الدواء الكوردي لعلاج صواريخ الحوثيين
مدحي المندلاوي
اكتب هذه السطور ورئيس وزراء إقليم كوردستان، السيد مسرور البارزاني في زيارة الى دولة الإمارات العربية المتحدة. ووفق البيان الصادر من مكتب رئيس الوزراء فإنه سيبحث مع الأخوة الإماراتيين "مستجدات الأوضاع ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودولياً، ومناقشة سبل تعزيز العلاقات التي تربط إقليم كوردستان مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة الى التنسيق والتعاون المشترك وآليات تطويره في شتى المجالات".
لا شك ان دول الخليج استطاعت خلال العقود الخمسة الأخيرة ان تلحق بالركب العالمي، وتحقق نجاحات واعدة في شتى المجالات، حتى ان دبي باتت ترنو الى الفضاء الخارجي. وخلال هذه العقود لم تنس دول الخليج هاجسها الأمني، وسخرت جزءا هائلا من مداخيلها لشراء الأسلحة لتصبح واحدة من أهم زبائن مصانع الأسلحة الحديثة التي تنتجها الشركات الأميركية والغربية بشكل عام، خصوصاً وان هذه الدول تواجه خصما تأريخيا عنيدا على بعد خطوات منها، يعمل بخبث ودهاء لتصدير ثورته، ويتدخل بشكل دائم في شؤونها الداخلية .
أمام هذا الواقع عملت دول الخليج على مهادنة هذا العدو، والتعايش معه، للخروج من خلال هذه المواجهة بأقل الأضرار. ولكنها، وفي المقابل لم تفكر بكيفية محاصرة هذا العدو مثلما يحاصرها، وتعيد له الصاع صاعين، بحيث تلجمه في عقر داره، وتشل حركته.
ايران دولة مفككة من الداخل، نصف سكانها يعيشون تحت خط الفقر، وتنوء تحت مشاكل عرقية ومذهبية كثيرة. مصادرها المالية لا تُقارن ابدا مع الثروات والعائدات الهائلة لدول الخليج. لذلك فانها لا تواجه هذه الدول بصورة مباشرة، بل تفعل ذلك من خلال وكلائها في المنطقة العربية، بل باتت اليوم تحاصر هذه الدول في عقر دارها، ووضعتها بين خيارين لا يمكن القبول بأي منهما، فإما القبول بحزب الله آخر على خاصرتها، وفي بلد غني وستراتيجي مثل اليمن، أو نشر الخوف وحالة عدم الاطمئنان، وفلتان أمني لهروب أصحاب رؤوس الأموال والسياح منها .
أنا هنا اسأل سؤالاً بسيطاً وساذجاً، تُرى ماذا لو ساعدت دول الخليج الكورد بالشكل الذي تساعد فيه إيران حزب الله وأنصار الله والميليشيات في العراق؟.
ماذا لو ساعدت دول الخليج مشروع مسعود بارزاني لإقامة كيان كوردي مستقل، ألم تكن قد أشعلت حريقاً مدمراً في قلب النظام الإيراني والتركي معاً، بحيث كانت هذه الصواريخ والمسيرات تسقط في مطار ( مهراباد ) بدلا من أبو ظبي؟!
عندما أعلن الكورد العراقيون عن مجرد استفتاء لمعرفة رأي شعبهم، سارع الخليجيون لإعلان رفضهم للاستفتاء في وقت كانت مصالحهم تقتضي الوقوف الى جانب الشعب الكوردي. وها هو الشعب الكوردي في إيران يخوض غمار نضال دموي للحصول على ابسط مقومات المواطنة، وهم يحتاجون حتى الى كسيرة الخبز ، فأين هم الأخوة الخليجيون من كل هذا؟.
نحن لا نريد ان تستعمل دول الخليج القضية الكوردية كورقة ضغط، انما كشركاء حقيقيين يشاركون في رسم صورة لمستقبل المنطقة، وحلفاء صادقون يدافعون عن مصالح أصدقائهم، ومن ساعدهم في أوقات الحاجة والشدة .
رئيس الوزراء الكوردي اليوم في الإمارات، وبإمكان الأخوة الخليجيين بناء علاقات راسخة وقوية مع شعب جبلي شجاع، يواجه هو أيضاً صواريخ ومسيًرات الميليشات، وضغوطات وكلاء ايران في المنطقة.
روداو