكن الأمر كله ليس مرتبطاً بالاعتقاد الشوفيني الذي تكون في بعض مفاصل المؤسسات العراقية، فهناك أيضاً الروتين القاتل الذي يسود كل مؤسسات البلد. نحن نتطلع، وجرى العمل على رفع تلك العقبات ليكون لقوات البيشمركة هذه العيون في الجو.
حاورته شبكة روداو الأعلامية