لماذا أخذوا عيون ليلى ؟
وليد حاج عبدالقادر
عندما ينشطر الوعي ذاتيا فيزيح منها حالة الكمون الملتبس وكرعب استبدادي فيختلق اﻷمر على من انشطر فيه وعيه ويتكلس فيه روحية اﻹستبداد كنزعة مع هيمنة ايديولوجيته ، وحينها حتى مبضع اكبر جراح سيصعب عليه الفصل بين تلك الذات الملتبسة والقراءة الممجة إن للحدث أو حتى تقريبها ، ولحظتها سندرك جميعا بأن اتفه الأمور وأقذرها هي الشماتة ، نعم الشماتة بحروفها القذرة وهي سمة لا يمارسها إلا من كان قد تراكمت فيه عقده النفسية فتطفح في المحيط بكلّ ما تحتويه هذه الحروف من نتانة .
تلك الشماتة التي تدعم وأنت تقف أمام هول قتل أو موت أو لنسمها ما شئنا من مصائب ، هي هذه السلوكيات التي نهت عنها كافة الشرائع السماويّة منها والوضعية وفي السير الشعبية الكوردية ينظر دائما للإنسان والثعبان كعدوين شديدين يجب أن يسبق أحدهما الآخر قتلا أو عضا ومع هذا قال الكورد الأولون .. / ماري نه كوزا دما كو آفي فه دوخي / .. لاتقتل الحيّة وهي تشرب الماء . قد ير بعضهم في هروبهم من تقية الضمير امرا سهلا كما مصير أناس قد يرونهم مجرد قلة من البشر امام الألوف الذين قدموهم كقرابين وهم شهداء بحكم الضمير قبل أي شيء ! نعم ! ولكنها ذات تقية الضمير التي يتهربون منها مستخدمين شماعة وحدة الموقف والمصير ؟ وهنا سيتساءل ساذج مثلي : وبأية مصداقية ؟! ستفرضونها حتى لا أقول تروجونها خردتكم القديمة والمستهلكة ؟! ومنذ متى كانت تهمكم في الاساس هكذا طوباويات ؟ .. أنتم تعلمون وباليقين أدق التفاصيل عن كل من اغتيل ، ولا استغرب ان تكون عندكم كامل التفاصيل الدقيقة أيضا عن كل القتلة المجرمين ، وهكذا عن مصير الذين اختطفتموهم ولا يستبعد كامل معرفتكم بفرق الإعدام التي ما قلت ولن تختلف عن فرق الطورانيين وذئابهم الرمادية .. الجرأة هي في الإقرار والإلتزام الحقيقي بثقافة الإعتذار وثقوا : لا جريمة كاملة وقد ثبت انه : حتى قطرات المطر تزيح السر عن اقذر الجرائم .
في عز تناقضنا مع PKK كنا ندين ممارسات الجونتا التركية وفي قمة صراعنا معهم لانزال نطالب بالحرية لأوجلان الذي منع عنه الزيارة لمرات عديدة حيث ولعوا الدنيا بها ونحن : ألا يحق لنا ان نطالب بمصير ناسنا بعد هذه السنين الطويلة ؟ . عبدالله أوجلان ! نعم هو أيضا بشر وابن ام واب وبالنسبة لنا أصغر عضو حزبي خطف واعتقل بسبب قناعاته قامته لاتقل عن قامة اي مناضل آخر ، فلو اطلق الأبارثيد سراح مانديلا بعد اسبوع ، شهر ، خمسة سنين ! من يدري ماالذي كان سيجري ! الرجولة والقوة لا في الخطف والتبجح ؟بقدر ماهي الجرأة في قول الحقيقة ولو لمرة واحدة ، سأذكركم بإيران ومناورتها بخصوص الطائرة الاوكرانية التي انكبوها ..
