• Saturday, 28 December 2024
logo

وزير الموارد المائيةالعراقي الأسبق:دخلنا مرحلة الفقر المائي وتركيا وايران تستثمران الشلل السياسي في العراق

وزير الموارد المائيةالعراقي الأسبق:دخلنا مرحلة الفقر المائي وتركيا وايران تستثمران الشلل السياسي في العراق

أكد وزير الموارد المائية الأسبق، محسن الشمري، أن العراق دخل في مرحلة الفقر المائي، وبات بحاجة الى زيادة التخصيصات المالية وتعديل التشريعات وتعديل اساليب ادارة ملف المياه.

الشمري، قال  إن تركيا وايران "تستثمران الشلل السياسي والانقسامات الحادة في العراق وتتصرفان بشكل فردي لصالحهما على حساب مصلحة العراق في ملف المياه، ولا تخضع سياساتهما داخل حدودها في منابع دجلة والفرات في القانون الدولي".

وأوضح أن "مسألة السدود ليست ضرورة، بل أن الأمر الضروري الان هو تعديل تقنيات الارواء في العراق، والحديث مع تركيا وايران بشكل متوازن، وليست بالطريقة التي أصبحت لا جدوى منها".

* كم برأيك انخفضت ايرادات نهري دجلة والفرات مقارنة بالسابق؟

محسن الشمري: انخفضت ايرادات نهري دجلة الى النصف وربما الى أكثر من النصف من نحو 60 – 70 مليار متر مكعب الى اقل من 40 مليار متر مكعب، وهذا يمثل حد الفقر المائي في العراق. هذا الانخفاض يأتي من ثلاثة أسباب، الأول هو سوء الادارة وعجز التخصيصات، والثاني هو عدم مواكبة التشريعات للتحديات الجديدة التي هي الاحتباس الحراري وتحديات المناخ على مستوى المنطقة والعالم، يضاف الى ذلك السبب الثالث هو سياسة تركيا وايران اللتين تستثمران الشلل السياسي والانقسامات الحادة في العراق وتتصرفان بشكل فردي لصالحهما على حساب مصلحة العراق في ملف المياه، ولا تخضع سياساتهما داخل حدودها في منابع دجلة والفرات في القانون الدولي. هذا الامر طرحته في عام 2014 و2015 و2016 خلال فترة مسؤوليتي للوزارة انه نلجأ الى اتجاهين، الميزان التجاري بين العراق وتركيا، والميزان التجاري بين العراق وايران، من خلال التلويح بالورقة الاقتصادية وندخل المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي في معالجة سلوك تركيا وايران.

* كيف ترى موضوع بناء السدود في العراق وما هي أبرز الاماكن التي يمكن فيها انشاء السدود من أجل التخفيف من قيمة الهدر المائي؟

محسن الشمري: الخارطة المائية في العراق الآن لا تحتاج الى بناء سدود، لأن كميات الخزن داخل العراق هي ليست فائضة وحرجة، نحتاج من كركوك ونينوى والانبار نزولاً الى البصرة الى تعديل تقنيات الارواء وكذلك تعديل التشريعات ومعالجة التلوث الصلب والكيمياوي والفيزيائي والبايولوجي في دجلة والفرات.

* في ضوء المعدلات الحالية لنسبة مياه نهري دجلة والفرات، متى يمكن القول أنها سيجفان؟

محسن الشمري: الجفاف الى نسبة الصفر أمر مستبعد، لكن العراق دخل في الفقر المائي، بسبب سوء الادارة، والاحتباس الحراري والتغير المناخيي، وسياسة ايران وتركيا من طرف واحد. حد الفقر المائي هو 1000 متر مكعب لكل فرد في السنة، لو حسبنا 40 مليار متر مكعب مقسومة على 40 مليون مواطن عراقي معناه اننا دخلنا في حد الفقر المائي في العراق. النمو السكاني في العراق يتزايد، لذا نحتاج الى تنظيم النمو السكاني، اضافة الى زيادة التخصيصات المالية وتعديل التشريعات وتعديل اساليب ادارة ملف المياه.

* في السنوات الماضية شهد العراق كمية امطار جيدة، لكنه لم تتم الاستفادة منها. لو كانت لدينا سدود كافية ألم يكن العراق قد يستفيد من هذه الكميات المائية؟

محسن الشمري: طاقة الخزن في العراق الآن تصل الى 90 – 100 مليار متر مكعب، وأكثر سنة شهدنا فيها الامطار استوعبتها السدود كالثرثار والحبانية ودوكان ودربندخان والموصل، اضافة الى السدود الصغيرة كحمرين والعظيم. مسألة السدود ليست ضرورة، بل أن الأمر الضروري الان هو تعديل تقنيات الارواء في العراق، والحديث مع تركيا وايران بشكل متوازن، وليست بالطريقة التي أصبحت لا جدوى منها. ايران وتركيا لا تسمع من العراق في ملف المياه، العراقيون الان في حالة عجز او شلل تام تجاه هذه القضية. يجب ان يتغير منهج وستراتيجية العراق تجاه هاتين الدولتين الجارتين.

* أي المحافظات في العراق هي الاكثر من حيث تلوث المياه؟

محسن الشمري: تساعدت نسبة الملوثات والمواد الصلبة في مياه نهري دجلة والفرات الداخلة الى العراق الى الضعفين أو الثلاثة، تضرر المحافظات من المياه المتلوثة ينقسم الى قسمين، المستوى الاول هو المتوسط الضرر هي محافظات كركوك والانبار وبغداد وديالى والنجف وكربلاء، والمستوى الثاني الذي يعد شديد التأثر بالتلوث يشمل محافظات بابل والديوانية والمثنى وذي قار وواسط وميسان والبصرة، علما ان محافظات ذي قار وميسان والبصرة هي الاكثر من حيث التضرر بتلوث المياه.

 

 

حاورته شبكة روداو الاعلامية

Top