• Friday, 27 December 2024
logo

كيف سيتعامل العالم مع الآثار النفسية طويلة المدى

كيف سيتعامل العالم مع الآثار النفسية طويلة المدى

حل اليوم العالمي للصحة النفسية، الأحد 10 تشرين الأول/أكتوبر، متزامنا مع مرحلة، يتعافى فيها جسد العالم وعقله أيضا، من تداعيات وباء لعين، لم يقتصر أذاه على المرض العضوي والموت، وإنما طال الصحة النفسية لملايين البشر، على إمتداد الكرة الأرضية، ولإن كان وباء كورونا في طريقه إلى الرحيل، فإن الندوب التي تركها في نفوس كثيرين، في أنحاء العالم لم تنته بعد، بين حالات قلق واكتئاب، قد تحتاج وقتا طويلا، ليبرأ أصحابها منها.
وتتحدث منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها على الإنترنت، عن إحيائها ليوم الصحة النفسية هذا العام، تحت شعار"الرعاية الصحية النفسية للجميع: لنجعل هذا الشعار واقعاً!"، فتقول إن جائحة كوفيد-19 كان لها أثرها الفادح، على الصحة النفسية للناس.
وتشير المنظمة، إلى تضرر بعض الفئات منها بشكل خاص، وبينهم العاملون في الرعاية الصحية، وفي الخطوط الأمامية، والطلاب والأشخاص، الذين يعيشون بمفردهم، وأولئك المصابون بحالات صحية نفسية أصلاً. في حين فاقم تعطل خدمات الصحة النفسية والعصبية، خلال مراحل الإغلاق الطويلة من الأزمة.
القلق والاكتئاب
وفي دراسة تعد الأولى من نوعها، وتقيم تداعيات الوباء دوليا،على اضطرابات الاكتئاب واضطرابات القلق، وتفصلها حسب العمر والجنس والموقع الجغرافي، في 204 دولة ومنطقة في العام 2020، قالت مجلة (لانسيت) الطبية الدولية الجمعة 8 تشرين الأول/ أكتوبر، إن حالات الاكتئاب والقلق، زادت في أنحاء العالم، بأكثر من الربع على مدى العام 2020، وهو العام الذي شهد التفشي الأكبر للوباء.وتظهر نتائج الدراسة التي، التي أعدها باحثون من جامعة (كوينزلاند) في أستراليا، زيادة كبيرة، في حالات اضطرابات الاكتئاب الحاد واضطرابات القلق، بنسبة 28% و26 في المئة على التوالي، وتقول إن هناك زيادة خلال العام 2020، بمعدل 76 مليون حالة لاضطرابات القلق، و53 مليون حالة لاضطرابات الاكتئاب الشديد في العالم، وكلها على صلة بتفشي وباء كوفيد -19.
ومن أبرز ما تكشفه الدراسة، هو أن النساء كن الأكثر تضررا من الذكور، في حين كان الشباب أكثر تضررا من الفئات الأكبر سناً. وتقول المؤلفة المشاركة للدراسة أليز فيراري "أدى وباء كورونا إلى تفاقم العديد من أوجه عدم المساواة القائمة، والمحددات الاجتماعية للأمراض العقلية، وللأسف وللعديد من الأسباب، كانت النساء أكثر عرضة للتأثر بالعواقب الاجتماعية والاقتصادية لهذا الوباء".
وفيما يتعلق بالشباب تقول فيراري "ساهم إغلاق المدارس والقيود الواسعة النطاق التي حدت من قدرة الشباب على التعلم والتفاعل مع أقرانهم، بالإضافة إلى زيادة مخاطر البطالة أيضا في زيادة الضغوط على الصحة العقلية للشباب".
هناك أمل
غير أن الأمر لايبدو قاتما، رغم قسوة ماتوصلت إليه الدراسة من نتائج، فيما يتعلق بتداعيات وباء كوفيد-19، على الصحة النفسية للناس، فالدراسة تؤكد على أن تلك النتائج، تمثل جرس تنبيه للسلطات الصحية في أنحاء العالم، من أجل إيلاء أهمية أكبر لقطاع الصحة النفسية، من أجل التعامل مع تلك التداعيات.
وتقول منظمة الصحة العالمية، على موقعها على الانترنت، إن هناك ثمة مايدعو للتفاؤل، وتضيف أنه وأثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية في أيار/مايو 2021، أقرت الحكومات من جميع أقطار العالم،بالحاجة إلى الارتقاء بنوعية خدمات الصحة النفسية على جميع المستويات. وقد ابتكرت بعض البلدان بالفعل سبلاً جديدة لتقديم رعاية الصحة النفسية لسكانها.
ويجمع الكثير من المختصين، على أن العالم سيجد نفسه أمام تحد آخر أكبر، بعد انحسار وباء كورونا، الذي امتد عبر العامين الماضيين، وهو تحد يتمثل في معالجة الآثار النفسية طويلة المدى، التي ترتبت على الوباء، والتي قد تلازم العديد من الناس، سواء هؤلاء الذين عانوا من فترة الحجز الطويلة داخل بيوتهم، أو الذين كانوا يعانون من مخاوف من الإصابة بالمرض، أو هؤلاء الذين فقدوا أحبتهم بسببه.

Top