إن مشيتم نظرية مسؤولكم الأمني على ربعكم حول مسؤولية الشعب عن كبرى جرائم ارهاب داعش في قامشلو ، فهنا نظريتكم جاءت على شونا ! . أفيدونا بالحقيقة لأنها ستكشف عن ذاتها بذاتها قريبا . وما يبعث على سخرية ممضة ؟! أن يتقدم واحد من ( الكتاب ) إياهم ! والذين يحملون بيدهم اليمنى أقلاما بأخمص طي وفي يديهم اليسرى قيود ( كلبجات ) ، مثل هؤلاء صباحا يحاضرون في سماواتنا وكمثال يمدحون السيد هيثم مناع / مع اني احترمه سخصيا / فأقله يؤمن هو بوطن اسمه كوردستان ! وإلى هنا قد يبدو الأمر عاديا ! ولكن ؟ او ليس الأهم هو ان تكونوا انتم تؤمنون بذات الوطن الذي اسمه كوردستان .
إن الرهان كذهنية متحورة في سايكولوجية حاملها والمتحولة الى الإرتهان وهي عودة مسلية الى ذات لعبة الكراسي الموسيقية ! والتي تهدف في الأصل الى نسف كل التفاهمات حتى ما قبل انتهاء الترامبية ؟ ومرحلة انتقال السلطة ! يظن بعضهم وبكل ثقة بأن خيار استمرار الهيمنة السردمية ستطول ؟ لابل ان بعضهم وهذا هو الاهم ظن بان استقالة الممثل الامريكي في المتطقة سيخلق خللا كبيرا يستطيع هو التسلل منها و : نسف كل شيء ! اولم يكن هو بذاته الواجهة في كل الاتفاقات ؟ أو ليس هو صاحب تلك الشعبوية ونظرية استهداف القضايا الأساس لنسف جوهر الأشياء ؟ أن تكون سياسي هو شيء وعنصر امن وبلسان ؟ فهي حكما ذات المنطق الذي يتضخم فيه الأنا الذاتية الى درجة ان يصدق بعضهم بان - هفال .. - تدخل لصالح بايدن وتخوف انصار ترامب من ان يزحفوا بقواتهم نصرة لبايدن وطرد ترامب ومشاغبيه .
إن التناقض الفكري الذاتوي - البنيوي هو نتاج عدم استقرار سايكولوجي قد تتطور الى ظاهرة جمعية ، هذا التناقض وكظاهرة مرضية تدفع بحاملي فايروسها في قراءة الاحداث وسلسلتها خبط عشواء ، فيصبح اللسان الجمعي كناطق مجسد في هيكلية - زعيم / قائد - وبسبابته للمحيط يؤشر وكمثال اتمنى من يرى أي صعود او توجه حتى لا نقول نضال ذي خاصية كوردية ومن جديد لا قرفا بالديمقراطية بل تخوفا منا حتى ولو بزعم نطقها للكوردستانية ! لنقرأ سوية بعض نماذج من - زخرفات المنظومة المافوق فكرية :
تف - دم حركة المجتمع الديمقراطي لقناة روسيا اليوم ردا على تصريحات وزير خارجية النظام المقداد : - تصريحات المقداد إيجابية وما قاله إيجابي ونتمنى أن تتفعل قنوات الاتصال وتصل إلى نتائج عملية.
- حركة المجتمع : عملنا منذ بداية الأزمة للحفاظ على وحدة سوريا ومصرون على ذلك وقمنا بواجبنا الوطني في حماية وحدة سوريا والوقوف في وجه الإرهاب والاحتلال التركي . وهنا ألا يحق لنا طرح سؤال هام ؟ وذلك ردا على تصريحات جميل بايق الفرماندار ؟ :
- السيد جميل بايق يقول بأنهم سيفشلون المحور الذي يبنى لاستهداف إيران .
- وأيضا سؤال ملحق : لماذا وبسرعة البرق وعلى قناة روسيا اليوم حركة المجتمع الديمقراطي ردت على تصريحات فيصل المقداد وباسهاب واسع يحمل عناوين مفصلية للشكل المتوقع من التفاهمات البينية و ... أين هي الإدارة والسلطات الذاتية وبصراحة ما راح اذكر الحلفاء أيضا ؟
والأمر الأبدع في متواليات - إبداعات - الفكرو/ تشكيلية وان كانت متناقضة حتى العظم و - شو عليه وان تناقضت حتى الصميم وكمثال :
- المتحدث باسم الوحدات الكوردية لـRT : نواجه مخططا لتقسيم سوريا ونحن مع الحوار . والآن هل سيكون من حقنا أن نفهم ! لماذا تصر حركة المجتمع الديمقراطي مثلما تصرفت في الشأن العسكري ان تتملك حق التفاوض مع النظام ؟ وما دور الحركة القومية الكوردية في سوريا ؟ اتمنى الا يعاود علي المنضوون تحت غطائهم ؟! لأن م س د والاتحاد الديمقراطي و تف - دم وكل جهابذتها يصرخون بأنهم لا مشروع قومي لهم ! من حقي إذن ألا أراهم ممثلين عن الحق والقضية الكوردية في سوريا .. قرار التفاوض والاتفاقيات في الأعراف السياسية تمثل من او الجهة التي توقعها ، ولكن سيبقى السؤال الأهم والذي ستواجهون به هو : اكشفوا عن خلفيات وحيثيات التفاهمات التي اتفقتم عليها ؟ ام انها كانت وظلت من ملحقات التفاهمات الاولية وكجزء من منحة نهاية الخدمة ؟ .
وعليه ! كيف تريدوننا ان نفسر تهافت المتهافتين لوحدة موقف الحركة الكوردية في سوريا ؟ وللحق شخصيا أعطي لذاتي الحق في تفسيرها وفق ما اراه انا ولذاتي وذلك في تجسيدها بقصة دائرة الطباشير وقصة الطفل وتلكما الإمرأتين اللتين اختلفتا على من هي الأم الحقيقية وفطنة القاضي الذي رسم دائرة بالطباشير ووضع الطفل في وسطها وطلب من الإمرأتين ان تشد كل واحدة الطفل من يده لتسحبه من الدائرة ، ومن تمكنت من جره صوبها يكون الطفل لها ، فهرعت الأم المزعومة إلى يد الطفل تجره وسط سكون الأخرى ، فسألها القاضي عن سبب سكونها ردت بحشرجة : سيدي القاضي .. دعها تأخذ الطفل لأني أخاف عليه من الشد ان يصاب ولدي بعاهة وليأمر لها القاضي بالطفل ! والآن يا سادة ! أفلا يحق لنا ووفق المثل الشعبي القائل ( تهنا وسنتوه بين حانا ومانا ) ! بين KNK الذي يذكرني بمفاوضات الأسد وابنه وقضية توسيع الجبهة الوطنية ومن ثم تشكيله لجان يرأسها كان حينا صفوان قدسي وحينا المشارقة ووو كانت الطاسة تضيع وتضيع و ... لكن ؟ ثقوا : انا لا أعني بالطفل المجلس الوطني الكوردي ؟ بل القضية الكوردية في سوريا وبالنهاية يا جماعة : حتى هذه حولها بعضهم إلى جرجرة واجندات و .. ؟! .
إن ممارسات PYD بالجملة وكل تهديدات اردوغان وزعبراته لا تشكل حرفا في خطورته لتصريح بايق الأخير واصطفافه بالضد من الحلف لمواجهة ايران . ولعل خير مسك لكل هذه الأفكار ولضبط وسلاسة تماسكها هو تصريح السيد آلدار خليل في بداية سنة ٢٠٢١ هي سنة تحرير عفرين ، والله اتمناها من كل قلبي وإن كان الأرق سيظل مهيمنا على تفكيري هل هذا التاريخ هو هجري أم ميلادي .
وخير ختام هنا هو : هل التساؤل مع أم الشهيدة ليلى قاسم التي اعدمت في بغداد سنة 1975 مع كوكبة من رفاقها الأبطال في بغداد ( لماذا أخذوا عيون ليلى ؟) محق أم أن هذه الجملة التي ظلت ترددها أم الشهيدة والمدمية للقلب وأن كل حرف منها منبعها قلب أم ثكلى ولكنها عرفت كيف تربي ؟! .. نعم ! هم أخذوا عينيها لكي لاترى ما نراه وسنراه لابل لعلها تخلق الرعب الكافي كي لانرى ما نعيشه الآن ؟ .. وكل هذا الكلام الإنشائي ليس هو بيت القصيد ؟ بقدر كارثة الجواب الصادق على سؤال حاسم ؟ لماذا كل هذه التضحيات الجسام لشعبنا الكوردي في سوريا ؟! ...
باسنيوز