أرتال عسكرية تتوجه لطرابلس.. إخوان ليبيا يجهزون ورقة التفاوض
توجهت أرتال عسكرية بكامل عتادها إلى العاصمة الليبية طرابلس، الأحد، قادمة من مدينة مصراتة غربي البلاد، معقل ميليشيات تنظيم الإخوان الإرهابي، وسط أجواء تتحفز فيها الميليشيات لتوسيع سيطرتها تحسبًا لتشكيل حكومة جديدة.
وقال شهود عيان، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنه تم رصد دخول دبابات وآليات عسكرية ثقيلة انطلقت من مصراتة، ومرت على مدينة الخمس ومن ثم طرابلس.
وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لسيارات نقل تقل دبابات ومدافع وحاويات بها أسلحة وذخائر، واستقرت في معسكرات تابعة لميليشيات إخوانية بالعاصمة.
وعقد قادة الميليشيات في طرابلس اجتماعات مكثفة على مدار اليومين الماضيين، وسط تكهنات بأن هناك اشتباكات مسلحة مع الميليشيات المعارضة لهم في طريقها للاندلاع.
وكان على رأس المجتمعين آمر مليشيا جهاز دعم الاستقرار غنيوة الككلي وآمر مليشيا كتيبة النواصي ومصطفى قدور وقياديون من ميليشيا ثوار طرابلس.
وانتشرت حالة فوضى وسط العاصمة منذ أيام نتيجة اندلاع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة قرب ميناء طرابلس وميدان الشهداء "الساحة الخضراء سابقًا" بين ميليشيات، وقالت وزارة الداخلية إنها "خارج السيطرة".
وتحمل التحركات الميليشياوية نذر حرب جديدة، وتشارك فيها جماعات "البقرة" و"الردع" و"غنيوة" و"444" و"ثوار طرابلس" و"الكتيبة 301" و"جهاز دعم الاستقرار"، حيث إنها قبل وبعد إعلان تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة 24 ديسمبر المنصرم تدخل في اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة مع بعضها، للسيطرة على المناطق الحيوية في العاصمة.
ورقة تفاوض مع الحكومة
وأرجع الخبير العسكري الليبي، طه البشير، في حديثه لـ"سكاي نيوز عربية"، سبب هذا الحشد واجتماع قادة الميليشيات إلى احتمال التجهيز لفصل جديد من الأزمات التي تنوي الميليشيات إشعالها في العاصمة، خاصة أن الاشتباكات الأخيرة حملت طابع توسيع النفوذ واستعراض القوى.
ووفق البشير، فإن ميليشيات طرابلس تستغل حالة الفوضى التي تشهدها البلاد في ظل الأنباء عن نية البرلمان تشكيل حكومة جديدة.
وأضاف البشير أنه بالرجوع للوراء نجد أن مثل هذه التحركات تكون دائمًا قبل تشكيل حكومة جديدة؛ فكل ميليشيا تسعى للسيطرة على منشأة حيوية بنية التفاوض بها مع الحكومة لضمان الحصول على مرتبات شهرية لمنتسبيها.
والاشتباكات الأخيرة التي اندلعت بين ميليشيات النواصي والردع أظهرت ذلك، بحسب المحلل الليبي، حيث إنه من المعروف أن ميناء طرابلس خاضع لسيطرة النواصي، فلماذا الآن تهاجمهم مليشيات الردع وتريد السيطرة عليه؟
سرت محل طرابلس
وتوقع أنه لو استمرت هذه الميليشيات طليقة فإنه "لا محالة أن أي حكومة جديدة تأتي ستكون خاضعة لرغبات الميليشيات في طرابلس، والكل شاهد كيف كانت تتعامل مع حكومة الدبيبة ووصل الأمر للتعطيل العملي أحيانًا، واقتحموا المؤسسات، وهددوا شخصيات مهمة في الحكومة".
كما أعاد أحد أسباب تحكم الميليشيات في الحكومة إلى أن "الجميع من البداية دعا إلى أن تتخذ الحكومة من مدينة سرت مقرًا لها، فهي المدينة الأنسب لذلك، لكن في النهاية صمم الدبيبة على طرابلس ووقع فريسة للميليشيات".