أمر دبر بليل..عن احداث ملعب اربيل اتحدث
معد فياض
لو كان ما حدث في ملعب فرانسوا حريري في أربيل، مساء السبت 4 كانون الأول 2021، خلال مباراة ناديي الشرطة وأربيل لكرة القدم، وما قيل عن قيام أحد مشجعي نادي أربيل بالإساءة للعلم العراقي، فإن الموضوع مرفوض تماماً، كما هو مرفوض فيما لو قام مشجع لأي نادٍ عراقي بالإساءة لعلم إقليم كوردستان. العلم ليس مجرد قطعة قماش تمثل جهة ما، بل هو رمز لدولة ولإقليم ولجماعات، ومواد الدستور العراقي تعاقب أي شخص يسيء للعلم العراقي أو لعلم إقليم كوردستان كونه يشكل إساءة مقصودة لشعب ولتضحياته ولرمز وجوده وفخره. قبل أكثر من أسبوع أساء أحد المندسين في تظاهرات الطلبة في مدينة السليمانية لعلم إقليم كوردستان، ونقول من المندسين لأننا على يقين بأن أي مواطن كوردي لا يسيء لعلم إقليمه الذي يرمز إلى تضحيات آبائه وأجداده وثورتهم المجيدة، لهذا قابل الإعلام والكورد هذا التصرف بردود غاضبة كونه يشكل إساءة لكل الكورد وليس للسلطات في السليمانية أو للأحزاب السياسية الكوردية. نعود إلى حادثة ملعب فرانسوا حريري التي أوضح ملابساتها محافظ أربيل، أوميد خوشناو، خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الأحد، 5 كانون الثاني 2021، قائلاً "إن الشجار الذي دار أمس في ملعب فرانسو حريري بين جماهير نادي أربيل مع نادي الشرطة لم يسفر عن مقتل أي شخص، مشيراً إلى أن الشجار لا يتعلّق بالعلم العراقي".
مشدداً على انه "لم يتم الاستخفاف بالعلم العراقي أو علم إقليم كوردستان بأي شكل من الأشكال". محافظ أربيل أكد "نحن كنا حاضرين في الملعب، قام عدد من مشجعي نادي الشرطة بكسر بعض مقاعد الملعب، وهذا يحدث في البلدان المتقدمة أيضاً وهو شيء مألوف في كرة القدم، ما حدث لا يتعلق بالسياسة بأي شكل ولا بأربيل ولا بالعلم العراقي".
ونحن على يقين بأن محافظ أربيل لم ينحاز إلى أية جهة خاصة في موضوع الإساءة أو محاولة الإساءة لعلم العراق الفيدرالي الذي يعتبر إقليم كوردستان جزءاً لا يتجزأ منه، وانه (المحافظ) لا يريد لملمة الموضوع بهذه الطريقة، ولو حدث وأسيء للعلم العراقي لكانت الجهات المسؤولة في إقليم كوردستان قد حققت في الموضوع وأحالت المسيئين إلى الجهات المختصة. إنه مجرد شجار يحدث عادة ودائماً بين جماهير المشجعين لهذا النادي أو ذاك، هذا ما يحدث في أرقى دول العالم، حيث تتحطم كراسي أو بعض منشآت الملاعب، والاكثر من هذا تقع معارك يروح ضحيتها بعض الاشخاص، وهذا لم يحدث ونتمنى ان لا يحدث على الاطلاق في ملاعبنا في جميع أنحاء العراق وضمنها إقليم كوردستان. لكننا لا نستبعد، بل نحن نضع احتمالية المندسين في مقدمة مجريات الاحداث، ومثلما أساء مندسون من وراء الحدود لعلم إقليم كوردستان في السليمانية، فنحن نضع هذا السيناريو قيد النقاش الجاد، ولا نستبعد وجود مندسين بين الجمهور، ربما يكونوا من الكورد أو العرب أو من أية جهة سياسية خارجية، أو يكون هذا المندس أو ذاك من أحد الأحزاب السياسية التي لا تريد الخير للعراق والعراقيين وتسعى للتفريق بين أبناء الوطن الواحد خاصة وان أزمة نتائج الانتخابات ومخططات التحالف بين الأحزاب تستعر على الساحة السياسية العراقية، وهذه الأحزاب تريد الاستفادة من أي أزمة أو مشكلة لتجعل من الحبة قبة، مثلما يقال، وتصب المزيد من الزيت على النار.
محافظ أربيل، أوميد خوشناو، الذي ينحدر من السلطة الرابعة وهو يتمتع بخلفية إعلامية جيدة، وضع يده على المشكلة عندما قال في مؤتمره الصحفي "تم تحريف الموضوع عن مساره، ونشرت بعض القنوات التلفزيونية أنباء عن سقوط قتلى في الشجار، لكننا ننفي ذلك، يمكن أن يكون بعض الأشخاص قد تعرضوا للإصابة أو الأضرار، لكن ذلك لم يقع في صفوف نادي الشرطة فقط، بل في صفوف الطرفين".
ولنا أن نتساءل هنا وبصورة مشروعة، المباراة بين ناديين وليس دولتين، ويجدر بمشجعي الناديين ان يرفعوا ويلوحوا بشعاري الناديين وليس العلم العراقي الفيدرالي وعلم إقليم كوردستان، وهذا الموضوع يجب ان يطبق على كل المباريات بين النوادي طالما هذا الموضوع يشكل حساسية بين العرب والكورد، وأقترح هنا ان تصدر الجهات الرياضية المسؤولة تعليمات بهذا الشأن، وهذا الموضوع معمول به في جميع الدول المتقدمة.
ونسأل أيضاً هل شاهدنا علم إقليم كوردستان يرفرف بأيدي مشجعي نوادي إقليم كوردستان في ملاعب بغداد أو البصرة أو ذي قار أو غيرها من مدن العراق. لا أدافع هنا عن إقليم كوردستان عندما نؤشر بعض الحقائق، وابرزها ان علم العراق الفيدرالي موضع اهتمام في جميع مدن إقليم كوردستان، ويرفع فوق الدوائر الرسمية في أربيل والسليمانية ودهوك إلى جانب علم إقليم كوردستان، كما يوضع في الواجهة، إلى جانب علم الإقليم، في المؤتمرات الصحفية أو الندوات النقاشية أو خلال استقبل الوفود الرسمية في الإقليم، بل ان علم العراق الفيدرالي موجود إلى جانب علم الإقليم في كل مكاتب المسؤولين في رئاسة وحكومة وبرلمان إقليم كوردستان يضاف إلى هذا ان المعاملة الطيبة والكريمة التي يبديها الكورد، كشعب ومسؤولين، للعراقيين في جميع الدوائر الرسمية وفي الحياة العامة، وعدم حدوث أي تماس أو إساءة لاي عراقي في أي من مدن إقليم كوردستان تؤكد احترامهم للعراق وللعراقيين وللعلم العراقي الفيدرالي. ختاماً نقول ان الرياضة تعني المحبة والتسامح والاندماج بين الشعوب فكيف بين ابناء الوطن الواحد، وان حادث الإساءة إلى العلم العراقي الفيدرالي، ان كانت قد حدثت، فهي نتيجة تخطيط مسبق من مندسين لا يريدون الخير للعراق والعراقيين بجميع طوائفهم، وهو أمر دبر بليل ولا بد من مواجهته بقوة وبشفافية وان يتم تجاوز الموضوع لغلق الابواب امام المخربين.
روداو