وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يدافع عن طريقة انسحاب القوات العسكرية من أفغانستان
دافع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن الانسحاب الفوضوي للقوات الأمريكية من أفغانستان، في أول شهادة رسمية له في هذا الصدد أمام أعضاء في الكونغرس منذ جلاء القوات من هناك.
ويواجه كبير الدبلوماسيين الأمريكيين انتقادات بشأن الانسحاب من أفغانستان، خاصة فيما يتعلق بالأمريكيين والحلفاء الذين خلفوهم وراءهم هناك.
ويصف الجمهوريون الخروج بأنه خسارة مذلة أمام طالبان. بينما ركز الديمقراطيون على أن الرئيس السابق دونالد ترامب هو من أطلق وحدد المفاوضات مع طالبان.
وبلينكن هو أول مسؤول أمريكي يمثل أمام الكونغرس منذ الانسحاب.
وواجهت إدارة بايدن انتقادات واسعة، في الداخل وبين الحلفاء، بشأن الطريقة المفاجئة للانسحاب الأمريكي، مما أدى إلى انهيار غير متوقع لقوات الأمن الأفغانية التي دربتها القوات الأمريكية وموّلتها لسنوات.وخلال ما يقرب من 20 عاما من الحرب، قُتل نحو 100 ألف أفغاني، وأكثر من 6 آلاف أمريكي، بتكلفة تقدر بأكثر من تريليوني دولار.
واستعاد مقاتلو طالبان السيطرة على البلاد بوتيرة سريعة، وأحاطوا بالعاصمة كابل في 15 أغسطس/آب.
ودفع سقوط العاصمة الآلاف إلى التجمع في مطار كابل في محاولة يائسة للمغادرة.
ووسط انتقادات في الداخل ومن الحلفاء في الخارج، حاول الديمقراطيون ومسؤولو إدارة بايدن تحويل التركيز بعيدا عن الأيام الأخيرة في أفغانستان. بدلا من ذلك، يقولون إن الخسارة كانت بسبب الأخطاء التي ارتكبت على مدار أطول حرب أمريكية.واشتبك الجمهوريون خلال جلسة الاستماع مع بلينكن حول مصير الحلفاء الأفغان "الذين تم التخلي عنهم" في كابل، مما أدى إلى زيادة التهديدات الإرهابية والمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان مع عودة طالبان إلى السلطة.
هل تجاهل بايدن المعلومات الاستخباراتية؟
في ملاحظاته الافتتاحية، كرّر بلينكن دفاع بايدن عن الإجراءات المتخذة "إذا لم تكفِ 20 سنة ومئات المليارات من الدولارات من الدعم والمعدات والتدريب، فلماذا ستؤدي سنة أخرى، أو خمسة، أو عشرة، إلى إحداث فرق؟".كما أكد أنه لم يعتقد أي مسؤول عسكري أو استخباراتي أميركي أن أفغانستان ستسقط بهذه السرعة.
لكن مايكل ماكول، كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، انتقد الانسحاب ووصفه بأنه "استسلام غير مشروط لطالبان"، مضيفا أن ذلك لم يكن ليحدث لو استمع الرئيس إلى المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين.
وقال "نحن الآن تحت رحمة حكم طالبان الإرهابي".
كم عدد الأمريكيين الذين بقوا في أفغانستان؟ما زالت هناك أسئلة عن عدد الأمريكيين الذين بقوا في أفغانستان، وقد سأل العديد من المشرعين من كلا الجانبين بلينكن عن رقم دقيق.وقال الأخير "اعتبارا من الأسبوع الماضي، كان هناك حوالى 100 مواطن أمريكي في أفغانستان قالوا لنا إنهم يرغبون في مغادرة البلاد".وأشار إلى أن الولايات المتحدة عرضت الأسبوع الماضي إخلاء 60 منهم، وقبل 30 فقط.ولم يعط أي رقم عن عدد حلفاء الولايات المتحدة الذين ما زالوا في البلاد.
هل ستعترف الولايات المتحدة بحكم طالبان؟
ويبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف رسميا بالحكومة التي تقودها طالبان.وقال بلينكن "إذا كانوا يريدون الحصول على أي شرعية، أو أي دعم، فإن ذلك يبدأ بحرية السفر"، مؤكدا أنه لم يُسمح لرحلات الطيران المستأجرة بالخروج من مدينة مزار الشريف."إنها حكومة الأمر الواقع في أفغانستان. هذه هي الحقائق فقط".وأضاف أن المجتمع الدولي يتمتع "بنفوذ كبير" على طالبان، بسبب اعتماد البلاد على المساعدات الدولية.كما قال بلينكن إن طالبان التزمت بمنع الجماعات الإرهابية من تأسيس مواقع لها في أفغانستان.وأضاف "هذا لا يعني أننا سنعتمد عليهم. سنظل يقظين في مراقبة التهديدات".
لماذا لم يُعد بايدن التفاوض بشأن صفقة ترامب؟
قال بلينكن عن اتفاق فبراير/شباط 2020 "لقد ورثنا موعدا نهائيا وليس خطة".وشهد اتفاق ترامب قيام الولايات المتحدة وطالبان بوقف الهجمات ضد بعضهما البعض. ومع ذلك، لم تكن الحكومة الأفغانية طرفا في الصفقة. ويقول نقاد إن الاتفاق سمح لطالبان بإعادة تجميع صفوفها، مما أدى إلى غزوهم للبلاد في أغسطس/آب.وجادل الديمقراطيون في اللجنة بأن يدي بايدن كانتا مقيدتين عندما تولى منصبه، وأن طالبان كانت ستهاجم القوات الأمريكية لو تغير الموعد النهائي.في أبريل/نيسان، قرّر بايدن تأجيل الموعد النهائي الذي حدده ترامب إلى 11 سبتمبر، تاريخ الهجمات الإرهابية التي أدت إلى الغزو الأمريكي.وجادل بلينكن "عند توليه منصبه، واجه الرئيس بايدن على الفور الاختيار بين إنهاء الحرب أو تصعيدها".وأضاف أن طالبان "أوضحت بشدة أننا إذا تجاوزنا هذا الموعد النهائي"، فسوف تستأنف هجماتها.هل ستساعد الولايات المتحدة النساء الأفغانيات؟
سلط المشرعون الضوء على مخاوفهم بشأن الكيفية التي ستنجح بها النساء الأفغانيات في ظل حكم طالبان.وتعهد بلينكن بإرسال 64 مليون دولار من المساعدات إلى أفغانستان، وسط نداء عاجل من المجتمع الدولي لمساعدة الأفغان الذين يكافحون مع اقتراب فصل الشتاء.كما تعهد بأن الأموال ستذهب مباشرة إلى المنظمات غير الحكومية وجماعات الإغاثة المحلية.ولدى سؤاله عن الكيفية التي ستضمن بها الولايات المتحدة عدم تسليم الأموال إلى طالبان، وعد بايدن بالعمل مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الخيرية الدولية لتقديم المساعدة بشكل مباشر، وهو أمر قال إنه تم القيام به في مناطق صراع أخرى حول العالم.وأضاف أنه يعتزم إنشاء منصب في وزارة الخارجية مخصص لمساعدة النساء والفتيات الأفغانيات.ويأتي ذلك وسط حملة قمع تمارسها حركة طالبان لحريات النساء. وأعلنت حركة طالبان، الأحد، قواعد جديدة للطالبات، بما في ذلك فصل الأناث عن الذكور في المدارس والالتزام يقواعد لباس صارمة.
وسيواجه الوزير بلينكن جولة ثانية من الاستجواب من جانب المشرعين، عندما يمثل أمام مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء.