ما مصير "عين الأسد" و"حرير" بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق؟
قال مسؤولان أمنيان عراقيان، أمس السبت، إن عملية انسحاب القوات القتالية لوحدات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لن تؤثر على وضع قاعدتي "عين الأسد" في محافظة الانبار غربي العراق، و"حرير" في اربيل باقليم كوردستان.
وأعلنت السلطات العراقية، الخميس، التاسع من الشهر الجاري، وبشكل "رسمي" انتهاء المهام القتالية لقوات التحالف الدولي في العراق، وانسحابها من البلاد بعد نحو 7 سنوات من تشكيل التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، عقب اجتياح تنظيم "داعش"، مساحات واسعة من شمال وغربي البلاد عام 2014 .
وقال مسؤول أمني عراقي رفيع في الانبار لوكالة شفق نيوز، إن العمل في "قاعدتي عين الأسد، بمحافظة الانبار، وحرير، في أربيل، سيتواصل ضمن إطار الدعم والتدريب للقوات العراقية بحسب مخرجات الجولة الرابعة من الحوار التي عقدت نهاية تموز الماضي بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي جو بايدن.
وأوضح المسؤول الامني، أن "أي خطط لإغلاق عين الأسد أو إخلاءها من أنشطة التحالف غير واردة، كون القاعدة مرتكز مهم لعمليات الدعم الجوي وتحليل المعلومات وتزويد القوات العراقية بالاستشارات اللازمة والمهمة في الحرب على بقايا داعش".
فيما قال مسؤول آخر، لوكالة شفق نيوز، إن "القاعدة المحصنة، (الواقعة في بلدة البغدادي، 90 كم غربي الرمادي)، ما زالت تحوي منظومة الباتريوت"، مستدركاً أن "مهمة القوات العراقية ستكون هي حماية القاعدة بالكامل، وفقاً للاتفاق، لأن القوات المتبقية استشارية وليست قتالية".
وأشار إلى "خضوع القاعدة بالمجمل لسيطرة قيادة العمليات العراقية، بمعنى أن الجزء المتواجد فيه قوات التحالف هو من ضمن القاعدة الكلية التي تنتشر فيها الفرقة السابعة في الجيش العراقي".
فيما يقول مدير ناحية البغدادي شرحبيل العبيدي، لوكالة شفق نيوز، إن "عناصر قوات التحالف المتواجدين بقاعدة عين الاسد، هي عناصر استشارية فقط، وتعمل على تدريب وتسليح قوات الجيش العراقي، فضلاً على إعداد الخطط الخاصة بعمليات القضاء على تنظيم داعش في الانبار، ولا وجود لقوات قتالية تتبع للتحالف هناك".
وأضاف العبيدي، لوكالة شفق نيوز، إنه "في الوقت الذي دخلت به قوات التحالف الى قاعدة، لمساندة القوات العراقية بالحرب ضد داعش، كان عددهم لا يتجاوز الألف عنصر، ورغم أننا متأكدين من عدم وجود هذا العدد داخل القاعدة الان، إلا أننا لم نرى انسحاب أي عنصر منهم، على أرض الواقع".
وأكد، بالقول "آخر مرة رأينا بها قوات التحالف، كانت قبل أكثر من ستة أشهر، وذلك منذ انسحابهم مواقعهم على الحدود العراقية - السورية، قبل أكثر من ستة أشهر، لينظموا الى من معهم داخل قاعدة عين الاسد، حيث دخلوا آنذاك بأكثر من 70 آلية".
وأكد مسؤول أمني في الناحية، أن "قوات التحالف المتواجدة بالقاعدة، قامت منذ نحو شهرين بتسريح غالبية العمال والمقاولين العراقيين، رغم أنهم سبق وان عملوا هناك بعد استحصالهم موافقة قيادة العمليات المشتركة".
وبين أنه "لم يتبقى من العاملين العراقيين في القاعدة سوى اعداد قليلة جداً، حتى أنهم لا يسمح لهم بالدخول الى القاعدة، ويقتصر عملهم على تأهيل وادامة المناطق المحيطة بالقاعدة".
ويقول مسؤول محلي رفيع في قضاء القائم غربي الانبار والحدودي مع سوريا، أنه "في حال انسحاب قوات التحالف فعلاً، فأن اموراً ايجابية واخرى سلبية ستخلفها عملية الانسحاب".
وأوضح لوكالة شفق نيوز، أن "من اهم ايجابيات انسحاب قوات التحالف، هو التخلص من رعب الصواريخ والطائرات المسيرة المتبادلة بين التحالف والفصائل الموالية لإيران، والتي تثير فزع السكان هناك، وهذا ما دفع بالعديد من العوائل الى هجرة مناطقهم".
والاربعاء (8 كانون الاول 2012)، صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لن تكون هناك قوات أمريكية تقوم بمهام قتالية في العراق بعد 31 كانون الأول/ ديسمبر 2021.
وفي وقت سابق، أكدت قيادة العمليات المشتركة العراقية، عدم وجود نية لتأجيل موعد انسحاب القوات القتالية الأمريكية من اراضي البلاد.
واتفق العراق والولايات المتحدة الأمريكية في شهر تموز الماضي على انسحاب جميع القوات الأمريكية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الحالي.
وتهدد فصائل شيعية مسلحة بشن "معارك حاسمة" ليلة الحادي والثلاثين من الشهر المقبل في حال عدم انسحاب القوات الامريكية من البلاد التي دخلتها في العام 2003.
شفق نيوز