ضرورة اعداد وتمكين المرأة للعمل السياسي
زينب سندي
تعدّ المشاركة السياسية مؤشراً هاماً يدلّ على مدى ارتقاء الشعب على سلم الديمقراطية، وعلى مدى تقدمه، واستعداده لمواجهة تحديات الحياة بشكل جماعي لا يستثني أيًا من أفراده؛ وذلك لارتباط المشاركة السياسية بمفهوم التنمية السياسية، الذي ينعكس على التنمية المستدامة بشكل عام. والمشاركة السياسية موجودة في كافة المجتمعات، إلا أن هذا الوجود يتباين بين مجتمع الى اخر،
ان وجود النساء في مواقع صنع القرار خلال هذه المرحلة في العراق يشكل فرصة تاريخية على النساء استثمارها بشكل دقيق عبر تنسيق الجهود والعمل على ابراز العناصر النسوية المتميزة ,فضلا عن اهمية تطوير صيغ التنسيق والتعاون العملي بين المنظمات النسائية والنساء في مواقع صنع القرار لما لذلك من اهمية , ان اهتمام المراة بتنمية وعيها وقدراتها الذاتية مضافا الى ذلك ايمانها باهمية دورها في عملية بناء السلام وبناء المستقبل في العراق تعد من الامور الهامة المؤثرة في تفعيل دور النساء وتحويلها من مجرد مؤشرات رقمية الى حقائق موضوعية .
لتعزيز الدور القيادي للمرأة لا بد من الاهتمام بدعم عملية التحول الديموقراطي ومفاهيم حقوق الانسان والمواطنة و الاهتمام بنشر ثقافة الديموقراطية وعدم التمييز والحق في الاختلاف والتعددية وقبول الاخر ومفاهيم النوع الاجتماعي،التعريف بالاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المراة ، والعمل على تدريب النساء لتفادي وجود نساء غير مؤهلات الى المناصب القيادية لابد من الجمع بين النشاط على مستوى المجتمع المدني والنشاط السياسي سواء بالمشاركة في الأحزاب أو الانتخابات تصويتاً وترشحاً.
اي بمعنى ضرورة اهتمام المرأة بالشأن العام بالقدر نفسه الذي تعنى فيه بقضايا المرأة، فلا تحصر المرأة نفسها في الاهتمام بقضاياها، وفي الوقت نفسه لا تتنكر لهذه القضايا فهي في نهاية المطاف جزء من المجتمع ، ويتم ذلك بالتدريب على العمل السياسي منذ مراحل مبكرة.
ومن الاشياء التي يجب العمل عليه ايضا هو الحث على تقديم المساندة للسيدات اللاتي تشغلن مواقع قيادية أو مؤهلات لشغل هذه المواقع، سواء كانت المساعدة تقنية أو إعلامية، وتعزيز مستوى مؤسسات المجتمع المدني بحيث تكون منظمات المجتمع المدني التي تدافع عن حقوق المرأة تراعي هذه المسألة في تكوينها وطريقة عملها.
تحضير جيل من النساء القادرات على الحضور والتأثير بحيث تستطعن تحقيق إنجازات.
التواصل مع خبرات محلية وخارجية ليس من الامر الهين يجب قبل كل شيء ينبع من الايمان بأهمية دور المرأة في عملية صنع السلام وعمليات المصالحة وحل النزاعات وقياس تقدم المرأة من عام لآخر على مستوى الحياة العامة.
وختاماً، لا يمكن للمجتمع أن يحقق التنمية الشاملة وبناء مجتمع جديد إذا لم يكن للمرأة دور في صياغة القرارات المتعلقة بحياتها الخاصة والعامة، وإذا لم تأخذ حصتها من الأعمال المهنية والإدارية والاقتصادية، وإذا لم تشارك في مؤسسات السلطة في مختلف المستويات وفي مؤسسات صنع القرار، فتمكين المرأة بات يشكل التحدي الأهم لتحقيق التنمية على أساس المشاركة والفرص المتساوية.